الاستقالة الجماعية للبيديجي.. درس أخلاقي للقياديات الحزبية الخالدة
يوسف الغريب
لا انفي وبالمطلق أنّي أقف على النقيض ضد برنامجكم الدعوي ذات الصلة بالمشروع الإخواني العالمي.. وساهمت بالكثير بالمقالات في محاربته خاصة أثناء تجربة من نعت شهيدنا عمر بنجلون ( بالكلب).
ووقفت ذات مجلس وطني لنقابتنا في تلك الفترة ضد التحالف مع ذراعكم النقابي بالجملة / العهد : بيننا وبينهم جثة الشهيد عمر.. وما زالت.
جئت بهذا التقديم / التوضيح من أجل تحديد وجهة نظر مواطن مغربي من قرار الإعلان عن الاستقالة الجماعية للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والقول بأنّه موقف شجاع ومنطقي ومنسجم مع نتائج المحصل عليها في اقتراع 8 شتنبر..
فأيّاً كانت تبريرات القرار كما جاء البيان الصادر بالمناسبة فإن أبعاد هذه الإستقالة تتجاوز ظرفية حزبكم نحو خلق سابقة جد إيجابية في المشهد السياسي والحزبي بالمغرب..
بل أضافت لمسة إستثنائية للعرس الديمقراطي الذي عرفته بلانا قبل يومين سواء من حيث نسبة المشاركة أو نضج الممارسة التنافسية لتأتي الإستقالة بنقلة نوعية سيكون لها ما بعدها مستقبلاً وستنعكس بشكل إيجابي على مستوى بعض الأجهزة الحزبية التي أصبحت مملوكة وإلى الأبد لبعض الوجوه والعائلات..
بل وستفتح الباب أمام تداول السلطة داخل الاحزاب نفسها.. وتجديد هياكلها بشكل اوتوماتيكي بعض كل استحقاق غير موفق..
لقد ترك لنا هذا الموقف الشجاع عرفاً أخلاقيا وييتحوّل إلى مرجع.. نعزّز به تجديد نخبنا السياسية كشرط أساسي لتطوير مسارنا الديمقراطي..
فإذا كانت الهزيمة جزء من التدافع والتنافس فإن المنتصر الأكبر من يقرّ به ويعلن انسحابه واستقالته كجزء من تحمل مسؤولية الهزيمة..
وفي العمق المنتصر الكبير هو مشروعنا الديمقراطي الذي يسير بخطى ثابتة نحو النضج…
أما السلطة فهي تخضع لمنطق التداول بقوة الطبيعة والاجتماع والسياسة كما في الآية ( وتلك الإيام نداولها بين النّاس).
إن 8 شتنبر يعتبر بالفعل عرسنا جميعا وخاصّة من بادروا إلى نقل قرار الاستقالة إلى عالم السياسة والحزبية خاصة بعد أن كان ذلك محصوراً فقط عند مدربي كرة القدم بعد الهزائم..
هي إضافة نوعية لتجربتنا الديمقراطية الاستثنائية وسط محيط إقليمي مضطرب ومقلق..
هي إحراج كبير لقيادات وطنية وجهوية ما زالت جاثمة على كرسي الزعامة وسط سيل عارم من الهزائم ، شكرا لكم..
فقراركم وأجندة تواريخ أجهزتكم الوطنية والمؤتمر هو درس تنظيمي الآن.. ومرجع للأجيال القادمة..
فلا استمرارية بعد اليوم لأي زعيم حزبي ومجموعته حصدت الهزيمة
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.