بمناسبة اليوم العالمي للغة الام الذي يتم يوم 21 يناير من كل سنة والذي تحتفل به الأمم المتحدة وكل الشعوب، الأصلية، وهي مناسبة عظيمة لنا نحن الامازيغ، لنعبر فيها عن احاسيسنا ومواقفنا من هذه القضية، قضية اللغة الام، حيث يهمنا أمرها كثيرا لاننا نعتبر من ضحايا هذه القضية التي يقام من أجلها هذا اليوم العالمي، وما كان ليتم تخصيص يوم عالمي لها، وما كانت هياة الأمم المتحدة لتهتم بهذا الموضوع لولا أهميته، ولولا ما يثار حوله من قضايا لكي لا أقول من معارك. فاللغة الام هي اللغة التي يتعلمها الإنسان من أمه، وهي اللغة التي يكتسبها الطفل في الوسط والبيءة التي يزداد فيهآ، وتعتبر هي اللغة الأصلية له وهي التي يكتسبها ويتواصل بها في بداية حياته، وهي التي يتمكن منها، ويتقنها ويتواصل بها بسهولة ويسر، وتعتبر اللغة الامازيغبة ، العتيدة ، العتيدة لأنها استطاعت ان تصمد أمام عوادي الزمان وأمام الظروف القاسية التي عاشت وتعيش فيها، تعتبر هي اللغة الام لنا نحن الامازيغ، سكان تمزغا الأصليين اي على امتداد شمال أفريقيا، من جزر الكناري الي مصر، ومن البحر الأبيض المتوسط في الشمال إلى مالي والنيجر وغيرهما في الجنوب، وهي وحدها التي كان يتقنها ويستعملها اسلافنا قبل أن تفد عليهم لغة أخرى مع دخول الدين الذي جاء به العرب، على اساس انهم فقط جاؤوا لنشر تعاليمه السمحة التي تسعى إلى انقاد البشرية من الظلمات إلى النور. الا انه مالبت ان انقلب ذلك المسعى الي أهداف أخرى ومنها نشر اللغة والثقافة، وطمس اللغة المحلية وما يرتبطها من هوية امازيغية لغرض الهيمنة. وقلب الواقع وتغييره وصبغه بصبغة عربية، فشرع في تسمية المنطقة بأسماء تدل على أنها لم تعد على ما كانت عليه، بل تحولت إلى شيء آخر، الا وهو الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، والمغرب العربي، وما إلى ذلك مما يدل على ضم المنطقة وتغيير الحدود الجغرافية لبلاد العرب لتمتد إلى المحيط الأطلسي، ما يعني انه لم يعد هناك ما يسمى بالامازيغ في الوجود، وقد تم محوهم من الخارطة نهاءيا، وبهذا يكونوا قد نفوا ان هناك امازيغ احرارا لازالت تدب فيهم الحياة، قادرين على الانبعاث من جديد واسترجاع ما كاد يضيع منهم، حقيقة فقد كدنا ان نفقد زمام الأمور لولا حزم أبطال اشاوس، تفطنوا للأمر، وشرعوا في الكفاح من أجل انتزاع الاعتراف بالوجود للامازيغ وذلك بعد ان تمكنوا من فرض ترسيم لغتهم في الدستور، ووضع قوانين منظمة لها، وهذا انجاز عملاق، لكن لازالت هناك تعثرات وعراقيل تتطلب مزيدا من الجهود من أجل التغلب عليها، ولكن هذا ليس بعزيز علي أبطال الامازيغ الاحرار، لازالت هناك صعوبات تشوب تعليمها وتدريسها، وادماجها في الادارات والمؤسسات وفي كل مجالات الحياة، وهذا يستدعي بدل المزيد من طرف الجميع، وبالخصوص من طرف المهتمين بهذا الشأن، من أجل اتخاذ إجراءات صارمة كفيلة بالرقي بالامازيغبة والسير بها إلى الأمام نحو التطور والتقدم، وهذا لن يتاتى الا بمحاسبة كل من يقف حجر عثرة أمام هذا المسعى، اننا امازيغ ونتشبت بلغتنا وهويتنا، ولن نحيد عنها، ونريدها أن ترقى الي مستوى اللغات الأخرى، بعد أن كانت منحطة بفعل التهميش والاقصاء اللذان طالاها عن قصد من طرف الهيمنة العربية التي طغت، بعد ان غزت البلاد تحث دريعة نشر الدين، كما ذكرنا، فتحولت إلى الاستيلاء والى الاجهاز على ما هو محلي، مستغلة نبل ومروءة السكان الأصليين للارض، الذين رحبوا بهم وايتضافوهم، فاحلوا اللغة والثقافة الجديدة محل تلك العريقة التي وجدوها أمامهم، وبداوا يتنكرون لها، ويعتبرونها غير موجودة، وبداوا يحاربونها بكل الوساءل، خاصة في التعليم، حيث تم طمس كل ما له علاقة بالامازيغ وتاريخهم و حضارتهم وثقافتهم ولغتهم وما إلى ذلك، فحتى تلك المقولة التي كانت تدرس في التاريخ، والتي مفادها ان الامازيغ هم سكان المغرب الالون، ما لبتوا ان ندموا عنها ومن تم تراجعوا عنها و ازالوها من المقررات، وبهذا السلوك أصبح أبناء الامازيغ يجهلون ماضيهم، فبداوا يحتقرون كل ما له صلة بهم، ويتشبتون ويعتزون بما للغير، متأثرين في ذلك بما تم تلقينه لهم مما يمجد الثقافة الأخرى ويحط من ثقافتهم، ويعتبر ن انه لكي تكون مسلما يجب أن تكون عربيا، رغم ان هناك عربا لييسوا مسلمين، كما أن هناك منهم أشد اسلاما و ليسوا عربا.
وقد عانينا كثيرا ونحن صغار من هيمنة اللغة الأخرى وطغيان أهلها، حيث اغتصبنا في لغتنا الام، الامازبغية، التي كنا لا نتقن غيرها، فاصتضمنا، باللغة الأخرى لما ولجنا المدرسة، فوجدنا صعوبات في التعلم بتلك اللغة الغريبة عنا، كما عانينا في التواصل مع أستاذتنا ومع غير الناطقين بالامازيغية مما جعلنا خجولين ومنطوين على أنفسنا، واستغرب كيف استطعنا ان ننجح ونحقق بعض الأهداف في تعليمنا،علما ان التعلم الناجح والجيد يتم باللغة الام. ولقد كنا محتقرين من غيرنا وينعتوننا بنعوت سيءة، كالقردة ، ويسموننا ب : الشلوح.
ولما انتقلنا إلى بلدة أخرى لمتابعة الدراسة الاعدادية، وكانت محسوبة على الناطقين، لا أقول بالعربية، وإنما بالدارجة، كنا كذلك نتعرض للاحتقار، نحن واليهود، فكنت لا استطيع الخروج لوحدي، وقد تعرضت ما مرة للاعتداء، خاصة من طرف الأطفال، لا لشىء الا لكوني امازيغي و لا احسن الدفاع عن نفسي لغويا. وهذا امر لن انساه ابدا، ولهذا ابدل ما بوسعي للدفاع عن الامازيغ وعن الامازيغية التي هي لغتهم الام، حتى يتم انصافها وحتى تاخذ حقها في التقدم والتطور.
التعليقات مغلقة.