لا شك في أنّ كل من تابع الندوة الصحفية للسيد عمر هلال مباشرة بعد صدور القرار الأممي الأخير 2654 سيلامس هذا الرضى عن الذات وهو يواجه هذا الكم الهائل من الأسئلة والاستفسارات بملامح الواثق وبسمة المنتصر وبلسان متعدد اللغات بطيبوبة لا تصل حد السذاجة وصرامة تقف عند حدود اللباقة..
بهذه الأنفة والعزة قدّمنا السفير المغربي لبقية الأمم والشعوب وفي أكبر تجمع دبلوماسي في العالم…بين رسائل للإطمئنان للرأي العام الوطني وهو يردّ على موقف الإمتناع لروسيا بالقول ( نتفهّم وباحترام كبير القرار الروسي ) مما يفسر أن طبيعة الأسباب والدوافع أن لا علاقة لها بالصحراء المغربية.
لكن السيد السفير وجّه رسائل تحذيرية أيضا للرأي العام الدولي ومن داخل أروقة الأمم المتحدة وهو يبرز وبالأدلة والحجج حصول جبهة البوليزاريو على طائرات الدرون إيرانيّ الصنع مموّلة من خزينة الكبرانات الجزائرية…
هذا المعطى ليس جديداً فقد كان المغرب ومنذ 2016 هو الوحيد الذي أشار إلى هذا التغلغل الشيعي التخريبي بالمنطقة ومن يعود إلى تصريحات السيد بوريطة وقتها حين قال :
“لدينا أدلة ومعطيات وتواريخ تظهر تورط عنصر واحد على الأقل بالسفارة الإيرانية في الجزائر في تنظيم كل هذه العمليات على مدى عامين على الأقل”.
وكشف أن هذه العلاقة بدأت عام 2016 حين تشكلت لجنة لدعم الشعب الصحراوي في لبنان برعاية حزب الله، تبعها “زيارة وفد عسكري من حزب الله إلى تندوف” في إشارة إلى مخيمات جبهة البوليساريو في الجزائر
لكن الجديد اليوم وعبر السفير هلال هو لغة الحزم في مخاطبة الأمم المتحدة والرأي العام الدولي هو أن المغرب في حالة ما حلّقت طائرة إيرانية واحدة.. نعم واحدة وأكررها سيمحي من قاموس المنطقة ما يسمّى اليوم بالمنطقة العزلة.. وسيذهب المغرب مباشرة إلى حدوده الطبيعية مع الجزائر ( ولد النعجة ياكل الذيب)
هذا التصريح / التحذير هو إشهاد العالم تماما بنفس أسلوب ومنهحية تحرير معبر الگرگرات ونهاية المنطقة العازية وإلى الأبد..
لكنّه تصريح يعزّز هذا للإطمئنان الداخلى كأفراد وامّة ونحن حين ننام.. تبقى عيوننا مفتوحة وايادينا على الزّناد..
ننام ملء جفوننا.. لان عيون اجهزتنا الأمنية والإستخباراية مفتوحة على طول حدودنا وسماء أرضنا.. و أيادي جنودنا البواسل على الزّناد.. وخير دليل هو كشف هذه الحقائق أمام العالم بما يعني ويشير إلى أن الجزائر وحليفتها إيران مكشوفة الأوراق.. ومنهزمين في حرب ما يسمّى بالمعلومة الأمنية ومنذ 2016..
هي المعلومة التى جعلت من قمة الجزائر تعرف انحداراً نحو قمّة وزاراء الخارجية برفض أغلبية زعماء العرب المؤثرين إقليميا ودوليّاً وعلى رأسهم الأمير سلمان ولي العهد السعودي الذي تبين ان اعتذاره حسب تسريبات من داخل اروقة الجامعة العربية يعود بالأساس إلى رفض طلب العربية السعودية بإدراج مناقشة العدوان الإيراني على الدول العربية ضمن جدول الجلسات، و عرض الدمار الذي أحدثته الاختراقات الإيرانية في اليمن و العراق و سوريا و لبنان…، و هجماتها باستخدام المسيرات على المنشآت داخل حدود العربية السعودية..
هذا الفيثو للنظام الجزائري يعزز هذا التقارب الإيراني الجزائري وسيلقب قريبا رئيسها بآية الله كذبون..
في نفس السياق تأكد أن القادة الذين أعلنوا مشاركتهم بشكل رسمي في القمة العربية بالجزائر، هم الرئيس التونسي “قيس سعيد” و رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” و الرئيس الجزائري “تبون” الذي سيرأس القمة فيما بعد..
وهل هناك من إهانة للقمّة نفسها أن توكل مهمّة الناطق الرسمي والموجّه المباشر للرئيس ع المجيد تبون المسمى بن سديرة عبر لايڨات يومية طيلة 24 ساعة وبالوقاحة المعهودة
إليه أهدى مسرحية للكاتب الارجنتيني أوزفالدو دراغون بعنوان ( الرجل الذي صار كلباً)
وهي حول شخصٍ كادح عاطل وفي سبيله للبحث عن وظيفةٍ أصبح كلبا، فلا توجد شواغر في الشركة الوحيدة التي استقبلته. لكن مدير الشركة تذكّر أن كلب الحراسة قد نفق الليلة البارحة، وبقي مكانه شاغرا، ثمّ خاطبه :
“أتعرف كيف تنبح؟..انبح حتّى نراك..!
ونخاطب هذا السيء الذكر الذي اختار بمخض إرادته ان يصير كلباً
انبح… ثمّ انبح..!
كي نرى حجم الألم في مفاصل ومرافق أسيادك.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.