الحسين بويعقوبي لطلبة الحركة الثقافية الأمازيغية بجامعة ابن زهر بأكادير “إذا كان الجيل الأول للحركة الأمازيغية قد نجح في تحقيق ترسيم الأمازيغية فعلى الجيل الحالي أن يعرف كيف يحافظ على المكتسبات وتطويرها”
مراسل الجريدة//
في اطار الأيام الثقافية المنظمة من طرف الحركة الثقافية الأمازيغية موقع أكادير كانت الجماهير الطلابية على موعد مع محاضرة للأستاذ الحسين بويعقوبي بعنوان “الحركة الأمازيغية وتحديات المرحلة” بأحد مدرجات كلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير و ذلك يوم الثلاثاء 8 دجنبر 2015.
أمام مدرج غاص بالطلبة تطرق المحاضرللجذور التاريخية لإقصاء الأمازيغية و كيف أصبحت هذه الأخيرة ضحية عوامل عدة تاريخية وسياسية وإيديولوجية في كل فترة من فترات تاريخهم الطويل ساهم فيه الأمازيغ أنفسهم من خلال اختياراتهم التي لم تكن تأخذ الأمازيغية بعين الاعتبار مما جعل إقصاءها في إطار سيرورة بناء الدولة الوطنية بعد توقيع معاهدة الحماية و طيلة 44 سنة من الاستعمار الفرنسي أمرا مشرعنا تاريخيا من خلال إنتاج سلسلة من التصورات والتمثلات عن الأمازيغ والأمازيغية تسير إما في اتجاه المبالغة في تمجيدهم لدرجة الأسطورة أوالتقليل من قيمتهم ومن شأن تاريخهم و ثقافتهم.
وفي كلتا الحالتين كان الهدف هو تبرير إقصاء الأمازيغية في بناء المغرب المستقل. و لم يطرح الموضوع من جديد و بشكل محتشم الا بعد عشر سنوات من استقلال المغرب ثم خلال سنوات السبعينات و الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي بفضل نخبة من أبناء البادية الأمازيغية الذين تمكنوا من التكوين الجامعي في مختلف العلوم الاجتماعية وبدؤوا يطرحون إشكالية الحقوق اللغوية والثقافية والتعدد والمساواة بين الثقافات و أهمية اللغة الأم… كما انتظموا في شكل جمعيات ثقافية و أنتجوا أوراق و مواثيق و بيانات و دولوا القضية فأصبحت الأمازيغية قضية تدافع سياسي بين مختلف الفرقاء انتهت بتحقيق مكتسبات مهمة لصالح الأمازيغية أهمها الاعتراف بالأمازيغية لغة رسمية في دستور 2011 في سياق وطني و إقليمي و دولي ساهم في توفير ظروف هذا الاعتراف خاصة مع تداعيات الربيع الديمقراطي وضغوطات حركة 20 فبراير.
في ختام المداخلة تطرق المحاضر لأهم التحديات التي تواجه الحركة الأمازيغية اليوم وأجملها في تحدي الحفاظ على اللغة الأمازيغية وتطويرها والإبداع بها في كل المجالات لأنها في تراجع مستمر ثم تحدي الحفاظ على المكتسبات وتطويرها للمساهمة في بناء المغرب الديمقراطي وضرورة التفكير في تجاوز حالة التشرذم التي تعاني منها مكونات الحركة الجمعوية الأمازيغية مع بلورة مشروع مجتمعي من شأنه أن يجمع كل المؤمنين بالتعدد والديمقراطية و الحذاثة ثم ألح في الأخير على ضرورة أن تلعب الحركة الأمازيغية دورها التنويري لمواجهة الإرهاب الذي يهدد العالم و لابد أن يكون شعار “المغرب أولا” شعارا يجمع الجميع اليوم و يمكن للفكر التنويري الذي تحمله الحركة الأمازيغية أن يكون صدا منيعا للفكر الإرهابي المبني على قراءات لا علمية للتاريخ. فالمغرب يتسع لجميع أبنائه بتعددهم واختلافهم في إطار مغرب ديمقراطي معتز بأمازيغيته و يضمن للجميع حقه العادل في ثروات و قيم بلادهم.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.