الأحزاب السياسية وتبادل الأدوار
أزول بريس : الحسن بنضاوش
لا يختلف الإثنان عن كون الخريطة الحزبية لا تستقيم إلا بتدخل النظام الحاكم، وإلا فلماذا لا يكتب لأي مشروع سياسي حزبي بمرجعية أمازيغية النجاح والخروج إلى الوجود، وكل قيادات هذه المراجع ترفض حوار قبلي مع النظام، والقيام بدور معروف مسبقا في الحياة السياسية الحزبية .
وبما أن لكل حزب سياسي سياق تاريخي في النشأة والتأسيس، والدور الذي أسس من أجله، حتى تلك التي تدعي المعارضة ومقاطعة الإنتخابات، فهي أسست لذلك وللمهمة نفسها .
وفي العهد الجديد، تأسست أحزاب سياسية كان بعضها ظاهرة سياسية بإمتياز، أولهم حزب الأصالة والمعاصرة الذي رأى النور سنة 2008م حاملا لمشروع سياسي ضد التيار الإسلامي في حزب العدالة والتنمية، ورغم نتائج الحزب منذ أول إنتخابات جماعية في حياته السياسية سنة 2009م والرتبة الثانية في الإنتخابات البرلمانية والتشريعية لسنة 2011م بعد الدستور الجديد مباشرة، ونفس الرتبة في إنتخابات 2016م ، بعد حزب المصباح الذي تصدر النتائج وقاد حكومتين بمعارضة حزب الجرار منذ تأسيسه .
ومن خلال السياق التاريخي والاجتماعي والسياسي، واختيار الحزب المعارضة ومحاربة الإسلاميين سياسيا، يتأكد أن دور الحزب في هذه المرحلة كانت عرقلة تقدم حزب الإسلاميين بالمغرب، ومحاولة إيقاف مده، لكن الحزب لم يكن موفقا في ذلك لأسباب عدة ومتعددة تجمع بين ما هو ذاتي وتنظيمي وأخرى ايديولوجية لم تعد بشكل صحيح ضد حزب العدالة والتنمية .
وحزب الأمازيغي الديمقراطي المؤسس من طرف المناضل أحمد الدغرني، والذي لم يدخل منذ البداية في أجندة المخزن، وبالتالي كان مصيره الحل، وهي خسارة سياسية للمغرب .
ومع اقتراب الموعد الإنتخابي 2021م ومن أجل تنزيل النموذج التنموي، وأوراش ملكية كبرى، كان من الضروري إعادة تقسيم الأدوار من أجل ما بعد 08 شتنبر 2021م ، وإن كان مشروع حزب التجمع الوطني للأحرار قد بدأ مع إعلان حكومة الإسلاميين برئاسة سعد الدين العثماني سنة 2016م والإعداد الجيد لإستحقاقات 2021م وبناء المشروع على أساس تنظيمي إسوة بحزب المصباح واجتماعيا من خلال برنامج تواصلي مع المواطنين .
فإن حزب الأصالة والمعاصرة أخذ دورا جديدا مع إنتخاب عبد اللطيف وهبي على رأس الحزب قبيل أزمة كورونا، تمثل بالأساس في المصالحة مع حزب العدالة والتنمية مع مرور الوقت، واقتراب موعد استحقاقات 2021م ومواجهة حزب الحمامة احتدت الى نهاية الحملة الإنتخابية .
وربما كان حزب الجرار يثق في نفسه أكثر من اللازم، ويرى نفسه صاحب المرحلة المقبلة، وبالتالي اختار الهدنة مع الإسلاميين حتى يسهل التحالف معهم في حالة حصوله على الرتبة الأولى وحصول العدالة والتنمية على الرتبة الثانية، ومهاجمة حزب التجمع الوطني للأحرار لإضعافه حتى لا يتقدم عليه في النتائج أو يزاحم صديقه الجديد في الرتبة الثانية .
ومع إعلان النتائج النهائية وتصدر حزب الحمامة الرتبة الأولى وحزب الجرار الثانية ورتبة جد متدنية بالنسبة لحزب المصباح، تغير دور حزب الأصالة والمعاصرة بسرعة البراق، واختار المشاركة في الحكومة يقودها العدو الماضي القريب وتجاهل الصديق الماضي القريب .
وانتقال حزب الجرار من المعارضة ما بين 2009م و 2021م إلى المشاركة وتحمل المسؤولية في تدبير الشأن العام الوطني ليست بأمر هين، قد يؤدي إلى أزمة داخلية وتنظيمية أكثر مع ما يعيشه مع إجراءات كورونا في إتمام الهياكل التنظيمية والحديث عن مؤسسة حزبية قائمة الذات قانونيا .
وإذا نظرنا إلى مؤشرات ماقبل 08 شتنبر 2022م والتي تؤكد من خلال خرجات أمين عام الجرار، والذي يضع فرضيتان لا ثالثة لهما، إما المقدمة وقيادة الحكومة أو المعارضة حيث الولادة والنشأة، وبالتالي أن المكان المناسب للحزب الآن هو المعارضة، إلا أن هذا الخطاب إنتهى بإعلان زعيم حزب الحمامة التحالف الحكومي في ثلاثة أحزاب سياسية تتقدم النتائج الإنتخابية هي حزب الحمامة والجرار والميزان .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.