نتابع في الكتابة الإقليمية بكثير من الأسى التطورات المتسارعة لما يجري بكلية الطب والصيدلة بأكادير. لطالما أكد حزبنا في العديد من بلاغاته وبياناته للرأي العام جهويا وإقليميا ومحليا على الحاجة الملحة لمستشفى جامعي بالمدينة، يعد الركيزة الأساسية لكلية الطب والصيدلة بأكادير، يضمن التكوين الجيد لطلبتها ومؤسسة إستشفائية رائدة لساكنة جهة سوس ماسة والأقاليم الجنوبية.
بل لقد بعث المستشارون الإتحاديون بجماعة أكادير إلى الفريق الإشتراكي بمجلس النواب سؤالا شفويا بخصوص تأخر الشروع في أشغال بناء المستشفى الجامعي بأكادير وهو ماطرحه الفريق الإشتراكي بحدة على الوزراء المعنيين. غير أن ما آلت إليه الأمور تؤكد بالفعل أن ما كنا نتخوف منه حصل.
فالطلبة الأطباء استشعروا خطورة الحلول الترقيعية في مجال لايمكن أن يحتملها وتيقنوا من انعكاسها السلبي على ظروف تكوينهم حالا واستقبالا. وهم الآن يواجهون هذه الأوضاع الغير السوية ببرنامج نضالي لا يسعنا إلا أن نعبر عن مؤازرتنا لهم وتفهما لمشروعية نضالاتهم لتحقيق الشروط اللازمة لتكوين طبيب مغربي بالمعايير المتعارف عليها.
كما لا يسعنا إلا أن نعبر عن دعمنا الغير مشروط لأساتذة كلية الطب والصيدلة بأكادير في معاناتهم أثناء أدائهم لمهامهم بوعي مهني راق، وبروح وطنية عالية.
معاناة عبرت نيابة عنهم لجنة المتابعة في كلية الطب والصيدلة بأكادير، وهي اللجنة المنخرطة في الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بأكادير. كيف يقبل عاقل أن يصبح الأساتذة المؤطرون محط استفسار من مدير المستشفى وهم جامعيون ؟ فبدل توفير الشروط الضرورية لهم لأداء عملهم وجدوا أنفسهم مستفسرين من قبل المدير !!
وهو المدير الذي سبق ان عرقل عمل جمعية أصدقاء مستشفى الحسن الثاني التي ظلت لسنين تمول المستشفى وتساهم في تهيئته بروح مواطنة رفيعة بل نادرة، لتجد هذه الجمعية الرائدة نفسها هي الأخرى مجبرة على تعليق عملها. وهنا لابد من أن نتسائل ألا يستحق مستشفى جهة سوس والجنوب مديرا في مستوى تحدياته وطموحات مرتاديه، يصبح جزءا من الحل لا جزءا من الأزمة؟.
كما ندعو الأخيار على اختلاف آرائهم و توجهاتهم إعلاميا ونقابيا وجمعويا وتنظيميا إلى جعل محنة كلية الطب والصيدلة بأكادير، محنة طلبتها وأساتذتها الأكفاء، قضية رأي عام محلي وجهوي ووطني.
اننا نطلب وبإلحاح، وبروح وطنية صادقة، من السيد والي جهة سوس ماسة ومن السيدين وزيري الداخلية والصحة أن ينكبوا على أوضاع هذه الكلية التي تعلق عليها ساكنة الجهة والجنوب قاطبة آمالها، وأن يسهروا على إيجاد الحلول الملائمة لإنهاء هذا الوضع المأزوم الذي يكاد يعصف بها إذا بقي الحال على ماهو عليه من قصور في المعالجة وتراخ في التعامل.
حرر بأكادير يومه الأحد 24 مارس 2019
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.