بنكيران في تهديد مبطن : البيجيدي إذا لم يفز فيها (انتخابات أكتوبر) فلن يتبخر … مسئولية الملك تاريخية … إما نجاح حقيقي (نجاح حزبه !) وإلا فالكل سيؤدي نتائجه وعواقبه”.
بعد استنفاذ قاموس الحيوانات والجن ، بنكيران أمين العام “العدالة والتنمية” ورئيس الحكومة سيكشف لنا عن وجود دولتين داخل المغرب. دولة رسمية يرأسها الملك محمد السادس، ودولة لا يعرف من أين تأتي قراراتها وتعييناتها. وكان هذا في لقاء مع شبيبة حزبه أمس السبت ببوزنيقة، عندما كان يتحدث عن تحديات الانتخابات التشريعية المقبلة التي سيشهدها المغرب في 7 أكتوبر. وفي هذا السياق، قال بنكيران إن حزبه “سينتصر في الانتخابات المقبلة لأن هذه هي مصلحة البلد ومصلحة الدولة الرسمية التي يرأسها الملك محمد السادس، وليس تلك التي لا ندري من أين تأتي قراراتها وتعييناتها”. ورغم تأكيده على فوز حزبه، إلا أنه نسي وقال أن حزبه إذا لم يفز في الانتخابات المقبلة فلن يتبخر؛ مضيفا بأن مسؤولية الملك تاريخية ، ثم قال “إما نجاح حقيقي وإلا فالكل سيؤدي نتائجه وعواقبه”. بعد كل هذه الرسائل المبطنة،والتسخينات توجه إلى المؤسسة الملكية برسائل مباشرة حيث قال: “نحن كنا دائما نقوم بتصحيح علاقاتنا مع ملوكنا”، قبل أن يضيف “وقد آن الآوان لنرجع إلى الصواب”. وبعد أن نسب لنفسه إسقاط كلمة “مقدس” التي كان يوصف بها الملك في الدستور السابق – متناسيا أن جل المذكرات المرفوعة إلى اللجنة الدستورية آنذاك نصت على ذاك المطلب – قال “يجب أن تسير العلاقة (مع الملك) في هذا الاتجاه”، في إشارة إلى منطق التوافق. ثم أضاف “ملكنا إذا اختلفنا معه نسير في الاتجاه الذي يريده حتى فيما يتعلق بالصلاحيات غير المنصوص عليها في الدستور”. واستشهد بنكيران، في هذا الصدد، بقضية الصحراء التي قال إن الملك ورث تدبيرها منذ أربعين سنة ودورنا هو مناصرته ومساندته ولا يمكننا منازعته. إلا أن بنكيران، في رسالة غير مباشرة من جهة، ولطمأنة أتباعه المستعجلين خاطب شبيبة حزبه ، لا يمكنهم أن يبقوا هكذا ( يعني التوافق مع القصر) وهم يرون دولا وشعوبا تملك قراراتها بأيديها، محذرا من منطقي المواجهة الذي قال إنه كان مكلفا في الماضي، ومن منطق الانبطاح الذي وصف أصحابه بالببغاوات.
التعليقات مغلقة.