الرئيس تبون : أعْرِب جملة “لا رجعة فيه”..

وأنت تعود إلى عادتك الشهرية في ما يشبه اللقاء مع صحافة بلدك.. حاولت جاهداً إقناع نفسي بأنّك رئيس دولة.. فلم أفلح في ذلك.. وخاصّة حين بدأت تتكلّم عن العدس واللوبيا والسميدة وغيرها من المواد الغدائية التي لا يصل إليها المواطن الجزائري الا عبر حجز مقعده في طابور طويل.. بالمختصر المفيد فخامة الرئيس كدبون من ديسمبر 2019 و كل الحوارت عل البطاطا المقرون العدس و السميد حيث ان المستجد هذه المرة هو هزيمة القوة الضاربة أمام المضاربين كمؤامرة خارجية واستشهد ببطولات الدرك الوطني في تحرير البطاطا في بعض المعارك التي ما زالت مستمرة..

هو فخامة الرئيس الذي بدا في هذه الخرجة أنه بسيط في تكوين ومعارفه الأكاديمية ظهر ذلك بشكل جليّ أثناء الحديث عن علاقة الاقتصاد بالقرار السياسي واختلط عليك الأمر بين المدارس والايدلوجيات الاقتصادية..
لكن أهمّ استنتاج بعد هذا اللقاء الثامن أنّه لا يملُّ من التكرار.. ويملك القدرة على اعادة نفس الشيء.. في مالي.. كما في ليبيا وغيرها.. وبينهما دائما هذا الاستعمال المفرط لأدوات التفضيل.. آخرها أحسن دبلوماسية شفافة وواضحة وبشهادة العالم..
ولو كنت ضمن الصحفيين – لاقدر الله – لطرحت السؤال على الشكل التالي : ( هل تزوير جوازجزائري دبلوماسي.. جزء من الشفافية والوضوح)
ولأني مغربي ومن أكادير التي ذكرتها في خرجتك اليوم…وكما كان متوقّعاً جاء الحديث على بلدي الذي تحوّل إلى واجب دستوري بتكرار تلك اللازمة ذات الصلة بقضيتنا الوطنية الأولى..
والتي جعلتني أقتنع اليوم أنّك خارج التغطية بالمطلق أوبتعبير الرئيس الفرنسي معلّق وسط طغمة عسكرية فاسدة وفاشلة.. أو بتعبير الحراك.. دمية بيد العسكر..
لأن من يسمع إليك اليوم وانت تتحدّث عن القضية بلجنة تصفية الإستعمار يخاله شخص مهبول وليس رئيس دولة القوة الضاربة في العالم..
من يسمعك اليوم تقحم موقف أمريكا المؤيد لطرحكم سيجد على موقع وزراتها امس البارحة تصريح واضح ومباشر بأن أمريكا تؤيد القرار السابق للرئيس ترامب..
لكن الغرابة أن لا يطلع الرئيس على التقرير الأممي المرفوع إلى مجلس الأمن صاحب الإختصاص الوحيد من طرف الأمين العام للأمم المتحدة.. وليس إلى لجنة تصفية الإستعمار..
هو التقرير الذي دفع صحافتكم إلى اتهام الأمين العام للأمم المتحدة بالعمالة للمغرب.. وبلغتكم ( المخزن)
والشيء بالشيء يذكر…فالوضع الكارثي لملاعبكم أيضا مؤامرة من الجار السوء.. بهذا الوصف سمعها العالم بقنواتكم..
رجاءاً واحتراما لأكثر من خمسة ملايين شهيد ( ماشي مشكل) أن تقاطعونا في قنواتكم.. وصحفاتكم.. لمدة أسبوع على الأقل..
وأرجوا من الرئيس اذا طرح عليك موضوع المغرب.. أن يكون الجواب ( الله اعاونهم.. قطعنا معاهم العلاقات..) فالموضوع يسيء إليكم أكثر من أحد.. و يبعدكم عن المشاكل اليومية للشعب الجزائري المسكين..
ووكالة الأنباء الرسمية مرآة تعكس هذا الهوس بالمغرب إذ تشير إحصائيات تسعة أشهر الأخيرة من هذه السنة إلى نشر أكثر من 1500 خبر معادي للمغرب..
ولو أنّي كنت متأكداً بأن ذلك لن يتحقّق أعود بك إلى التقرير الأممي.. وإلى جملة صغيرة ومفصليّة وحاسمة ونهائية..
هي ( لا رجعة فيه) صادرة عبر رسالة من قائد البلاد جلالة الملك إلى الأمين العام بعد تحرير واسترجاع المعبر الحدودي الگرگرات
هي الجملة التي تجعل من طلب الانسحاب منه آخر النكث عن القوة الضاربة..
و ساتواضع بمافيه الكفاية لشرح هذه الجملة عبر الإعراب النحوي لعناصرها وأهمّها..
حرف ( لا..) :

تسمّى النافية للجنس كحرفٌ من حروف النفي الّتي تدخل على الجملة الاسمية وهي النافية للمجموع وعلى الزمن المطلق إلى أن يرث الله ومن عليها.. كترجمة حقيقية لمقولة الصحراء ليست مسألة حدود بل مسألة وجود
وبما يسمّى عند النحاة باستغراق النفي كله على كلمة ( رجعة) المنصوبة كنصب علمنا على هذه المنطقة وبداية الإعمار برفع صوت الآذان بعد التيمم بالمسجد هناك كأول تدشين.. في أفق إطلاق ورش إعمار منطقة الگويرة قبل نهاية السنة..
أما كلمة ( فيه) خبر على شكل شبه جملة.. كشبه الاقتصاد الجزائري الذي تتكلف إحدى دوريات الدرك هناك بالإشراف على توزيع زيت المائدة
ديها في رأسك السيد الرئيس فوضعكم غير مريح.. داخليّاً.. والأحداث الإقليمية تتجاوزكم بمئات السنين..ومستواكم يدعوا إلى الشفقة وليس الإعتداء عليكم كما تتوهمون.. وتحرروا من هذه العنترية الفجة وبلغة سوقية بالقول بأن من يعتدي علينا سيندم على اليوم الذي ولد فيه.. جوابا على سؤال تنوع الترسانة العسكرية المغربية وخاصة الجيل الخامس منها..
هذا حق وقرار سيادي وخلق توازن الردع مع الشمال الإستعماري وغيره..
أما النظام الجزائري فسلاحنا الوحيد للرّد على ترهاته وأوهامه.. هو ( النّخّال).. مادام لم يتجاوز الشفوي.. والحوارات الصحفية التي لا يتغيًر فيها الا الشهر.. أما الأجوبة فمعروفة منذ الآن للشهر المقبل..
وقبل توديعك
أتساءل عن أي وساطة تتحدّث وبلادنا غير مهتمّة بالموضوع أصلاً
أمّا بخصوص موضوع أنبوب الغاز،فقد صرّحتم بأن الجزائر لم تعد بحاجة لتموين إسبانيا بالغاز عبر المغرب وستضمن تموينها عبر الخط الجزائري الجديد أو البواخر.
ليستدرك بأن الجزائر لم تتخذ بعد قرارا بعدم تجديد العقد مع المغرب بخصوص تموين إسبانيا الذي ينتهي في 31 أكتوبر
بهذا التدبدب في الكلام تكون بالفعل عالقا ودمية وخارج التغطية وسط الطغمة العسكرية..

الله فك سراحك.. أتبّون..
فأنت رمز لهذا السجن الكبير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد