خلفت الاعتداءات المتكررة للرعاة الرحل على ممتلكات فلاحي جهة سوس ماسة خاصة بأقاليم اشتوكة أيت باها وتيزنيت وتارودات موجة من الغضب وسط ساكنة هذه المناطق، وشكلت أحداث جماعة بلفاع بإقليم اشتوكة ايت باها بعد هجوم الرحل على ساكنة دوار تقصبيت واختطاف مواطنين والاعتداء على الاخرين، موجة الغضب أخرجت العشرات من المواطنين للاحتجاج امام عمالة اقليم اشتوكة كما دفعت عدد من المستشارين الجماعيين بإقليم تيزنيت للتهديد بالاستقالة في حالة عدم جعل حد لاعتداءات الرعاة الرحل، ودخل تلاميذ احدى المؤسسات التعليمية على الخط بمقاطعة الدراسة احتجاجا على هذه الاعتداءات المتكررة.
وقالت مصادر “ازول بريس” أن الرعي الجائر بالمنطقة الذي تقوده جحافل من مواشي الرعاة الرحل، والذي بلغ مداه من خلال الاعتداء الجسدي على أهالي منطقة تقصبيت وأيت اعمر والسطايح بجماعة بلفاع واحتجاز افراد منهم وتهديد سلامتهم الجسدية والترامي على منتوجاتهم الفلاحية الهزيلة أصلا والمهددة بندرة الماء، خلف استياء عميقا ورعبا شديدا في نفوس النساء والاطفال دفع بالساكنة الى اتخاد قرار الاحتجاج الدي بدأته بتنظيم مسيرة في اتجاه عمالة اقليم أشتوكة للمطالبة بفتح حوار جدي ومسؤول يقضي بإبعاد الرعاة وقطعانهم عن هده الدواوير وإجلائها من اراضيهم الخاصة فورا.
ويوم الاثنين 26 فبراير 2018 خرج عدد من المواطنين من جماعات بلفاع وأيت ميلك وإنشادن والمناطق الجبلية، للاحتجاج قبالة مقر عمالة إقليم أشتوكة ايت باها ضد الرعي الجائر واعتداءات الرعاة الرحل على الحرث والزرع وترهيب الساكنة، بعد الاحداث التي شهدها دوار تقصبيت بجماعة بلفاع الاسبوع الماضي. المحتجون رفعوا شعارات “هذا عار هذا عار الساكنة في خطر”، “لا للمذلة لا للترهيب نعم للتنمية والكرامة”، “لا حقوق لا قوانين باش حنا مواطنين”، ” يا عامل يا مسؤول ها دشي ماشي معقول”، وشعارات اخرى، مطالبين من السلطات بوضع حد لمعاناتهم وحماية حياتهم وممتلكاتهم.
وصلة بالموضوع أقدم تلاميذ المتمدرسون بمجموعة مدارس “تقصبيت” التي شاهدت مواجهة بين السكان والرعاة الرحل مؤخرا، على الانقطاع الجماعي عن الدراسة احتجاجا على الاجتياح غير المسبوق لقطعان المواشي المملوكة للرحل لمستغلاتهم الزراعية، وعلى تهديد الساكنة في سلامتهم الجسدية، بعد واقعة اختطاف واحتجاج شخصين لساعات تفيد المصادر من عين المكان.
وذكرت المصادر أن ممثلين عن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بأشتوكة آيت باها حلوا بالمؤسسة التعليمية رفقة وفد من السلطات المحلية والأمنية، وعقدوا اجتماعا طارئا مع بعض آباء وأولياء التلاميذ من أجل إقناعهم بالعدول عن هذه الخطوة الاحتجاجية، غير أن الآباء أصرّوا على الاستمرار في انقطاع أبنائهم عن الدراسة إلى حين إبعاد الرحل عن المنطقة.
وفي هذا السياق علمت الجريدة أن القوات العمومية مازالت ترابط بمدخل دوار تقصبيت تحسّبا لأية اشتباكات محتملة بين الرعاة الرحل والساكنة المحلية، كما جرى تخليص شخصين من الاحتجاز داخل إحدى خيام الرحل، بعد حوار دام لأزيد من ثماني ساعات، أشرف عليه الكاتب العام لعمالة اشتوكة آيت باها، وحضره ممثل عن النيابة العامة باستئنافية أكادير والسلطات المحلية.
وبإقليم تيزنيت، تفيد المصادر، هدد أعضاء الجماعة الترابية أربعاء رسموكة، بتقديم استقالاتهم الجماعية، في حالة ما إذا لم تتدخل السلطات الاقليمية لإنهاء معاناة الساكنة مع ظاهرة الرعاة الرحل، الذين طوقوا جميع منافذ الجماعة بمواشيهم، مهددين ممتلكات ومزروعات أراضي الساكنة المحلية.
وأكد المستشارون، في بيان لهم توصلت الجريدة بنسخة منه، أن الاعتداءات المتكررة لبعض الرعاة الرحل المستقرين بمختلف المناطق التابعة للنفوذ الترابي للجماعة الترابية أربعاء رسموكة، تكاثرت بشكل كبير، مشيرين إلى أنه استنادا لتظلمات الساكنة والفلاحين بالمنطقة، فقد تم عقد اجتماع مُستعجل للمستشارين الجماعيين يوم الأحد 25 فبراير بمقر الجماعة، وبعد نقاش حاد ومستفيض أعلن المستشارون إدانتهم الشديدة لما تتعرض له المنطقة من هجوم و استفزازات وتهديدات تمس ممتلكات وأغراس الساكنة وتهدد سلامتهم الجسدية. وطالب المستشارون، في بيانهم، السلطات الاقليمية بالتدخل الفوري والعاجل لرفع الحصار والضرر على أملاك الساكنة.
وبنفس الجماعة، تؤكد المصادر، نددت أكثر من 20 جمعية تمثل المجتمع المدني بجماعة رسموكة في بيان شديد اللهجة بما أسمته ” الاوضاع المتردية المتسمة بالإحساس بانعدام الامن والحماية” بسبب تعنت الرعاة الرحل واصرارهم على احتلال جل أراضي الجماعة.
وبعد استنكارهم الشديد ودعوتهم السلطات الاقليمية والمسؤولين في الحكومة الى التدخل الفوري لإجلاء الرعاة الرحل عن اراضيهم، ثمنوا عاليا تهديد أعضاء جماعة بلدتهم بالاستقالة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.