أزول بريس- بتنسيق مع عائلة وأصدقاء المرحوم الأستاذ المحامي والفاعل السياسي الأمازيغي أمغار احمد الدغيرني تكفل التجمع العالمي الأمازيغي، بأشغال ترميم قبر الراحل، الذي توفي رحمه الله، يوم الاثنين 19 أكتوبر 2020، عن عمر يناهز 73 عاما بعد معاناة مع المرض.
وأنهى مكلفون، زوال اليوم الجمعة 12 مارس 2021، أشغال ترميم القبر المتواجد بدوار إكْرار سيدي عبد الرحمان إقليم تيزنيت بمسقط رأس المرحوم امغار احمد، بحضور أعضاء التجمع العالمي الأمازيغي، وأرملة المرحوم وعدد من أصدقاء الدغيرني، الذي يعتبر واحد من أبرز المؤسسين للحركة الأمازيغية وللكونغريس العالمي الأمازيغي، وأحد أهم المؤسسين للفكر السياسي الأمازيغي، من خلال تأسيسه للحزب الديمقراطي الأمازيغي” والذي قضت المحكمة الإدارية بحله سنة 2007 بالعاصمة الرباط.
وفي هذا السياق قال رشيد راخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، إن “المرحوم أمغار الدغيرني سيظل حي يرزق بيننا كأمازيغ”، مشيرا إلى أن فكرة ترميم قبره جاءت لرد الاعتبار للدغيرني الذي توفيّ في ظروف صحية قاهرة، حالت دون المشاركة في جنازته، موضحا في السياق نفسه: “لولا الظروف التي نمر منها بسبب جائحة كوفيد لكانت جنازته تاريخية بكل المقاييس نظير ما يتمتع به من الاحترام والتقدير بين مختلف الفعاليات الأمازيغية والحقوقية والسياسية.
وذكر راخا بالعمل الجبار الذي قام به المرحوم الدغيرني في تأسيس الكونغريس العالمي الأمازيغي وفي تدويل القضية الأمازيغية ولفت أنظار المنتظم الحقوقي، وكذا المجهودات التي قام بها في سبيل الأمازيغية وله يعود الفضل فيما وصلت إليه الأمازيغية اليوم سواء في المغرب أو عموم بلدان شمال إفريقيا.
وجدد رئيس التنظيم الأمازيغي تأكيده على أن الأستاذ أحمد الدغيرني يتميز بمواقف بارزة وحاسمة في مساره النضالي الطويل، وأذكر منها تحدي السلطات الجزائرية التي حاولت منع عقد الكونغريس العالمي الأمازيغي بالجزائر، رغم أننا تعرضنا للاعتقال خلال أشغال المؤتمر، وحاصرتنا السلطات في مطار “هواري بومدين إلا أننا بمعية الراحل واجهنا السلطات الجزائرية”.
وأضاف رشيد الراخا ان المرحوم الدغيرني سيبقى إحدى الشخصيات المؤثرة في مسار القضية الأمازيغية. مشيدا في سياق كلامه بالتعزية الملكية التي كانت خير رد على كل من كان يشكك في نضاله وغيرته على واقع حقوق الإنسان بصفة عامة بالمملكة.
كما جدد عدد من أصدقاء وأقرباء الراحل داحمد الدغيرني، التأكيد على التاريخ النضالي الطويل لأمغار احمد وتضحياته في سبيل القضية الأمازيغية.
وللإشارة فقد ولد المرحوم امغار احمد الدغيرني الذي سنة 1948، بقرية تادارت بقبيلة أيت علي في أيت بعمران، حيث كان والده مدرسا بزاوية تادارت وقاضيا بها، وأصله من بلدة إكّرار ن سيدي عبد الرحمان بأحواز تيزنيت، في جماعة أكّلو. تلقى أحمد الدغيرني تعليمه الأولي بمسقط رأسه، ثم تابع دراسته الأساسية بمعهد تيزنيت ثم بمعهد تارودانت، وحصل على الباكالوريا بمعهد ابن يوسف بمراكش، ثم انتقل إلى جامعة فاس حيث حصل على إجازة في الآداب، وبعدها على إجازة في القانون بجامعة محمد الخامس في الرباط، ليشتغل في سلك المحاماة بهيئة الرباط منذ مطلع السبعينيات. انخرط في العمل السياسي والنضالي منذ شبابه وكان عضوا نشيطا بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
ويعد أحمد الدغيرني من رواد الحركة الأمازيغية وأحد رموزها، ساهم في الدورات الأولى للجامعة الصيفية بأكادير، واشتغل في جمعية تاماينوت، وهو من مؤسسي الكونغرس العالمي الأمازيغي، ومنسقا للمجلس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الأمازيغية، وشارك في المؤتمر الدولي لحقوق الانسان بفيينا سنة 1993، وكان ذلك حدثا مهما في التعريف بالقضية الأمازيغية على الصعيد الدولي، وهو مؤسس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي سنة 2005. أحمد الدغيرني له مؤلفات عديدة في مجالات الأدب والتاريخ والسياسة والقانون والأمازيغية، وأسس جريدتي “أمزداي” و”تمازيغت”. واشتهر أحمد الدغيرني طيلة مساره النضالي والمهني بدفاعه الشرس عن الأمازيغية وحقوق الانسان ومعتقلي الرأي.
ابراهيم فاضل
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.