الأجواء الفلكلورية الصاخبة والبهرجة المصاحبة للمعرض الاقليمي للصناعة التقليدية المنظم حاليا في مدينة طاطا لا يمكن أن تغطي الوضع المتردي والإكراهات الكثيرة التي يعاني منها الحرفيون في هذا القطاع الحيوي بإقليم طاطا. وفي هذا الصدد تعاني المرأة الصانعة في البوادي الكثير من المشاكل والمطبات المهنية والاجتماعية.
لهذا يتساءل الحرفيون والحرفيات عن جدوى تنظيم مثل هذه المعارض كل سنة ، ويشككون في أهدافها ومقاصدها ، حيث اثار تنظيم هذا المعرض جملة من الانتقادات قبل افتتاحه بلغت درجة وصفه من قبل رواد منصات التواصل الاجتماعي “بالمهزلة”. حتى الزوار يشتكون من المبالغة في اثمان بعض المنتوجات خاصة من العارضين الوافدين خارج اقليم طاطا.
من جانب آخر يرى بعض العارفين بكواليس تنظيم هكذا معارض ان المنظمين ومسؤولي الغرفة يتخذونها مطية لتعويضات سمينة رغم أن بعضهم لا صلة له بالصناعة التقليدية إلا كما يقول المغاربة ” رائحة الشحمة في الشاقور” .
لذا من الاجدى حسب الحرفيين من المسؤولين الترافع قصد اتخاذ الإجراءات الكفيلة بدعم قطاع الصناعة التقليدية بهذا الاقليم ،والعمل على إيجاد حلول لمشاكل الحرفيين المتراكمة وإدماج القطاع ضمن النسيج الاقتصادي المحلي. وجعل هذا المعرض ورشة مفتوحة لتشخيص وضعية هذا القطاع بعمق والمتمثلة في قلة التنظيمات المهنية من تعاونيات وجمعيات حرفية ،وحتى الموجودة منها تعاني مشاكل كثيرة على مستوى التأطير وغياب الموارد المالية .
وكذلك العمل الجاد لحماية بعض اشغال الصناعة التقليدية بالإقليم من الاندثار ، كصناعة الحصير والزربية الطاطوية والفخار ، و النظر بمسؤولية في الأوضاع المادية والمهنية المتردية للحرفيين بالإقليم الذين يفتقر أغلبهم الى مصادر التمويل وانسداد آفاق التسويق أمام كثير من المنتوجات المحلية.
ولمعالجة هذه الاحتلالات يلزم اشراك جميع المهنيين وممثلي الحرفيين في وضع وانجاز مخطط إقليمي للإقلاع بهذا القطاع من خلال هيكلة كثير من الأنشطة الحرفية وتأهيل التعاونيات والجمعيات النشيطة في هذا المجال ،و التخفيف من الأعباء الضريبية والديون التي تهدد الكثير من الصناع التقليديين بالإفلاس، والاهتمام بأوضاعهم الاجتماعية والصحية و تعزيز البنيات التحتية الاقليمية بإحداث دار للصانعة بكل الجماعات التي تنشط فيها الصانعات التقليديات مع ضمان استفادة حرفيي طاطا من المخطط الجهوي للصناعة التقليدية وكافة الامتيازات بشكل عادل على غرار باقي اقاليم جهة سوس ماسة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.