الحسن زهور: رسالة الى مداويخ الوطن.
أزول بريس – ذ. الحسن زهور //
اتذكر اولا شهداء الوطن من اصدقاء الدراسة و البلدة بإمي أكادير(فم الحصن) الذين استشهدوا في ريعان شبابهم دفاعا عن الوحدة الترابية لهذا الوطن. اتذكر الشهداء بيهرشان الحسين و مراوغاته الكروية، واگجا الحسين و ضحكاته المتميزة، و بركا الحسن و نظراته المعبرة عن صفاء قلبه، و بلعيد عيوش المعروف ب “أوسارگ” و شغبه الممتع في القسم، و أضور.. و غيرهم ممن استشهدوا و لما يبلغوا الخامسة و العشرين من اعمارهم. شاركتهم حلاوة الطفولة و شغبها و مقاعد الدراسة الابتدائية و كرة القدم, و “تيبلاضين”و ” بيسو”, و ” إمعشار”.. بعد المسيرة الخضراء انخرطوا في الجيش، و استشهدوا في المعارك التي شنت غدرا( واركزيز، تفاريتي م لعلگ…) التي كان فيها السلاح المتطور يتدفق على البوليزاريو من ليبيا و الجزائر.
أستذكر هؤلاء الشهداء التي تربطني معهم الطفولة و الدم و البلدة و الوطن، و أستذكر شهداء الوحدة الترابية، منهم من ترك ذكريات لا تمحى، و منهم من ترك ابناء يتامى، ارامل ثكلى، اباء مكسوري الجناح، إخوة يحملون ندب الفراق…
أستذكر ارواح هؤلاء لأقول لمداويخنا الذين غوتهم الايديولوجية الاسلاموية او القومية فحلقوا خارج السرب الوطني الى الشرق مبخسين ما حقق بلدهم الآن.
أستذكر أرواح هؤلاء الذين قضوا نحبهم من اجل الوطن ترحما و تقديرا لتضحياتهم لأقول للمداويخ من ابناء الوطن الذين بخسوا ما قامت به امريكا:
– تذكروا اصدقاءكم، و اخوانكم، و آباءكم، و احبتكم، و اقاربكم، و ابناء وطنكم.. الذين استشهدوا من اجل استرجاع ارضنا الصحراوية، و لا تبخسوا تضحياتهم بتبخيس هذا الانتصار السياسي لبلدكم، رجاء اسكتوا فقط و لا تعكروا فرحتنا و فرحة شهداء الوطن.
– رجاء، احترموا أرواح هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل اللحظة( و هي قريبة) التي سنرى فيها المغرر بهم من الانفصاليين و محتجزي تندوف يعودون الى هذا الوطن الموحد الذي يجمعنا جميعا بتنوعنا و اختلافاتنا.
– ما قامت به امريكا لمصلحة وطننا هو انتصار سياسي كبير سيعجل بالحل السياسي لمصلحة وطننا و بعودة الانفصاليين و المحتجزين الى حضن الوطن، بعد انسداد الابواب أمامهم.
– تبخيس ما قامت به امريكا لارضاء نزوات ايديولوجية اسلامية او قومية عرقية هو طعنة للذين استشهدوا من اجل هذا الوطن. رجاء اسكتوا، صياحكم خارج السرب، و بياناتكم المؤدلجة التي تبخس انتصارات الوطن لن تزيدنا الا محبة للوطن، لكنها تؤلم شهداءنا في عليائهم، رجاء احترموا تضحياتهم .
الى شهدائنا اصدقاء الطفولة ، و الى جميع شهدائنا الذين قدموا ارواحهم فداء لهذا الوطن، اولا الرحمة على ارواحكم الطاهرة، و نعاهدكم على البقاء اوفياء لهذا الوطن بوحدته في تنوعه، و بهويته، و بتميزه الثقافي و الحضاري العريق عراقة هذه الارض, و لن تغرينا الايديولوجيات مهما كانت دوافعها و مغرياتها المادية و النفسية لنتخلى عن حب هذا الوطن العزيز الذي ضحيتم من اجله.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.