رغم المرض، رغم العياء، ورغم صرامة النصائح الطبية، لم يغير ذلك شيئا في رجل ولد من رحم النضال. ويظل كما عرف به دائم البشاشة على قسمات وجهه، بحس لا يفضي سوى باهتمام متواصل لمجريات الوطن بمختلف قضاياه، وإن كان الشق السياسي يطغى على النزر الأوفر من تلك الاهتمامات.
خلاصة لم تأت عبثا، وإنما تحججت بها الزيارة الأخيرة التي قام بها القيادي اليساري محمد بن سعيد آيت إيدر لرئيس الحكومة السابق عبد الرحمن اليوسفي. هذا الأخير الذي لم يخل حديثه لرفيق الدرب من عبارات طالما سمع بين نبراتها مصطلح “السياسة”، وغلفها بصوته المبحوح كلمات قفل لا الشك أنها تربط بين ماضي وحاضر المشهد. مما ينم على أن الهم يظل هو الهم بالنسبة لأيقونة الإتحاد الإشتراكي، والانشغال يبقى هو الانشغال ذاته ضدا عن كل مضايقات اعتلال الصحة البدنية، بما أن الصحة النفسية والوطنية في أوجها.
وليس هذا فحسب، بل إن كل من لمح الصور الرائجة لعبد الرحمن اليوسفي وهو في المصحة، وعلى سرير المرض، لن يفوته مشهد كم الجرائد المصففة تحت طاولة أكله. وكأن لسانه حاله يقول: “استمد قوتك يا مرض، تجبر كما تشاء، لكن ستبقى ضعيفا أمام النيل من مداومة التدليل على قدسية وطنيتي
التعليقات مغلقة.