الإعلامية لطيفة إكري: ” جائحة كورونا تضع العالم تحت رحمة المجهول”
بقلم سعيد الهياق//
و العالم يعيش على فوهة بركان ثائر بسب تداعيات إنتشار الوباء الفتاك ” مرض فيروس كورونا المستجد- كوفيد19، فقد وجد الإعلام نفسه في الميدان في مواجهة مباشرة أمام عدو غادر بلا هوية و في ظروف عصيبة تتطلب أقصى درجات الاحتراز. و برز بالواضح دور و مكانة الإعلام في نشر المعلومة السليمة و مواكبة كل حيثيات صناعة و إنتاج الخبر ضد عقارب الساعة لتلبية حاجة المجتمع المدني لكل صغيرة و كبيرة عن إنتشار الوباء عبر الزمان و المكان. و أيضا في مواجهة التصدي للشائعات و الأخبار الزائفة من جهة ثانية.
و مع الإعلامية لطيفة إگري الصحافية بالإذاعة الجهوية بأكادير سابقا في قراءة للحدث بموضوع تحت عنوان :
“جائحة كورونا تضع العالم تحت رحمة المجهول”
كورونا هذا القادم من المجهول الذي قلب حياتنا رأسا على عقب. فيروس تاجي ذكي متلون حسب تحليل الخبراء.
شغل الناس وغير مجرى حياتهم، أدخلهم عنوة بيوتهم. أوقف دواليب الاقتصاد وفرض علينا بطالة بدون سابق إنذار. منذ إعلان الجائحة الكل هرول نحو المحلات التجارية لاقتناء حاجياته حتى الفائض منها، خوف وهلع بات يسكن الناس.
كمامات ومعقمات، وأصحاب الوزرات البيضاء جمعوا ليلهم بنهارهم لانقاد الأجساد المتهاوية. شرطة ورجال أمن يحاصرون كل مكان يترصدون كل مخالف لحالات الحجر.
واقع حال لأول مرة نعيش تفاصيله المرة، لا نعلم متى ينتهي هذا الكابوس، أو متى نخرج منه سالمين أيدينا على قلوبنا خوفا على من نحب. الألم بات لصيقا بنا ونحن نتابع يوميا ما يحصده المرض من أرواح ومصابين. أهالي يودعون موتاهم عبر الشرفات والحزن يعصر قلوبهم المكلومة، على أحباب أنهى الفيروس عجلة الحياة بالنسبة لهم.
قنوات ومحطات إذاعية وجرائد لا حديث لديها إلا عن الجائحة. العالم يسجل لحظات تاريخية عصيبة، لقد كانت بالنسبة لنا هذه الأوبئة والجائحات جزء من ماض مظلم عاشته البشرية، كنا نظن أن التطور العلمي والإمكانيات البشرية واللوجيستكية التي نعيش في بحبوحتها هي جدار واق بالنسبة لنا في القرن الواحد والعشرين.
لكن هيهات هيهات فمهما بلغنا من التقدم والتطور فالطبيعة تخلق لها أسلحة لحصد الأرواح وتخفيف العبئ على الكرة الأرضية. فقد أصبحنا بالنسبة لها اكثر من الهم على القلب. نلوث وندمر ونهرول نحو الرفاهية متجاهلين الثمن الذي سندفعه مقابل هذه البحبوحة.
الآن أكيد أن الكرة الأرضية تنفست الصعداء حينما أجبرتنا على البقاء في بيوتنا. لا سيارات ولا مصانع ولا حركة سير، ولا تزاحم على المطاعم والمنتزهات. لنأخد نفسا عميقا ولنعد ترتيب الأشياء فالإنسان أكبر عدو لنفسه.
لطيفة إكري
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.