أسدل الستار على الدورة الثانية للجامعة الربيعية المنظمة من لدن جمعية الجامعة الربيعية بتيزنيت يومي 21 و 22 مــاي 2016 تحت شعار “الحصيلة الدستورية الأولى بعد الولاية التشريعية 2011-2016″؛ وذلك بتعاون مع مركز الجنوب للدراسات والأبحاث وبشراكة مع المجلس الجماعي لتيزنيت والمجلس الإقليمي.
وقد أفرزت المداخلات والعروض المدرجة في الندوتين المشكلتين لصلب الجامعة الربيعية جملة من التوصيات:
- الانتقال من دساتير ما قبل 2011 ، التي أفرزها الصراع السياسي على السلطة –دساتير تنظيم السلطة السياسية وتكريسها في يد المؤسسة الملكية- إلى دستور 2011 كدستور للسياسات العمومية وحقوق الانسان، لم يواكبه انتقال في السلوك السياسي حيال التنظيمات المدنية والعلمية ، وعليه أوصى المشاركون بضرورة تعزيز الحوار المدني العلمي مع الفاعلين السياسيين وطنيا أو ترابيا في فضاءات مستقلة إسوة بجمعية الجامعة الربيعية ،لتعزيز قدرات المجتمع في التقييم والمسائلة والمحاسبة؛
- لا يمكن للتعاقد الاجتماعي والسياسي أن ينجح من طرف النخبة المركزية دون تنزيل واشراك فعليين لباقي الفئات المهمشة وللفعاليات المدنية، وهذا ما أبانت عنه التجربة الدستورية الحالية وقوانينها التنظيمية؛
- دعا المشاركون، إلى ضرورة فهم وتطبيق المضامين الايجابية لدستور 2011 ، كحاضن للمطالب المجتمعية عقب الحراك الديموقراطي، في ضوء مستوى الانتظارات الاجتماعية و التي تعبر عنها تنظيمات المجتمع المدني، خصوصا في ثالوث الصحة والقضاء والتعليم، وعليه أوصى المشاركون إلى ضرورة رصد الميزانية العامة لإنتاج سياسة عمومية تحقق العدالة المجالية بين محور الرباط فاس البيضاء، وباقي جغرافيا الوطن؛
- أوصى المشاركون بضرورة تشجيع و تعزيز فرص الحوار المدني-السياسي المستقل والمستمر، مكانيا خارج حدود المركز، وزمانيا خارج المواعيد الانتخابية التي تبقى المحطة الوحيدة في فتح النقاش العمومي المجتمعي، حتى لا يهرب تقييم السياسات العمومية و ممارسة العمل المدني إلى مؤسسات مركزية بعيدة عن المجتمع؛
- التزام السادة المشاركون كل في موقعه، أكاديميا ومدنيا، مسؤولين سياسيا على المستوى الترابي أو الوطني على تثمين الموارد البشرية العاملة داخل المجال الترابي لسوس والصحراء من أجل تكوينهم وتأهيلهم من أجل تنمية مجالية تعود بالخير على المجتمع؛
- دعا المشاركون إلى التمسك بفضيلة الحوار والتواصل الحضاري الراقي؛ وذلك تحصينا للمكتسبات التاريخية في مجال الحقوق و الحريات ، حتى لا تطوق من جديد بفاعلين سياسيين شموليين.
- وفي الأخير، وتقديرا للمجهودات التي ساهم بها الجميع لإنجاح فرص الحوار المشترك والمسؤول، اتفق المنتخبون المحليون والفاعلون المدنيون لجمعية الجامعة الربيعية ومركز الجنوب للدراسات والأبحاث على عقد شراكة من أجل الاستمرار في العمل المشترك الذي توج بتأسيس إطار جمعية الجامعة الربيعية بتيزنيت تفعيلا لتوصيات المناظرة الأولى التي تمت فيها التوصية بتأسيس هذا الإطار القانوني.
وجدير بالذكر أن النسخة الثانية للجامعة الربيعية بسطت للنقاش محوري ” الحصيلة الدستورية في مجال الحقوق والحريات: المشاركة السياسية والديمقراطية، المجتمع المدني، الجهوية ” إضافة إلى “الحصيلة الدستورية في مجال الحقوق والحريات: المشاركة السياسية والديمقراطية، المجتمع المدني، الجهوية “، واللتين أعقبهما نقاش واسع من قبل الطلبة الباحثين وممثلي وسائل الإعلام وعموم المهتمين.
التعليقات مغلقة.