بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة المناضل أحمد الدغيرني، يقدم موقع أزول بريس مقال الأستاذ الباحث الحسين أيت باحسين ، اعتبارا وتقديرا للمسار النضالي لدا أحماد ، وعربون وفاء منا إلى روحه وإلى أفراد أسرته وعائلته ولمل رفاق دربه من مناضلي الحركة الأمازيغية .
أولا: مسار التنشئة الاجتماعية والتعليمية:
لقد توفى الفقيد أحمد الدغيرني وهو يبلغ من العمر 73 سنة؛ حيث ازداد 5 يوم يونيو 1947 وتوفى يوم 19 أكتوبر 2020 بمسقط رأسه قرية تادّارت، بأيت باعمران، ناحية تيبزنيت، بالجنوب الغربي المغربي.
لقد تلقى تعليمه الأولي في زاوية تادّارت بأيت باعمران؛ حيث كان أبوه مدرسا في المدرسة العتيقة لتادّارت وقاضيا بها؛ ثم تابع بالتتالي دراسته في كل من معهد تيزنيت ومعهد تارودانت ومعهد ابن يوسف بمراكش حيث حصل على شهادة الباكالوريا؛ ثم انتقل إلى جامعة فاس حيث حصل على الإجازة في الآداب؛ لينتقل، بعد ذلك، إلى جامعة محمد الخامس بالرباط، حيث حصل على الإجازة في القانون التي خولت له الانخراط في سلك المحاماة؛ وذلك بعد أن نجح في التخرج من المدرسة العليا للأساتذة ولم يلتحق بسلك التعليم مفضلا الانخراط في سلك المحاماة.
لقد عُرِفَ عنه بعد أن التحق بالحركة الثقافية الأمازيغية؛ في الأوساط الثقافية والسياسية المغربية، وفي وسط الحركة الثقافية الأمازيغية في بلدان شمال إفريقيا ولدى الدياسبورا الأمازيغية، خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية؛ الدفاع المستميث عن القضية الأمازيغية، وحقوق الإنسان عامة والحقوق الأمازيغية خاصة، وعن حقوق معتقلي الرأي.
ثانيا: مسار الثقافة والكتابة والتأليف:
في بداية مشواره الثقافي والمهني اهتم بقضايا اللغة والأدب (القصة والرواية والمسرح والترجمة) والتاريخ، ومن بين ما أنتجه في هذه المجالات، الإصدارات التالية:
– المهدي بن تومرت (مسرحية من التاريخ)؛
– عبد المومن بن علي الكومي (مسرحية)؛
– من تراث التأليف اللغوي في المغرب؛
– الرسالة الوجيزية إلى الحضرة العزيزية في علوم الخلافة؛
– دموع الغولة (مجموعة قصصية)؛
– مدينة الفناء (رواية)؛
– روميو وجولييت (ترجمة إلى الأمازيغية).
ثالثا: مسار النضال والسياسة والقانون:
في هذا المسار سيعمل الفقيد أحمد الدغرني الجمع بين الممارسة النضالية والسياسية المتمثلة في الانتماء إلى إطارات جمعوية وحزبية، داخل الوطن وخارجه، وبين التنظير السياسي المتمثل في إصدار مؤلفات ذات طابع سياسي وقانوني. ففي بداية مشواره النضالي
والسياسي اختار الانتماء إلى اليسار، وكان عضوا نشيطا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. وبعد أن التحق بالحركة الأمازيغية، شارك في الدورات الأولى للجامعة الصيفية بأكادير، ثم التحق بجمعية تاماينوت التي كانت تسمى آنذاك “الجمعية الجديدة للثقافة والفنون الشعبية). كما أنه كان من مؤسسي “الكونكريس العالمي الأمازيغي”؛ ومنسقا ل “المجلس الوكني للتنسيق بين الجمعيات الأمازيغية” لفترة معينة؛ كما شارك في “المؤثمر الدولي لحقوق الإنسان بفينا” سنة 1993؛ ويعتبر، بمعية مجموعة من المناضلين، مؤسس الحزب الديمقراطي الأمازيغية المغربي” سنة 2005؛ وبعد حدر هذا الحزب؛ ساهم في وضع مشروع سياسي جديد هو مشروع “تامونت”.
أما من حيث التنظير السياسي والاهتمام بالقانون الوضعي الأمازيغي، فقد أصدر المؤلفات التالية:
– أماوال أزرفان: المعجم القانوني الأمازيغي، بمعية أفولاي الخطير أبوالقاسم وفؤاد الحبيب؛
– الكتل المجتمعية بالمغرب؛
– الانتخابات والأحزاب السياسية؛
– أية حركة شعبية؛
– حركة ديمقراطية أم تناوب؛
– مجموعة القوانين الانتخابية بالمغرب.
رابعا: مسار الاهتمام بمختلف قضايا الأمازيغية:
في هذا المسار يجمع أيضا بين التجربة والتنظير؛ ويتطرق للقضايا التنظيمية والثقافية والدستورية وذات الطابع السياسي المتعلقة برؤيته لما على الأمازيغية أن تكون؛ وفي هذا الشأن نجد المؤلفات التالية:
– الأمازيغية والتعديلات الدستورية؛
– البديل الأمازيغي؛
– العمل الجمعوي الأمازيغية؛
– المؤتمر العالمي الأمازيغي؛
-حراك الريف : التأصيل والامتداد
وفي هذا الإطار يمكن تصنيف تجربته المتمثلة في إدارة جريدتي: “أمزداي” و”تمازيغت”.
رحم الله الفقيد أحمد الدغيرني وألهم ذويه ورفاق دربه وأصدقائه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
*الحسين أيتب احسين
فاعل جمعوي (الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، منذ 1970).
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.