ابرز ابراهيم الحافيدي في كلمته بمناسبة انعقاد مجلسه للدورة العادية لشهر يوليوز كون الاخير يجب ان يتسم في سياق وطني بدينامية، طَبَعَهَا فتح أوراش تهدف إلى إرساء أسس كفيلة بإعطاء نفس جديد للتنمية على الصعيد الوطني، وكذا الخروج السلس من تبعات أزمة كوفيد 19، ولعل أهمها هو مشروع النموذج التنموي الجديد المؤسس لمغرب الغد، والذي يشكل اليوم موضوع نقاش من طرف مكونات الشعب المغربي على عدة مستويات، علاوة على إطلاق أوراش أخرى من قبيل الحماية الاجتماعية، وكذا إصلاح وتأهيل المؤسسات العمومية.وأود أن أخبركم في هذا الصدد؛أننا ساهمنا في هذه العملية على مستوى جمعية الجهات، وعلى مستوى الاجتماع الذي تم تنظيمه مؤخرا على صعيد الولاية.
وحضيت كلمة الحافيدي بالمبادرة السامية في الاطار الدور الاجتماعي والانساني والهادغة إلى ضمان العيش الكريم لرعاياه في كل بقاع العالم، يأتي القرار السامي لتسهيل عودة مغاربة العالم إلى أرض الوطن، لتكريس هذا التوجه المولوي، فبقدر ما هو قرار ذو بعد إنساني واجتماعي، فإنه سيساهم بلا شك في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني المُتَأَثِّرِ بجائحة كورونا.
وأن كل هذه الإصلاحات وغيرها من التطورات التي شهدتها بلادنا، خلال هذه المرحلة، ستلعب إن شاء الله أدورا مهمة في مسلسل التنمية وفي استشراف المستقبل واستكشاف غد أفضل في إطار مغرب الجهات.
واكد الحافيدي أن الولاية الانتدابية الحالية، تعتبر محطة تاريخية ببلادنا،لكونها شكلت بداية انطلاق وتأسيس التجربة الأولى لورش الجهوية المتقدمة، وبفضل التعبئة الجماعية، وتضافر جهود الجميع،حاولنا تَنْزِيلَهُ على أرض الواقع، رغم ما تتَخَلَّلَ ذلك من إكراهات قانونية ومسطرية “كما أشرنا إلى ذلك في أكثر من مناسبة”.
ناهيك عن الظروف الصحية التي حلت ببلادنا على غرار باقي بلدان العالم، جراء انتشار فيروس كوفيد 19،وما صاحبه من تَبِعَاتٍ كان لها نصيب في بُطْءِ تنفيذ بعض المشاريع.
وانه ورغم كل هذه العوامل الخَارِجَةِ عن الإرادة، فقد توفقت البرنمج المذكور في تحقيق وإحراز نتائج لا يســـــــتهان بـــــها، واستطعنا إرساء أركان ودعائم الإصلاح المنشود، تسهيلا وَتَيْسِيراً لمهام المجلس المقبل.
وفي اطار نهاية الولاية الانتدابية الحالية، اكد الحافيدي ان دورته هاته، ستكون إن شاء الله خَاتِمَةَ خَيْرٍ لما حققناه من إنجازات طيلة هذه الفترة، نسأل
الله تعالى أن نكون قد وُفِّقْنَا في مهامنا وفي تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقنا على أحسن وجه.
كما لا يخفى عليكم جميعا، أننا قد اشتغلنا طيلة هذه المدة سويا، في إطار مقاربة تَطْبَعُهَا روح المسؤولية ونكران الذات، وفي أجواء من الانسجام وروح التوافق بين جميع مكونات المجلس، ساعين جميعا “كل من موقعه وحسب رؤيته”إلى النهوض والرقي بجهتنا إلى مستوى تطلعات الساكنة.
لا أخفيكم سرا، أنني أشعر بِانْطِباعٍ جَيِّدٍ، خلال هذه الفترة التي عملنا فيها سَوِيًّا، وَ لَامَسْتُ مدى انخراط الجميع لإنجاح التجربة كل حسب الدور الموكول له، وَيَحِقُّ لي أن افتخر، بانسجامنا الذي هو مصدر قوتنا ونجاحنا، بحيث مرت جل
مداولاتنا في جو مفعم بالنقاش الجاد، والْبَنَّاءِ وبفضل هذا كله، وبتوفيق من الله فإننا حققنا نتائج غاية في الأهمية.
وابرز الحافيدي بمناسبة التقرير السنوي لتقييم تنفيذ برنامج التنمية الجهوية،يعكس بجلاء مدى النتائج المهمة التي استطعنا تحقيقها طيلة هذه الولاية،بحيث أن جل المشاريع المبرمجة ضمن هذا البرنامج قد تم تنزيلها أو في طور التنزيل، والتي همت ميادين تستهدف بالأساس إعطاء دينامية جديدة لاقتصاد الجهة، بتثمين ركائزه وتنويع مجالاته وتقوية قُطْبِيَّةِأكادير الكبير، تقليص الفوارق المجالية و الاجتماعية بالعالم القروي ناهيك عن دعم التنمية الاجتماعية والمستدامة.
ولقد كانت الشراكة الآلية التي اعتمدناها لتنفيذ هذه المشاريع سواء مع الدولة، أو مع الشركاء الآخرين؛ حيث تم إبرام ما مجموعه 357 اتفاقية شراكة، تم تفعيل حوالي 96% منها، تأتي التنمية الاقتصادية على رأس المجالات المعنية بهذه الشراكة بنسبة 47% .
كما أن الجهة انخرطت بقوة في برنامجين مُهَيْكِلَيْنِ يَتَمَثَّلَانِ في برنامج التسريع الصناعي وبرنامج التنمية الحضرية
لأكادير،اَلْلَّذَيْنِ أُعْطِىيتْ انْطِلاقَتُهُمَا من طرف صاحب الجلالة حفظه الله، بحيث أنجز من خلال البرنامج الأول مجموعة من المناطق الصناعية التي بإمكانها استقبال استثمارات صناعية رصدنا لها في الجهة تحفيزات مالية.
أما عن البرنامج الثاني، الذي يَنْسَجِمُ مع محور برنامج التنمية الجهوية،الخاص بتحويل أكادير الكبير إلى مركز حضري ذو إشعاع وطني،بغلاف مالي اجمالي قدره 6 ملايير درهما، ساهمت فيه الجهة بمبلغ900 مليون درهما، فإن تنفيذه يتم وفق الجدولة الزمنية المحددة له.
وسنعود إن شاء الله لعرض تفاصيل هذا البرنامج في الجلسة الثانية المبرمجة بعد الزوال
لقد حرصنا أشد الحرص خلال هذه الدورة الأخيرة لمجلسنا الموقر، على صياغة جدول أعمالها بشكل متكامل، يتضمن مجموعة من المحاور ذات الأهمية بمـكان،وما يميز هذه الدورة هو استكمال مراحل انجاز مشروع التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة سوس ماسة، الذي تم إخراجه لحيز الوجود بعد عمل جبار، باعتباره وثيقةمرجعية للتخطيط الاستراتيجي على مدى ربع قرن من الزمن،أقرها دستور المملكة وكرسها القانون التنظيمي المتعلق بالجهات، وسنقوم إن شاء الله، بعرضه أمام أنظاركم للتداول بشأنه والمصادقة عليه.
إن جدول الأعمال المذكور سلفا،يَعْكِسُ بِجَلَاءٍ النَّهْجَ اَلَّذِي رسمناه، ويروم تحقيق تنمية تجعل جهتنا في موقع الريادة، كما أنه يجسد الاستمرار في وضع اللبنات الأساسية لتقوية الاقتصاد الجهوي؛ بحيث لامس قطاع النقل والتنقلات، الذي يعتبر من المرافق الأساسية لكل إقلاع اقتصادي، كما أنه يتضمن نقاط سبق وأن تداولنا بشأنها بغية تجويدها، أو الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات شركائنا، والتي همت بالخصوص مجالات البيئة، الثقافة، التكوين المهني والتنمية الحضرية.
وقد حرصنا كذلك، على إدراج محاور ذات علاقة بالتنمية الاقتصادية، إيمانا منا بأهميتها في خلق الثروة وتوفير فرص الشغل، وكذا التخفيف من آثار الجائحة، خاصة على القطاع السياحي، وفي هذا السياق، فإننا نعرض عليكم للتداول، جملة من المشاريع تهم إنعاش هذاالقطاع، الذي يعيش أزمة جراء تَوَقُّفِ العَديدِمن الأنشطة السياحية.
ومواصلة للجهود من أجل تنزيل أفضل لبرنامج التسريع الصناعي، نقترح عليكم التداول بشأن اتفاقية الشراكة، الخاصة بتنزيل المنظومات الصناعية لقطاع السيارات والجلد والصناعة الكيمـــــــــــــــــــيائية والبلاستيكية ومواد البناء وترحيل الخدمات،نسعى من خلالها إلى تمديد أمد صلاحيتها ليشمل سنة 2021، بغية تشجيع المستثمرين للانخراط في هذا الورش الاقتصادي المهيكل.
إيمانا منا،بأن البنية التحتية الصحية، تعتبر من العوامل الأساسية لجذب الاستثمار، إلى جانب و ظيفتها الاجــــــــتماعية، قمنا بمعية الشركاء بإعداد مشروع اتفاقية تعاون لإنجاز الدراسات، وتتبع أشغال تهيئة القطب الصحي الحضري الجديد، والذي سيشكل لَامَحَالَةَ مجالا لإنعاش الاستثمار في هذا المجال للنهوض بالسياحة الصحية، ولتقوية الجاذبية في المجال الاستشفائي لأكادير والجهة على المستوى الوطني والقاري.
وغير خَافٍ عليكم أن التعاون اللامركزي، يشكل فرصة مهمة بالنسبة للجماعات الترابية عموما، والجهات خصوصا، لأداء دورها في ميدان الدبلوماسية الموازية، وتسويق صورة بلادنا المشرقة، وفي هذا السياق تم اعداد مشروع اتفاقية شراكة، حول دعم وتمويل برنامج تكوين أطر الجماعات الترابية الإفريقية، في إطار صندوق دعم التعاون اللامركزي الدولي للجماعات الترابية، بحيث ينسجم هذا الاختيار مع التوجه الملكي للتعاون جنوب جنوب، خاصة أنه سبق أنانخرطنا في التعاون اللامركزي مع سان بيدرو بساحل العاج.
هذا، وتجدر الإشارة، إلى أن باقي المحاور المدرجة بجدول الأعمال لا تقل أهمية عن التي تم توضيحها بإيجاز دقيق اعتبارا للأهمية البالغة التي تكتسيها.
الحافيضي اكد على أنه بفضل المسؤولية الوظيفية التي تحليتم بها، رغم تعدد الانتماءات السياسية، وَفِّقْنَا لِلْعَمَلِ كجسد واحد في ظروف يطبعها التفاهم والانسجام،وبالتالي استطعنا أن نقود قاطرة التنمية بالجهة إلى محطتها الأخيرة. وتبقى تجربتنا بمثابة خارطة طريق لمن سيخلفنا، على اعتبار أننا أسسنا ونؤسس لمرحلة قادمة سِمَتُهَا إِرْسَاء الجهوية المتقدمة وتدعيم مسلسل اللاتمركز الإداري باعتبارهما الأسلوب الأنجع لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
مرة أخرى،أجدد الشكر لجميع مكونات المجلس من مكتب، لجان دائمة، رؤساء الفرق السياسية، وكذا الهيئات الاســـــــــــــــــــــتشارية وكافة أعضاء المجلس على حرصهم الدؤوب على القيام بالمهام المنوطة بهم كما أرادها المشرع.
وأنتهز الفرصة، لِأَشُدَّ بحرارة على أيدي العنصر النسوي(السيدات العضوات)، التي أَبْلَيْنَ البَلاَءَ الحَسَنْ في أدائهن، بحيث كن في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهن، فَلَكُنَّ مِنِي مرة أخرى جزيل الشكر وعظيم الامتنان.
كما أشكر السيد والي الجهة، السادة عمال عمالة وأقاليم الجهة، رؤساء المصالح الخارجية، رؤساء مجالس الجماعات الترابية، رؤساء الغرف المهنية،ممثلي المنابر الإعلامية والصحافية والمجتمع المدني على مواكبتهم ودعمهم القوي لعملنا.
بالمناسبة، اشار الحافيدي إلى أن وضع أسس صحيحة لإدارة جهوية منظمة، كما أننا نتوفر على وكالة جهوية لتنفيذ المشاريع يضرب بها المثل على الصعيد الوطني، ناهيك عن أسبقيتنا في إحداث شركة تنمية جهوية تعنى بالسياحة، بالإضافة إلى مساهمتنا في إحداث الشركة المحلية للنقل والتنقلات والشركة المحلية للتهيئة الحضرية، كل هذه الآليات وغيرها ساعدتنا في أداء مهمتنا.
ليختتم في كلمته لتقديم الشكر الجزيل لكل العاملين فيها على تفانيهم في عملهم.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير لهذه البلاد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره وأيده، ونطلب من الله عز وجل أن يُدِيمَ عليه نعمة الصحة والعافية إنه سميع مجيب الدعاء.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.