علاقة بالنقاش الدائر حول تهويد مدينة القدس وقدسنة حاضرة سوس اكادير…في اعتقادنا لايمكن فهم هذا النقاش وهذه المساعي الا في تحليل سوسيولوجي لسياسات المدينة العابرة للحدود…وهو انزياح لا شعوري الى الغاء الحدود الجغرافية من جهة ( اممية القضية الفلسطينية) وإعادة تشكيلها (تقسيم الديناميات المجتمعية الى شعب الله وشعب الشيطان) من جهة ثانية…
فطمس الهويات الطبيعية والبشرية هو بداية إعادة تشكل هويات جديدة تعتمد الفضاء والمجال كمحدد للتعبير السياسي والايديولوجي وهو تنفيس لاشعوري عن انكسارات وهزائم على المستوى الاجتماعي والعلائقي الغير قابل للتدويل والتصدير لانه مرتبط بسيكولوجيا التخلف وانتاجه.
لماذا الارتباط بفلسطين؟؟ هل هو التزام مفتوح في معادلة لا تملك فيه المدينة اي تأثير ولا اية مشروعية سياسية كانت ام اخلاقية لان في الاخير الفلسطينيون هم من يقررون مصائرهم وهم في غنى عن انظمة ومدن مستبدة ولو رفعت اعلام فلسطين فوق مدائنها وليس فقط تسمية شوارعها وازقتها….
في اقتراض فضاءات النضال الفلسطيني الى برك الفساد الاسنة بالمغرب…سيندهش الفلسطينيون الى هذا الانزياح الماكر والاستغلال الفرجوي لملاحمهم ومآسيهم…فكيف سنقنع طفلا فلسطينيا ترعرع وسط الادخنة وصوت الرصاص ولعب ببقايا القدائف والبنادق في شوارع غزة وحيفا واللاديقية بأن نفس الاسماء والفضاءات التي لها رمزية في وجدانه ومخياله لن تغدو غير اوكار للدعارة في حي القدس الاكاديري المغربي البئيس…ولن تكون ازقة القدس ومعابدها ومساجدها غير ساحات للوغى للفراشة والخضارين والمتسكعين وجماعات من الرهط تجتمع على وقع الاذان وتتفرق على صيحات الريباخا….
تمنينا لو استلهمت مدننا سياسات المقاومة والتحديث من فلسطين وشعبها المقاوم….
مدنها التي تحترم ادمية سكانها في التنظيم والفضاءات الخضراء….
مدارسها وجامعاتها المصنفة دوليا ضمن رائدات البحث والانتاج العلمي
مواطنيها المسلحين بالعلم والمعرفة بمعدلات لا تتعدى ١ في المئة من الامية
تجاربها الديمقراطية في التداول على السلطة وتقاسم الثروات….
أكادير مدينة امازيغية انسانية وعالمية كانت دائما وستبقى منبعا للحضارة والتلاقي ومجالا متجددا لكل الديناميات العابرة للحدود…لانها مدينة تولد تحت انقاض الحدود ولا تؤمن بالاسوار والقيود….فمهما سجنتموها بقضاياكم…بهزائمكم…بأساطيركم
ستنبعت كالفينك من رمادها.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.