الدار البيضاء : “حديقة البهاء ” للأديب مجد الدين سعودي

أزول بريس- وأنا المسافر في بحر الابداع، لفت نظري وجود حديقة بهية تختلف عن باقي الحداءق، يعلو فيها الأحمر، فيشعل في القلب الحرائق.
رأيت في ما يرى الحالم سيدة ترتدي الأحمر، تطعم الأطيار وتسقي الأزهار.
خفق قلبي بالهيام وأردت الدخول ، فقال حارس الغرام: قف وقل السلام.
أجبته قائلا: نسيت السلام عندما رأيت الورد الأحمر، لهذا سكتت عن الكلام.
1 سيدة الحديقة
قرأت على مدخل الحديقة حكمة عميقة بلسان (ايما جولدمان): ( أفضل الزهور على طاولتي، عن ألماس في عنقي).
قلت لسيدة الحديقة: منذ زمان بعيد وأنا أنتظرك.
أجابت بالمثل الانجليزي: ( الصبر زهرة لا تنمو في حديقة كل انسان).
قلت: عطرك فاح في كل مكان.
قالت: وفاروق جويدة يقول: كم من زهور قتلناها، لتمنحنا بقايا من عطور).
قلت: وقد صدق جبران خليل جبران وهو يقول: ( إن العواصف والثلوج تفني الزهور، لكنها لا تقتل البذور).
سألتني سيدة الحديقة: من أنت أيها المجد؟
قلت بلسان بابلو ايسكوبار: ( أنا فقط الرجل الكريم، الذي يصدر الزهور).
2 حديقة البهاء
قلت لسيدةالحديقة: سأغامر لأدخل الحديقة البهية.
قالت: أنصحك بالاستماع الى شيكسبير وهو يقول: ( من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام).
قلت مومنا بالمثل الألماني:( امرأة بلا رجل،حديقة بلا سياج).
أجابت وبابلوكويلو يقول:( إن الأحمق الذي يحب التدخل في حديقتنا، لا يهتم أبدا بنباتاته).
اعترفت لها بالحب.
قالت؛ وقد صدق محمود درويش في قوله:( لا حديقة لي داخلي، وكلك أنت، وما فاض منك…).
3 سعادة بطعم الأحمر
قلت لسيدة الحديقة: أنا سعيد بك.
قالت بلسان شيكسبير:( إذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبق منها غير الأشواك، فلا تنس أنها منحتك يوما عطرا جميلا أسعدك).
قلت: أنعشت قلبي وأسعدتني.
قالت بلسان بودلير: ( ما أسعد من يحلق في الوجود، ويفهم دون عناء لغة الزهور والأشياء الصامتة).
قلت: أحبك.
قالت بلسان هيلين كلير: ( الحب كزهرة جميلة قد لا ألمسها، لكن عطرها يجعلالحديقة مكانا رائعا).
خاتمة
والحديقة تلبس الأحمر.
والأحمر شفاف، يكشف عبق الورد.
هتفنا:
سنعانق معا الأحمر.
وسنبدع معا بالهام أحمر.
وكل ورد أحمر وأنتم بألف فكر وسحر.

مجدالدين سعودي ،المغرب


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading