” حبانا الله بمجموعات من الناس لا تشتغل في مكان عملها، بل ولا تؤدي واجبها، بل ويعرف عنها عدم كفاءتها حيث هي، وعدم قدرتها على التألق بالعطاء في الموقع الذي عنه تتقاضى أجراً، فتتسلل لتنظيم جمعوي أو سياسي تجده قابلا لتغطية الصورة الأولى ورسم صورة مغايرة تكفي فيها بعض الروتوشات لتصبح الشخصية “معتمدة”. تتقدم الصفوف واللوائح وتتقلد المسؤوليات هناك وهناك.
وقد لاحظت – خلال تحربتي البسيطة – أن ما يميز مثل هذه المخلوقات أكثر ويوحدها هو عدم مبادرتها مطلقا إلى تنظيم شيء ما أو تقلد مسؤولية تدبير برنامج او تظاهرة أو نشاط. كل من صادفته في طريقي من هذه الأصناف، التي أمقتها شخصيا، تنتمي عادة لصنف من “الضيوف المميزين” الذين تجدهم في كثير من الأنشطة ويتم اقتراحهم في العديد من المواقع، غير أنهم يظلون كالصماء في عرس، لا سبيل ولا قدرة لها على العطاء، وكأن بهم شللا.
مثل هذه المخلوقات “البنادة” تنتشر في المنظمات يمينا وشمالا، وتكون سنة البخل لصيقة بها، إذ قلما تفتح منازلها للناس وقلما تتكفل بالمهام غير المنظورة، كإعداد الدراسة والتقرير والبرنامج والسياقة والتوسط والمساهمة في رأب الصدع إن وجد. شخصيات البصاصين، يأكلون الغلال خفية ولا يساهمون في الحرث. يبدو البعض منهم وكأنه خرج متسللا من بين شخصيات “الزيني بركات”، أو وجد في الدنيا ليجسد بعضا مما نقرؤه في أبيات عبد الرحمن المجدوب.
صدقوني، مثل هؤلاء يفضحهم العيب الذي يصيبهم في منتصف الطريق، كما تكشفهم معاودة “التبنيدة” في المناسبات، لأن العمل ركن من أركان البناء، ومن قلت موازينه فلن يكفيه الادعاء.
ملحوظة: أنا لا أقصد من كلامي نموذجا محددا، بل أقصد بالذات ذلك النموذج الأول الذي ارتسم أمامك وانت تقرأ هذه الكلمات.”
خاطرة من الصفحة الرسمية للدكتور عمر حلي على الفايسبوك
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.