الدغيرني في تقديم كتاب بوشطارت “الأمازيغية والحزب”: فضح المكر السياسي ضد الحزب

أزول بريس -أحمد الدغرني //

يطرح الصحافي الشاب عبد الله بوشطارت في كتابه “الأمازيغية والحزب “عشرات الأسئلة عن الوضعية السياسية لأمازيغ المغرب خلال مئة عام تقريبا، وارتبطت الأسئلة التي طرحها بأجوبة، تعتمد على الواقع الملموس، بأسلوب واضح، وسهل القراءة، وتعزيز الأسئلة والأجوبة بمصادر، ووثائق، وكتب، تمت قراءتها بنظرة موضوعية، واستخلاص نتائج منها، تغني المعرفة السياسية للقارئ، بكيفية سهلة، ومريحة.

عبد الله بوشطارت مؤلف الكتاب

تناول الكاتب إشكالية الحزب السياسي الأمازيغي، منذ مرحلة دخول الظاهرة الحزبية الى المغرب مع دخول الحماية الفرنسية سنة 1912 وتتبع مسارها التاريخي الى وقت صدور كتابه، وبذلك يغطي الكتاب باختصار مرحلة سياسية توجب على كل من يهتم بالسياسة المغربية أن يقرأها، ويساهم في الجواب عن أسئلتها، ويعتبر بذلك هذا الكتاب مثيرا لتطور علم السياسة، والمعرفة السياسية من وجهة نظر غير مألوفة لدى كتاب السياسة التقليديين، الذين يحرجهم البحث الجديد في خبايا السياسة الأمازيغية، كما أنه سيحرك حوافز مؤلفين آخرين في مجال الأمازيغية التي تحتاج إلى تنشيطها بمثل كتاب عبد الله بوشطارت، بعد صدور كتب سابقة لمؤلفين آخرين، في السنوات الأخيرة اعتبروا معتقلين سياسيين مثل مذكرات مصطفى اوسايا، ومذكرات حميد أوعضوش، ومذكرات عبد الرحيم ادوصالح، وعدة كتب عن حراك الريف، الذي اعتبر في كثير من جوانبه حراكا سياسيا أمازيغيا، ومقالات جريدة” ثاويزا”، وملفات مجلة “أدليس“…

ومن ثم يمكن أن يكون هذا الكتاب يوفر مصدرا للمعرفة الجديدة عن موضوع الحزب السياسي الأمازيغي الذي يحاول الكثيرون تأسيسه، وإن لم يكن يوجد له بين الكتب مرجع مفصل يفتح الباب لفضح المكر السياسي ضد الحزب السياسي الأمازيغي منذ عشرات السنين ، والضغط الذي مارسته أوساط القوميين العرب، واليمين الحزبي، والإشتراكيون، والإسل

اميون والدولة المخزنية لسد الأبواب على التنظيم الحزبي الأمازيغي، ولو باستعمال القضاء لتلبية أغراض السياسة…. وإجهاض تجربة سياسية مهمة.

ويوفر كتاب  بوشطارت مرجعا لمعرفة الجذور الجمعوية، والتنسيقات والكتب، والبيانات التي تولد عنها الحزب الديموقراط

ي الأمازيغي المغربي سنة 2005واستعمال القضاء لدعم وجهة نظر المعارضين لهذا النوع من الحزبية الجديدة التي ستفتح الباب لتشمل السياسة والتنظيم الحزبي مجالات كانت منغلقة، ومتحجرة، ترتبط تقليديا بسياسة الشرق الأوسط والعروبة. والإسلام المذهبي السني، وبسياسة فرنسا.

كما يفتح الكتاب نوافذ النظر في الثقافة والسياسة والتحولات التي عرفها المجتمع المغربي بفضل نشوء الحركة الثقافية الأمازيغية لدى طلاب وطالبات المعاهد والجامعات المغربية، وفي صفوف الفنانين، والإعلاميين، والباحثين والمثقفين، وفي أوساط الشعب العام…. وكذلك ظهور الشبيبة الديموقراطية الأمازيغية كمنظمة موازية للحزب.

والكتاب يغني المكتبة السياسية، ويثبت بالفعل وجود سياسة أمازيغية، وأنه لايوجد حزب سياسي إلا إذا وجدت السياسة، وهي كما استخلصته من قراءة الكتاب على أنواع ثلاثة :

سياسة المخزن الحاكم تجاه الأمازيغية، وسياسة المستعربين والسلفيين المغاربة تجاه الأمازيغية،
وسياسة الأمازيغ فيما بينهم، وتناول الكتاب بشكل مختصر ومعزز بالأسماء والتواريخ، والدراسة الميدانية، مختلف هذه الأنواع والصراعات التي تدور بينها، من وجهة نظره كفاعل سياسي، ومؤرخ يتفاعل ويواكب أمور الأمازيغية بالكتابة، والحفاظ على ذاكرة الفاعلين بمختلف أنواعهم.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading