الحسين بويعقوبي،رئيس الجامعة الصيفية لأكادير: الفضاء الرقمي فرصة ذهبية لتنمية الأمازيغية

بمناسبة الدورة 14 للجامعة الصيفية لاكادير  حول موضوع ” الأمازيغية في زمن الرقمنة” التي  ستنعقد ما بين فاتح و5 يوليوز 2018 طرح الموقع ” أزول بريس ” 4 أسئلة على رئيس الجامعة الصيفية الدكتور الحسين بويعقوبي ، هنا أجوبته:

الحسين بويعقوبي

هلا قدمتم الجامعة الصيفية في سطور؟

لا أعتقد بأن الجامعة الصيفية لأكادير تحتاج لتقديم بعد 39 سنة من التواجد الفعال والدائم في الساحة الثقافية المغربية،لكن مع ذلك بالنسبة لمن لا يعرفها فيمكن أن أقدمها بجمعية ثقافية أمازيغية ذات بعد أكاديمي. أي أنها مند التأسيس سنة 1979 اختارت لنفسها أن تكون بمثابة منتدى يلتقي فيه المهتمون بالأمازيغية وبالإشكالات المتعلقة بالتعدد الثقافي والعدالة اللغوية. ولذلك كان لها دور أساسي في إنتاج الخطاب والمفاهيم حول هذا الموضوع وساهمت بقوة في الدفع بملف الأمازيغية إلى الأمام إلى جانب باقي مكونات الحركة الأمازيغية في المغرب وفي العالم.

ما هي دواعي اختياركم ل”الأمازيغية في زمن الرقمنة” موضوعا للدورة 14 للجامعة الصيفية من 1 إلى 5 يوليوز 2018؟

مند أربع سنوات تقريبا سيلاحظ المتتبع بأن مواضيع الجامعة الصيفية طرأ عليها نوع من التجديد، فلم تعد تربط الأمازيغية بالماضي وبالموروث الشفوي فقط، بل تضع الأمازيغية في سياق الحاضر وفي المستقبل أيضا (الوسط الحضري، القيم والعيش المشترك،…). إن الاهتمام بالأمازيغية لا يجب أن يكون فقط اهتماما بثقافة الأجداد على أهميته، بل بثقافة الأبناء والأحفاد أيضا، أي بالمستقبل. والعالم اليوم يعيش ثورة تكنولوجية غير مسبوقة خاصة مع الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي التي خلقت فضاء افتراضيا موازيا للواقع كما جعلت العالم قرية صغيرة. وهذه الثورة، التي تخلق عالم الغد، بقدر ما تهدد الثقافات غير المدعمة (سياسيا واقتصاديا ودينيا…) أمام هيمنة ثقافات بعينها، بقدر ما تسمح أيضا للغات وللثقافات ذات الانتشار المحدود بالظهور واستثمار هذا المجال للتعريف بنفسها وتطوير امكانياتها. وطبعا لا أحد يشك اليوم في التأثير الذي تمارسه مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمعات ودورها في التحولات الثقافية وفي تعليم اللغات خاصة لدى الأطفال والشباب. لم تخرج الأمازيغية عن هذا الإطار، فمند بداية انتشار الأنترنيت إلى ظهور مختلف شبكات التواصل الاجتماعي عملت الفعاليات الأكاديمية والجمعوية والثقافية والسياسية وحتى الأشخاص العاديين على استثمار هذا المجال لتطوير اللغة والثقافة الأمازيغيتين. فالأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي  فرصة ذهبية لتطوير الأمازيغية إن أحسن استعمال الإمكانات التي توفرها. ولذلك جعلت الجامعة الصيفية من “الأمازيغية في زمن الرقمنة” موضوعا للتفكير من طرف الباحثين الأكاديميين من جامعات مغربية ودولية.

يلاحظ خلال هذه الدورة الحضور القوي للأساتذة والباحثين من جامعات جزائرية (12 مشاركا). بم تفسرون لذلك؟

لابد من الإشارة إلى أن الجامعة الصيفية لأكادير كانت دائما ملتقى دولي للخبراء في مجال الأمازيغية وكان للأساتذة الجزائريين، خاصة من منطقة القبائل، حضور متميز. صحيح أن حضورهم هذه السنة ملفت للنظر(12 مشاركا)، ومن جامعات مختلفة،(تيزي ووزو، بجاية، تلمسان، سطيف، بويرة) بعدما كان الأمر يقتصر أساسا على جامعة مولود معمري. وأعتقد أنه من الآن فصاعدا سيكون الحضور المغربي والجزائري مهيمنا في التظاهرات الأمازيغية أمام التناقص الملاحظ للباحثين الغربيين المهتمين بهذا الموضوع. ويمكن تفسير هذا الحضور القوي للبلدين من جهة بالعامل الديمغرافي الذي يجعل المغرب والجزائر البلدين الذين يحتضنان أكبر التجمعات السكانية الناطقة بالأمازيغية، ومن جهة أخرى بالتحولات الكبرى التي عرفها البلدين في السنوات الأخيرة بخصوص هذا الموضوع (ترسيم الأمازيغية، فتح شعب جامعية ومؤسسات بحث رسمية للأمازيغية في البلدين، دينامية مجتمعية حول الموضوع…). وأتمنى أن تكون لقاءات الجامعة الصيفية فرصة لوضع مشاريع تعاون بين الباحثين المغاربة ونظرائهم الجزائريين.

ما هي المشاريع المستقبلية للجامعة الصيفية؟

أعتقد أن الجامعة الصيفية ستستمر في نهجها كفضاء حر للنقاش والحوار وإنتاج أفكار للدفع بالديمقراطية اللغوية والثقافية بالمغرب إلى الأمام كجزء لا يتجزأ من النضال من أجل الديمقراطية. وبعد 40 سنة من تواجدها المستمر والدائم، أعتقد أنه آن الأوان لكي تصبح الجامعة الصيفية مؤسسة حقيقية ومركزا للبحث في كل ما يتعلق بالتعددية اللغوية وحوار الثقافات والحضارات، خاصة بعد أن حظيت بثقة العديد من المؤسسات العلمية والمنتخبة جهويا ووطنيا وكذا مصداقيتها على الصعيد الدولي.  


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading