تنتشر وسط أحياء الحي المحمدي وبشكل مقلق “تجارة” المخدرات، بل باتت وجهة مفضلة لبعض “رؤوس” هذه التجارة الممنوعة و المجرمة، إلا أنه أحيانا وبفعل تواجد بعض العوامل المساعدة تصبح الظاهرة نقاش العامة.
لقد بات ناقوس الخطر يدق أجراسه في ما يخص انتشار مخدر الشيرا (الحشيش) بشارع الفوارات ، اذ لوحظ أن هذه الظاهرة زادت حدتها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وطفت على السطح وأصبحت مثار نقاش حول موائد ساكنة “ الحي المحمدي ” و حديث العامة، ما جعل الساكنة تتسائل حول من يحمي بائعي هذه السموم ويغض الطرف عن نشاط هؤلاء؟ ومن له المصلحة في السكوت والترويج لها ؟ أم أن في الأمر تواطؤ تساهم فيه بشكل او بآخر جميع الجهات المتدخلة انطلاقا من المجتمع المدني إلى المؤسسات المعنية ؟
إن خطر هذه الآفة أصبح يتربص بشباب ساكنة الحي المحمدي من كل حذب و صوب، في غياب أي رادع لانتشار بائعي ومروجي المخدّرات، ما بات يشكّل خطرا على المنطقة ، حيث تزداد الخطورة حينَ يتعاطى المراهقون والشباب في مقتبل العمر لهذه السموم المدمّرة، خاصّة أنها أصبحتْ في متناولهم، وأحيانا يتحولون إلى مجرمين من أجل تحصيل مقابل مادي لاقتنائها.
ففي دروب الحي المحمدي شارع الفوارات ، الديوانة ، “تسبح” تجارة المخدرات فوق الماء العكر على المباشر وأمام أعين الجميع، في مشهد خطير يهدد سلامة المنطقة ومستقبل شبابها، وهو مشهد دفع بفعاليات المجتمع المدني بالمنطقة لطرح تساءل كبير حول من هي الجهة المسؤولة عن حماية “تجارة” هؤلاء المروجين الذي تعددت الروايات بخصوص نشاطهم وحيثياته، ولكم أن تتخيلوا مايقال حول مسألة “حاميها حراميها”.
وفي سياق الحدث، تبقى مسألة معرفة تجار المخدرات بالحي المحمدي شيء ليس بالعسير، فيكفي أن تقوم بجولة بأحياء المنطقة سيما على مستوى ” درب الحرية ” لترى بأم عينيك كيف يتاجر هؤلاء المسموح لهم على مرأى ومسمع الساكنة التي لا حول لها ولا قوة لها في التصدي لهذه التجارة “و على عينك آ بن عدي”؟
نشاط هذه الآفة لا يقتصر على حي بعينه، ولكن يبقى درب الحرية أقرب نموذج لتفشي ظاهرة الاتجار في مخدر الشيرا، وهذا ما جعل الساكنة تتسائل حول من يتستر على بائعي هذه السموم ويغض الطرف عليهم، خصوصا وأنها تتسبب في مآسي متنوعة من الجرائم البشعة والجرائم الأخلاقية وتغرق فلذات الأكباد في بحر الادمان .
التعليقات مغلقة.