19مارس بقدر ما يؤرخ ليوم إعلان نتائج الإستفتاء لاستقلال الجزائر عن فرنسا بعد 130 سنة من الاستعمار هو في نفس الوقت عيد الإنتصار عند حكّام الجزائر وميلاد أسطوانة بلد المليون شهيد ومكة الثوار وبين البلدين شبهات كثيرة تختزلها اتفاقية “إيفيان التي ما زالت تفرض وبقوة على عصابة قصر المرادية، بأن يكون ولاؤها لباريس وأن تحترم الإرث الاستعماري الذي تديره المؤسسات الفرنسية عن بعد.. تحت عنوان فرنسا الإفريقية..
طبعاً سيتساءل البعض وبشكل استنكاري..( وحنا مالنا..)
نعم.. وبكل تأكيد ( ما شي شغلنا)
غير أن العصابة بالجزائر حين اختارت باريس هذه السنة للاحتفال بعيد نصرها اعتقد الجميع على أن الجزائر الجديدة والقوة العظمى أرادت ان تزلزل وتزعزع أركان قصر الإليزي بعد إهانة حرمة الأراضي الجزائرية عبر تهريب الأميرة بوراوي نحو فرنسا.. فضلاً عن إهانات أخرى صادرة عن الرئاسة الفرنسية خلال هذه المدة الأخيرة..
غير أنّ المفاجئة الكبرى لدى أغلبية المهتمّين بالشأن المغاربي هو استغرابهم ودهشتهم للشعارات التي رفعتها هذه القلة من المتظاهرين ومضامين اللافتات التي ركّزت على الشعب المغربي بكل أطيافه ومؤسساته ورموزه الدستورية وكأن الدولة المغربية هي من استعمرت الجزائرلمدة قرن وزيادة.. بدون ان يرفع ولا شعار واحد ضد فرنسا التي ما زالت إلى حدود اللحظة تهينهم وتذلهم كنظام وكدولة وشعب من خلال بعض الوقائع الدّالة على مدى نسبية استقلال هذا النظام عن سلطة باريس وهو ما زال يدفع كل سنة مبالغ مهمة لفرنسا لقاء حماية نشيدها الوطني:”قسما بالنازلات الماحقات…” بحيث أنّ ديوان الحقوق الفرنسي “SACEM” هو الوحيد المخول له الاستفادة ماديا من عائدات النشيد الوطني الجزائري، حين يرفع العلم الجزائري في الداخل كما في الخارج..
مقابل حمايته على موقع “اليوتيوب” من أي قرصنة إلكترونية أو عملية تحميل غير قانونية بموجب القانون الدولي لحماية الملكية الفكرية؛
بعد62 سنة لم تستطع القوّة الضاربة حتّى ان تحرر نشيدها الوطني وتتبجّح بمناصرة ما تسمّيه الشعب الصحراوي كما جاء في شعارات تظاهرة اليوم
الواقعة بهذه التبعية كافية أيضاً أن نردّد وبأعلى الأصوات أمام كل هذه الابواق الإعلامية التي اعتبرت سب المغاربة ونعتهم باقبح الأوصاف هو انتصار وفخر واعتزاز أمثال الدراجي وغيره من هذه الوجوه الوقحة..
هل يرضيكم ان يكون المستعمر الذي فتك باجدادكم وآبائكم هو من يقوم بحماية نشيدكم الوطني الثوري.. وهو مؤشر كبير على تمديد هذه الحماية إلى أغلب مؤسسات نظامكم ودرجة التحكم في قراراتكم السيادية..
طبعا.. وذاك لن يرضى به الا أبناء الخونة لدماء شهداء الجزائر الأحرار مثلك وغيرك من فصيلة بن سديرة ووو إلى أعلى سلطة في بلدك.. وخير نمودج هذه التظاهرة التي أبابت عن منسوب قياسي من الدناءة و الانحطاط الأخلاقي لعشيرك أمام العالم
أبابت أيضا درجة الفشل المتراكم خلال 63 سنة من الإستقلال الشكلي أمام بلدنا..
أبابت للعالم بأن الجزائر محتلّة من طرف العصابة ومسيّجة بعناصر عسكرية مافيوزية بامتياز
لقد كان الجنيرال دوگول صادقا حين قال :
( واهم من يعتقد اننا خرجنا من الجزائر.. فهي ستبقى فرنسا الإفريقية بفضل من تركناهم أوفياء للراية الفرنسية)
هم انت أيها الدراجي كاصغر رتبة في تراتبية نظامك العسكري مكلف بتمجيد هذه الوقاحة
هو انت وغيرك.. لأن أبناء الأصول يعرفون حدود الصراع ويستحضرون كل القيم الأخلاقية اثناء تدبير هذا الصراع أيّاً كانت طبيعته..
لكن لماذا لم تحتفلوا بعيدكم داخل الجزائر وتخرجون في مظاهرات هناك..
ولماذا باريس وموضوع الإساءة للمغرب
طبعا لأن آخر أوراق فرنسا الابتزازية ضد بلدنا هي استدعاء قيلق كابراناتها الإفريقية برئاسة عبد المجيد شنقريحة.. ألم يوشح هذا الأخير بقبّعة حارس ليلى لقصر الإليزي..
لذلك تظاهروا وقت ما شئتم وكيف ما شئتم وخاصّة في باريس.. فلن يزيد ذلك إلاّ تحقيراً وتصغيراً لنظام العصابة بالجزائر وراعيتها الفرنسية مقابل احترام وتقدير لهذا السمو الأخلاقي الحضاري لبلدنا ومؤسساته اتجاه هذه النمادج المرضى بالطاعون
هو الردع الأخلاقي الحاضر في صراعنا مع هذه العصابة التى بلغت في حقدها مستوى غير مسبوق طيلة كل هذه المدّة..وسيزداد في القادم من الاشهرو السنوات مادام المغرب اليوم قد تحوّل إلى نمودج إفريقي ناجح كما جاء على السنة رؤساء دول كنيجريا رواندا..
وسيزداد وأفريقيا الرياضية توّجت قائد البلاد وعاهلها جلالة الملك محمد السادس بجائزة التميز وأمام أنظار العالم..
وسيرتفع وبكل الأساليب من المناورات الشبه اليومية إلى التظاهرات العدائية ضد بلد طرد ماماهم فرنسا من إفريقيا…
أما العصابة وبكل مؤسساتها وابواقها فشخص واحد كاف كي يجعل الجزائر تنام وتستيقظ على وقع كابوس اسمه فوزي لقجع مفخرتنا في الدبلوماسية الرياضية..
وخير دليل ان احد الشعارات التي رفعت في عيد الإنتصار على المغرب وبكل أمانة هو :
(شكون سبب عذابنا.. المخزن المغربي)
هي الحقيقة الوحيدة في هذه التظاهرة… وهي الأصل في ارتفاع منسوب هذا النباح الذي عجزت حتّى الكلاب نفسها الوصول إليه..
لأنها – أي الكلاب – عرفت بفعل الغريزة حدودها..
نقطة النهاية
يوسف غريب كاتب / صحافيّ
التعليقات مغلقة.