تحت شعار: “الحياة المدرسية فضاء لترسيخ السلوك الثقافي والحفاظ على الذاكرة الشعبية” نظمت مؤسسة الريادة للتعليم الخصوصي تحت إشراف المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية لأكادير إداوتنان مهرجان أكادير للثقافة الشعبية في نسخته الثانية، وذلك يوم الخميس 23 فبراير 2023 بمقر مؤسسة الريادة بحضور لجنة تحكيم المهرجان وفعاليات تربوية وثقافية، وكذا وآباء وأولياء تلاميذ وتلميذات المؤسسة.
وقد تضمن برنامج المهرجان مجموعة من الفقرات التربوية والثقافية، التي همت التعريف بالموروث الثقافي المغربي المتنوع وترسيخ قيمه لدى الناشئة من خلال عرض مجموعة من الأهازيج والرقصات التراثية من اداء تلاميذ المؤسسة ك: رقصة عيساوة، الرقص الحساني، والرقصة الهوارية، وعواد حاحا، والرقصة السوسية، والرقصة الجبلية.
هذا إلى جانب سرد الحكايات الشعبية وكذا تسليط الضوء على بعض الشخصيات التاريخية التي خلدها وتداول المغاربة حكاياتها أبا عن جد كشخصية “السيدة الحرة” حاكمة تطوان، وشخصية “عبد الرحمان المجذوب” و”بابا عيشور” وحكاية “هاينة” ثم “سحت الليل” و شخصية “الكراب” وصولا إلى موروث الحلقة “مروض الأفاعي والحكواتي”…
كما شمل البرنامج أيضا تنظيم مجموعة من الأروقة عكس من خلالها المنظمون التنوع الثقافي الذي يزخر به المغرب من طنجة للكويرة: كرواق الثقافة الأمازيغية والثقافة الحسانية ثم والرواق الشمالي “الجبلي” ورواق المسيد، ورواق المأكولات الشعبية المغربية…
وقد تضمنت هذه الأروقة مجموعة من المعروضات الاثنوغرافية التي كانت تستعمل إلى زمن قريب في الحياة اليومية.
وفي تصريح له قال السيد محمد وردي المدير التربوي لمؤسسة الريادة: “مشاركتنا في مسابقة مهرجان أكادير للثقافة الشعبية جاءت بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي لجميع مناطق المملكة من عادات وتقاليد وفنون وقيم ومهارات وأدوات المعيش اليومي… وقد حاولنا استحضارها في هذه المناسبة والتعريف بها للتلاميذ والتلميذات كخطوة للحفاظ عليها، خاصة وأن هذه المكونات الثقافية التراثية في طريقها إلى الاندثار…”.
من جهته أفاد الأستاذ رشيد زكي مدير المهرجان إلى أن نجاح النسخة الأولى كانت دافعا لهم للتفكير في تنظيم نسخة ثانية تمتد من 15 فبراير إلى 02 مارس2023، بمشاركة 10 مؤسسات تعليمية من المحيطين الحضري والقروي، حيث ستشارك كل مؤسسة بمجموعة من الأروقة تخص اللباس التقليدي المغربي لمختلف الروافد الثقافية المغربية، وكذا أروقة للمعروضات الثقافية سواء تعلق الأمر بالأدوات المستعملة داخل المطبخ، والتي كانت تستعمل في السنوات الماضية لكن اليوم أصبحت بحسب قوله “مجرد ديكورات لتزيين المنازل..” هذا بالإضافة الى أروقة أخرى تهم جلسات الفكر وحفظ القرآن الكريم داخل المساجد والمدارس العتيقة، فضلا عن التراث اللامادي الشفهي كحكايات الجدات وفن الحلقة.
وتابع زكي: “هدفنا إذن من تنظيم هذا المهرجان هو تقريب التلاميذ والتلميذات من ثقافتهم وتراثهم وتاريخهم العريق لكي يحافظوا عليه، ولكي تبني كل مؤسسة ذاكرة خاصة بها…”
وأضاف: “نحن نعرف أن آباء وأولياء أمور تلاميذ المستوى الابتدائي أغلبهم من مواليد ما بعد المسيرة الخضراء وفي ظل اكتساح التكنولوجيا على حياتهم اليومية أضحى من الصعب عليهم تمرير ما اكتسبوه من معارف ومهارات تراثية إلى أبنائهم، وهذا المهرجان جاء ليحيي هذه الأمور وليقرب هؤلاء الأطفال من الموروث الثقافي المادي واللامادي الذي يجب الحفاظ عليه لضمان استمراريته”.
أما عياد السبيعي الذي ساهم بدوره في تأطير أشغال هذا المهرجان ممثلا للمديرية الإقليمية فقد أفاد بأن المهرجان: “يأتي ضمن الأعمال الاستراتيجية التي تبنتها المديرية الإقليمية لأكادير إداوتنان بغية الرقي بالممارسة التربوية والتعلمية، والارتقاء بالحياة المدرسية، وترسيخ السلوك الثقافي والذاكرة الشعبية، وجعل الأجيال تتشرب القيم المتوارثة عن الأجداد والتي تعد كنوزا حية خالدة بالوجدان المغربي”.
وختم بالقول: “المهرجان يبلور البعد الاستراتيجي الثقافي والفني الجمالي لإضفاء طابع الإبداع، وجعل الثقافة الشعبية مشروعا يتعلم الطفل من خلاله البعد التشاركي والتواصلي والتعاوني.”
جدير بالذكر أن مهرجان أكادير للثقافة الشعبية ستختتم فعالياته بتنظيم معرض إقليمي للثقافة الشعبية يوم الخميس 02 مارس 2023 بالمركب الثقافي محمد خير الدين بأكادير.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.