الفنان الأمازيغي والوسام الملكي
…يوسف غريب…
أصبحت احتفالات الشعب المغربي بعيد الشباب موعدا تنتظره كل الفعاليات الابداعية والفنية بما يحمل من حظوة السلام على عاهل البلاد اضافة الى التتويج والتوسيم من طرف جلالته كأقصى ما تحلم به هذه التعبيرات الابداعية وفي مختلف المجالات ولم تخرج احتفالات هذه السنة عن القاعدة
حيث تابعنا جميعا تتويج مجموعة من الفنانين المغاربة من ممثلين ومطربين الى مفكرين وادباء بأوسمة ملكية اعترافا لهم بما يقدمونه من اعمال ابداعية ترفع من قيمة الوطن وسموه بين الامم …….. واذ نهنئ المتوجين هذه السنة ونعتز بهذه الموعد الذي وسم الاعياد الوطنية بهكذا تتويج وتوسيم فان المتأمل في لائحة المحظوظين سيلاحظ الغياب الكلي لتعبيرات ابداعية مغربية تنتمي الى الثقافة واللغة الامازيغية وفي مختلف الحقول الفنية خصوصا منطقة سوس ليدفعنا هذا الغياب الى مساءلة وزارة الثقافة (او جهة خرى ) التي تقترح اسماء المتوجين على جلالة الملك عن ماهية المعايير المعتمدة في الاختيار هل الامر يعود الى الاشعاع الجماهيري و الابداع الفني؟
ان الامر ليدفع الى الحيرة بالفعل وهو ينظر الى هذا الزخم الفني والابداعي الامازيغي وبهذه الكثافة والعمق لم تفكر الوزارة الوصية ان تقترح ولو اسما فنيا امازيغيا يحظى بشرف اللقاء مع عاهل البلاد وتتويجه مثل بقية الفنانين المغاربة هل جهل ام تجاهل وفي كلا الحالتين فان منطقة سوس بكل تاريخها العريق كانت وما زالت ذات شخصية ابداعية متميزة لغة وايقاعا منذ رائد الاغنية الامازيغية الرايس الحاج بلعيد الى مجموعة ازنزارن ومن امنتاك قائد السمفونية الامازيغية التي سجلها تحت اشراف وزارة الثقافة الى الطائر الجريح عموري مبارك وصيحاته لوضعية العمال المغاربة بجانفيليي دون ان ننسى المبدع المجدد في الحرف الموسيقي الامازيغي الفنان علي الفايق ومن تبعمرانت الى زهرة هندي التي سجدت بالفعل شعار الفنان الامازيغي وايقاعات العالم وغيرهم كثير في المجال الغنائي فحسب بل وايضا في حقول ادبية كالرواية والترجمة وهنا لا بد ان نستحضر مجهودات الاستاذ محمد اكوناض احد المؤسسين للمتن السردي الامازيغي ومند مدة وفي الشعر الاستاذ محمد وكرار والشاعرة سناء زاهد المتوجة بالجائزة الاولى في هذا المجال.
هل يمكن ان نتجاهل الانتاج السنيمائي الامازيغي ومستوى الاقبال الشعبي عليه حتى ان بعض نجوم هذا الفن اشهر من بعض الوزراء كالحسين بردواز الاخ عاطف واقدمهم محبوب الجماهير السوسية احمد بادوج واغلبهم كانوا تحت ادارة المخرج الاستاذ الحسين بيزكارن الى جانب المخرج والسيناريست الحسين مورابيح الفنان الذي ترك مهنة الطب ليبدع بشكل لافت في ميدان الفن السابع الى مستوى المنافسة كان اخرها حصول شريط (ايموران ) على الجائزة الاولى بمهرجان القاهرة الدولي ومن المستملحات المرافقة لهذه المشاركة ان مقدم البرنامج وقف امام الجمهور وهو يردد فوز شريط ( ايموران ) بالجائزةالاولى اكثر من مرة اذ لا حظ ان لا احد صعد الى المنصة قصد تسليم الجائزة بعدها قال الفيلم الفائز من المغرب وتببن ان ممثل المركز السنيمائي المغربي يجهل عنوان الشريط بل ومحتواه نعم لم يستدع المخرج بالمرة الى التظاهرة وهو متوج خارج الوطن اليس هذا اشعاعا للبلد ولثقافته المتنوعة والمتعددة
وعلى مستوى اخر من منا لا يعرف الفنان ادريس المالومي استاذ الة العود وتفوقه على المشرقيين اصل الالة ومشاركاته في اشهر المسارح عربيا ودوليا وكيف طور العزف بيد واحدة مع مرافقة كل ذلك بالبحث المعرفي والاكاديمي في هذا المجال بل كيف يمكن ان نتجاهل الدكتور الاستاذ باباهادي احد مؤسسي المدرسة الافريفية في فن التشكيل والرسم بل ان اهم ابداعاته هوانجاز تاريخ الانسان الامازيغي عبر الكتابة التصويرية كعمل رائد ووحيد على المستوى الوطني وقبله تأريخ لحياة الحاج بلعيد والرواد الاوائل
ان استحضار كل هذه الفعاليات الامازيغية وعبر تنوع مجالاتها لا يتغيأ الا هدفا واحدا هو التأكيد لمن يجهل اويتجاهل العنصر الامازيغي احد مكونات الهوية الوطنية المغربية بعد دستور 2011 وحضوره في كل المناسبات الوطنية ماهو الاتتويج وتوسيم لهذا الفسيسفاء الرائعة لبلدنا الحبيب لاغير
نعم هو وطننا جميعا وسقفه متسع للجميع ولا مجال لللمزايدة على حبنا له وانطلاقا من ذلك نعتبر ان ما وقع لا يمكن الا ان نجد له تفسيرا واحدا ووحيدا هناك خلل ما في مكان ما
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.