حسن أومريــبط: ….غصت جنبات مسرح الهواء الطلق بأكادير ،مساء يوم السبت الماضي بالمئات من الجماهير السوسية القادمة من كل المدن والأحياء المجاورة للمدينة .والمناسبة ،سهرة فنية أمازيغية متنوعة ،نظمها مكتب الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بأكادير ،كتتويج لسلسلة من الأنشطة الاشعاعية والتأطيرية التي قام بها الحزب في المدينة خلال الأشهر القليلة الماضية ،احتفاء بالذكرى 70 لتأسيسه .
تنوع السهرة الفنية الغنائية وتميزها، نابع من قيمة الفرق المشكلة لأطباقها المقدمة والتي تنوعت مابين فن “ترويسة “والموسيقى التراثية الهادئة والكوميديا الساخرة بالإضافة إلى الرقص الأمازيغي الأطلسي .وهكذا ،أتحف الرايس الحسين الباز الجماهير الغفيرة الحاضرة والمتعطشة إلى الكلمة الموزونة، بمجموعة من أغانيه الخالدة والتي تجاوب معها الجميع وانصهر مع إيقاعاته المتوغلة في النفوس، وساعده في ذالك اعتماده على سمفونية الرايس الحسن إدحمو وعلى رباب الحسن بالمودن الذي حرك المشاعر وأيقظ الأحاسيس لدى الحاضرين .
الفكاهي الساخر رشيد أسلال بدوره أغرق الحاضرين في الضحك لقرابة ساعة من الزمن لإثارته لمواضع تلامس الواقع اليومي المعيش ولبعض مواقف المسؤولين على مخلف القطاعات .وكان التفاعل باديا من خلال ردود أفعال مؤثثي جنبات مسرح الهواء الطلق،والذين لم يتوانوا في التصفيق والتشجيع.من جانبه كان الفنان محمد إزيكي نجما من نجوم سهرة السبت الماضي بفعل إيقاعاته الموسيقية الهادئة وبفعل مراودته لقيثارته “الناطقة”،هذا الفنان المبدع الذي يعتبر من كبار الملحنين بالمنطقة والذي كان يقود في نهاية سبعينيات القرن الماضي فرقة جوالة للموسيقى التابعة لجمعية أنوار سوس بأكادير، سافر بمحبيه إلى عالم موسيقى الأحادية الآلة المشفوعة بنفحات الأغنية الملتزمة .كما تحدث بإسهاب ،من خلال كلمته للجماهير الحاضرة ،عن الأدوار الريادية والتربوية والتكوينية والإشعاعية التي يقوم به الحزب بالمنطقة .
المنظمون فكروا أيضا في فن أحيدوس القادم من منطقة خنيفرة وأكلموس ،حيث كان الرقص الإيقاعي الأطلسي هو مسك ختام هذه السهرة التي كانت فرصة لساكنة المدينة للترويح على النفس وللاستمتاع بلحظات ممتعة رفقة مجموعة من رواد الفن الأمازيغي .
وتبقى لحظة تكريم “الرفيق” محمد وادي ،الإطار السابق في وزارة الصحة،والمناضل الكبير في صفوف الحزب، من أهم اللحظات المؤثرة في هذه السهرة ،لما لهذا الرجل من مكانة اعتبارية واحترام كبير لدى ساكنة المنطقة .فبمجرد اعتلائه المنصة حتى وقفت كل الجماهير الحاضرة، والتي تجاوزت الألفين ،للتصفيق وترديد اسمه بشكل جماعي، احتراما له و اعترافا بالخدمات الجليلة التي أسداها لأبناء منطقته ،سواء على المستوى الاجتماعي أو السياسي .وكان النقيب عبد اللطيف أوعمو من القياديين الحزبيين الذين حضروا تكريم هذا الهرم الشامخ الذي صال العالم وجاله وهو يبحث عن مصادر لتمويل إحدى أكبر الجمعيات على المستوى الوطني التي أسسها في بداية تسعينيات القرن الماضي بمنطقة الدراركة ،كما تقلد مناصب المسؤولية داخل الجماعة القروية بالدراركة ولسنوات عديدة ترك من خلالها بصماته التدبيرية الحديثة أغنت الفكر التسييري بالجماعة .وفي كلمته بالمناسبة تحدث أوعمو وبإسهاب عن مناقب هذا الرجل وعلى حياته التي كرسها لخدمة الأهداف النبيلة للحزب وعلى المجهودات التي بدلها للتأسيبس، ولأول مرة ،للفكر التشاركي بالمنطقة .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.