أزول بريس- سعيد الهياق//
في سابقة من نوعها؛ نظمت جمعية تارودانت أولاً بتنسيق مع جمعية مكتب طلبة الكلية متعددة التخصصات بتارودانت لقاءً تواصليا حول ” الشباب والمشاركة السياسية”؛ وذلك يوم الخميس 17 يونيو 2021 بمقر إقامة رئيسها الدكتور مصطفى عزيز. وتندرج هذه المبادرة النوعية في إطار مساعي ” جمعية تارودانت أولاً ” على تحفيز وتشجيع الشباب على ولوج المجال السياسي عبر المشاركة السياسية الفعالة في المسار الانتخابي القادم في ظل الأولية القصوى التي منحها ملك البلاد محمد السادس للشباب من أجل الانخراط في تدبير الشأن العام عبر مقتضيات دستور 2011 والتي مافتأ ينادي بها ويركز عليها في كل المناسبات الرسمية.
وفي مستهل كلمته رحب الدكتور مصطفى عزيز رئيس الجمعية بالوفد الطلابي وبالأطر الأكاديمية الحاضرة وعبر عن سعادته الفائقة باستضافة الجمعية للطلبة والطالبات بالكلية. وأن الغاية من القاء التواصلي هي فتح الآفاق للشباب للمشاركة السياسية لتكسير الطابوهات التقليدية التي حالت دون مشاركة فعالة للشباب في المجال السياسي. وبالتالي خلقت قطيعة وشرخ عميق بين تطلعات شباب اليوم والجهات التي استولت على تدبير الشأن المحلي طيلة عقود من الزمن دون تحقيق الحد الأدنى من برامجها الانتخابية الطوباوية. بل بالعكس ساهمت في تراجع وتقهر مدينة تارودانت إلى الوراء مقارنة مع مدن فتية حققت طفرة نوعية وأضحت واجهة اقتصادية وسياحية على الصعيد الوطني في ظرف زمن قياسي؛ مع العلم أن مدينة تارودانت كانت إلى عهد قريب عاصمة للدولة وقطباً اقتصادياً محورياً بين دول الشمال وجنوب الصحراء.
وفي كلمته الوجيهة والعميقة أكد الدكتور مصطفى عزيز للشباب أنه لا ينوي البثة الترشح للانتخابات القادمة ولا تهمه المناصب لكونه يترأس أكبر المنتديات الاقتصادية الدولية وأنه يشغل عدة مناصب ديبلوماسية بأكبر التجمعات السياسية بأمريكا وأوربا وإفريقيا. وأن الأهم بالنسبة له وللجمعية فقط فتح المجال للشباب لولوج الميدان السياسي من أجل تدبير الشأن المحلي والرقي بالسياسة كرسالة نبيلة لخدمة المجتمع والنهوض بالتنمية الاقتصادية على كافة الأصعدة لاستعادة مجد تارودانت الحضارة التاريخ. وأعاد التأكيد على أن الجمعية ستسخر كل الإمكانيات اللوجيستيكية والمادية لشباب المدينة لتسهيل مشاركتهم في الاستحقاقات القادمة بعيداً عن كل الخلفيات السياسيوية والأيديولوجية.
وفي ختام كلمته الوجيهة قدم الدكتور مصطفى عزيز للطلبة مفاجأة سارة تتمثل في قرب افتتاح معهد إبراهيم الروداني للصحافة والإعلام الذي أشرف على فكرة بلورته وتأسيسه شخصياً. والذي سيكون بمواصفات دولية وسيضاهي أكبر المعاهد للصحافة والإعلام على الصعيد الوطني والقاري وسيستقطب أطر أكاديمية وطنية ودولية في مختلف التخصصات لفسح المجال لأبناء تارودانت وللإقليم لولوج مجال الصحافة والإعلام بمهنية واحترافية مع فرصة الاستفادة من دورات تكوينية متنوعة داخل وخاج الوطن.
وبدوره عبر الطالب عبد اللطيف أيت زطا عن امتنانه الكبير للدكتور مصطفى عزيز عن حفاوة الاستقبال وعلى مبادرة استضافة طلبة الكلية متعددة التخصصات بتارودانت في سابقة من نوعها بالمدينة مع تقديم وافر الشكر لأطر الجمعية وللفعاليات المدنية التي سهرت على بلورة مشروع اللقاء التواصلي كل بإسمه وصفته. ونيابة عن الطلبة فقد تم الاتفاق بين مكونات الطلبة على تسمية الفوج الذي سيتخرج في نهاية السنة الجامعية الحالية بإسم ” جمعية تارودانت أولاً ” كرسالة اعتراف من طلبة الكلية بالخدمات الجليلة التي قدمتها الجمعية للمجتمع المدني وللطلبة على وجه الخصوص.
وفي إطار مشاركة فعالة في اللقاء التواصلي القيم حول ” الشباب والمشاركة السياسية” تم اقتراح توزيع الطلبة على مجموعات من أجل فسح المجال لكل الطلبة والطالبات لبلورة خارطة طريق بأفكار ورؤى بنيوية ولتسهيل العملية تم تقسيم الطلبة إلى خمسة عشرة مجموعة تضم على الأقل ستة من الطالبات والطلبة مع تعيين مقرر ومسير للمائدة المستديرة. وتم تحديد المدة الزمنية في 45 دقيقة.
وتضمنت الورقة التأطيرية للقاء التواصلي المحاور التالية:
الطريقة 1: (منهجية تفسيرية)
والمطلوب من الطلبة بلورة أفكار حول ماهية المشاركة السياسية، من خلال تقديم تعريف بسيط يتضمن مفهوم ماهية المشاركة السياسية. ثم تقديم محاولات في الإجابة على الإشكالات التي تتعلق بسبل المشاركة السياسية مع مقاربة الممكن منها ومحاولة إبراز قيمة القوى الشابة في تغيير معالم الخريطة السياسية.
أسئلة موجهة:
1- ما الذي تعنيه لكم المشاركة السياسية؟
2- ما هي طرق وأنواع المشاركة السياسية؟
3- ما هي أهم العوائق التي تصادف الشباب في المشاركة السياسية؟
4- ما هو أثر المشاركة السياسية على الاستحقاقات الانتخابية؟
5- ما حدود تأثير القوى الشابة في المشهد السياسي؟
الطريقة 2: (منهجية حجاجية)
والمطلوب من الطلبة: تفسير كيفية إقبال الشباب على الممارسة السياسية في أفق اقتراعات 2021.
أسئلة موجهة:
1- كيف تقيِّمون حجم المشاركة السياسية في صفوف الشباب؟
2- هل يمكن اعتبار التسجل في اللوائح عاملا مؤثرا بشكل مباشر في العملية الانتخابية؟
3- هل ترون أن الخلفيات السياسية التقليدية لمجموعة من الأحزاب الوطنية تشكل عائقا أمام المشاركة السياسية للشباب؟
4- هل قامت الأحزاب بتطبيق مضامين الخطاب الملكي المتعلق بتمكين الشباب داخل الأحزاب؟
5- هل ترون الحد الأدنى المفروض قانونا لتمثيلية الشباب (كوطا الشباب) ، يفي بمتطلبات التشبيب؟
وأشرفت الأستاذة سعاد أريب نائبة رئيس الجمعية على تأطير المجموعات بتوضيح الإشكاليات المطروحة والغاية منها مع تفسير جل الأسئلة التي واجهت الطلبة في التحليل وبلورة الأفكار بمنهجية سليمة. وبدوره قدم الطالب الباحث داوود الفاضلي ممثل طلبة الكلية متعددة التخصصات بتارودانت بعض الشروحات والتقنيات للتحليل لزملائه. وقد تبين للدكتور مصطفى عزيز وللأستاذة سعاد أريب من خلال تتبعها لأطوار المشاركة الفعالة للشباب في المائدات المستديرة إضافة 15 دقيقة أخرى الشيء الذي أثلج صدر المشاركين. ومن خلال تقديم ورقة كل مجموعة تبين للجميع المستوى الرفيع للطلبة في طرح معظم القضايا السياسية والإشكالات البنيوية التي ساهمت في عزوف الشباب عن المشاركة السياسية في ظل هيمنة بعض الشخصيات التقليدية على الكراسي وعدم فسحها المجال للكوادر والطاقات الشابة في أحزابها لتدبير الشأن المحلي مع استحواذها على زمام الأمور في كل صغيرة وكبيرة. وقدم كذلك الطلبة مقترحات جريئة وعملية من أجل مشاركة سياسية ناجعة مع عزمهم الشديد لكسب رهان التحدي من أجل مدينة رقمية حديثة مع الحفاظ على هويتها التاريخية واستثمار موروثها الثقافي المادي واللامادي لخلق ثورة تنموية بنيوية في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
وقد نالت جل المشاركات النقدية الوجيهة استحسان مكتب الجمعية والأطر التي أشرفت على اللقاء.
وبدورها عبرت الدكتورة كنزة عزمي باحثة أكاديمية بالكلية عن سعادتها بالمستوى الرفيع للطلبة في قراءة عميقة لمحاور اللقاء التواصلي القيم. ومن جهته نوه البروفيسور الدكتور محمد بن يحيى مدير معهد إبراهيم الروداني للصحافة والإعلام المزمع افتتاحه بداية الموسم الدراسي القادم بالمجهودات الجبارة للطلبة في التعامل مع محاور اللقاء التواصلي بمنهجية سليمة. ومؤكداً لهم أن الجمعية ستمنح فرصة من ذهب للطلبة لولوج المعهد عبر مبارة سيتم الإعلان عنها في الأيام القادمة وستسودها الشفافية والموضوعية.
وفي ختام اللقاء التواصلي القيم أقام الدكتور مصطفى عزيز حفل غذاء على شرف الطلبة وكل الفعاليات المشاركة.
وتم أخذ صور جماعية مع رئيس الجمعية وأطرها في مناخ احتفالي بهيج.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.