الرئيس الجزائري : داعم للعمل الإرهابي داخل المدن المغربية
بقلم يوسف الغريب
سأكون آخر من تابع تلك الحشود الحاشدة التي هاجمت إحدى حقول البطاطا.. وتلك الصور التي وثقها الشريط الذي تمّ تداوله على نطاق واسع عشية اليوم..
لا يحتاج المرء إلى جهد كبير كي يعرف البلد الذي وقع فيه هذا الهجوم الغاشم..
لكنّك تجد عسرا في فهم الحدث.. وأنت تتأمل يافعاً جزائريّاً مفعم بالفرحة والسرور متأبطاً بحب وحنان غنيمته من البطاطا.. وتتساءل بحسرة وشفقة كيف أن تكون الجزائر دولة نفطية غازية..والباطاطا تعتبر امتيازاً اجتماعيا بين مواطنيها.. حتّى هناك من سمّاها بجمهورية بطاطيستان الشعبية..
يزداد المشهد غرابة واستغراباً أن هذا الهجوم على حقول الغير بقدر ما يؤكد عمق الأزمة التي تدفع إلى اسوإ الاحتمالات مستقبلاً.. بقدر ما تؤكد أيضاً غياب الدولة ومؤسساتها في حماية الشعب من طرف الشعب نفسه..
هو نفس اليوم.. ورئيس البلاد يخاطب هيئته الدبلوماسية في الخارج بالاستعداد لإعادة التوهج واللمعان لصورة الجزائر بالخارج دون أن يدرك هذا الرئيس أن كل ما هو خارجي هو انعكاس مباشر لماهو داخلي.. وأن قوّة الدول تستمد بالأساس من جبهتها الداخلية.. ولا بديل عن ذلك..
ولا يستطيع الرئيس الذي رفع صوته زيادة أكثر.. وبأصبع يحمل الوعيد والانتقام لكل جزائري طاله العدوان.. كما قيل
( إن الجزائر قادرة على حماية أي جزائري في أي نقطة في العالم.. ولن يمرّ أي إعتداء دون عقاب.)
هو كلام مردود على صاحبه.. فكيف لم يستطع أن يحمي حتّى أقرب المقربين إليه.. مثل الفلاحين الذين تعرضوا للسرقة وأمام أعين الدولة.. من جهة.. و عاجزون على حماية الشعب كله من الجوع والخصاص والفقر..
هو الرئيس بوكو كلام.. ولاغير
لكن أيضاً وهذا هو الخطير قد يتحوّل إلى بوكو حرام الإرهابية..
فكيف يسكت رئيس دولة وهو يلوّك في كل خطاباته أهمية الجزائر في الأمن والسلم العالميين.. و بالحرف ( الجزائر كتجيب السلام للمنطقة وإفريقيا كلها).
كيف يسكت عن عقيد عسكري متقاعد وعبر برنامجه بقناة الحياة يطالب القيام بالعمليات الإرهابية داخل المدن المغربية و بالضبط مراكش والبيضاء لنشر الرعب داخل الشعب المغربي..
السكوت هو تشجيع ودعم للعمل الإرهابي ولقتل مواطنين أبرياء..
أيضا عدم التنديد وتوقيف القناة واستفسار هيئة إدارتها من طرف مؤسسة الضبط السمعي البصري يعني المشاركة في الترويج للعمل الإرهابي.. خصوصا وأن جل الصحفيين العاملين بهذه القناة كانوا ينشطون اللقاءات الصحفية الدورية لسيادتكم أيها الرئيس..
هي قناتكم الإعلامية المباشرة.. التي قدّمت قبل أيام برنامج ذاك العربيد الذي يتقاسم مع الحمار أذناه.. وتتحملون مسؤولية ما جاء فيه من تهديد إرهابي اتجاه الشعب المغربي..وتتقاسمها مع كل الهيئات والاحزاب الجزائرية والمنظمات الحقوقية اذا وجدت هناك.. ونحن على مسافة اربع ايام على هذا التهديد الإرهابي لم يصدر ولا بيان واحد يندّد بهذا البرنامج.. ليتأكد لنا من جديد أن هذا النظام العسكرى هم صنّاع الإرهاب بالمنطقة بعد تجربة احترافية خلال العشرية السوداء..
ففي الحمق أن تنتظر ردة فعل من عصابة أحرقت مواطنا من الحراك وبدم بارد كي تلصق التهمة بالمغرب… وأبرياء الشاحنتين بالمنطقة العازلة.. وبينهما السائقين المغربين بمالي والقرائن تؤكد خروج ودخول الإرهابيين من الجزائر عبر سيارة تابعة للأمم المتحدة..
نحن امام جوار نظام إرهابي…
على شعبه أوّلاً بتجويعه حد الهجوم على حقول البطاطا..
علينا كجيران يفكر في إعادة سيناريو الهجوم على فندق اسني بمراكش..
نظام بهذا التاريخ الدموي بينهم ومع غيرهم يفرض على المنتظم الدولي أن يضع لهذا الورم السرطان بالمنطقة..
أيضآ على منظماتنا ومؤسساتنا الحقوقية والمدنيّة رفع دعوة قضائية ضد هذا التحريض الإرهابي المباشر.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.