اسبانيا من التزوير إلى العنصرية
أزول بريس - يوسف الغريب
أنا إسباني وابن البلد، الموروس (المغاربة) في آخر القائمة).. هي جملة مباشرة وواضحة كي تنعت صاحبها بالعنصري والإرهابي كردّ فعل على عدم تقبّله تلبية طلب الزبون المغربي عليه بإحدى المقاهي هناك..
ولأن الجملة قدحية وغير مقبولة أخلاقيّاً ولا حقوقيّاً لا شكّ أنّ من زاد من حدّتها ضراوة الأزمة بين البلدين.. وما آلت اليه دولة هذا العنصري من فشل…من جهة.. واعتزاز وفخر لدى الفقيذ المغربي يونس.. من جهة ثانية.. كان من الطبيعي أن تتطور الأحداث حسب شهود عيان إلى مشاجرة كلامية قوية لم يجد هذا الإسباني الاجلف العنصري الاّ طريقة واحدة لإسكاته سوى صوت الرصاص وببرودة أعصاب..
يمكن اعتبار الحدث ضمن غيره من الحوادث التي تقع في أغلبية مناطق العالم.. لكن حين نتأمّل الجملة فلاشك أنّها تترجم الوعي الجمعي الشعبي الذي تعرّض لشحن إعلامي لا مثيل له منذ بداية الأزمة البطوشية مع هذه الدولة المحتلّة ومن مختلف التعبيرات السياسية والمدنيّة والحقوقية هناك.. و بأدوات وأساليب كاريكاتورية تحمل من السخرية كل ما يحط من قيمة الموروس..
هذا الشحن الإعلامي الاستعلائي انتهى وبشكل مدوّ ومرعب بالفشل الذريع لإسبانيا التي استفاقت على مغرب آخر لم يعد يقبل أن يكون في آخر القائمة..
تماما كجملة هذا العنصري الذي لم يقبل سلوكا مدنيّا عاديا تحترم فيه تقديم الخدمات حسب الترتيب والأولوية.. بعيداً عن التمييز باللون والجنسية ووو
وانتهى به المطاف بجملة مسكون عنها وهي ( ليس لديّ ما أضيف غير إسكات صوتك بالرصاص).. وقد تناغم مع وزيرة خارجية بلده حين صرحت لسنا لدينا ما نضيفه كجواب على استفسارات لبلدنا المغرب ذات الصلة باستضافة بن بطوش..
فاستقوت بالبرلمان الأوروبي لإسكان صوتنا وتهديد وجودنا…
الصورتان متقاربتان في الشكل كما في الفكرة.. وإن اختلفت الوسيلة..
فخلفياتها استعمارية عنصرية بالأساس وما القتل الذي ذهب ضحيته هذا الشاب المغربي إلا قمة جبل الجليد الذي لا محالة سيتفاقم خصوصا داخل هذا الجار الشمالي الذي سقطت ورقة التوت على شعاراته البراقة ذات الصلة بالحقوق المدنية للانسان الكوني..
مما يستوجب على الدولة المغربية إظهار الحزم والصرامة ضد كل أساليب العنف والكراهية اتجاه مغاربتنا بالخارج وخاصة بإسبانيا التي أظهرت العداء لمصالحنا الوطنية.. خلال هذه الأزمة.. قد يترجم بالإعتداء المادي المباشر لمواطنينا هناك.. كما هي في حالة هذا العنصري المقيت الذي جعلته سياقات الأزمة البطوشية يؤمن وعن مضض بأن مغرب اليوم ليس الموروس.. وأن أسفل القائمة محجوز لمن يرضى ببلده أن يستضيف مجرم حرب وبأوراق مزوّرة..
عكس مغاربة العالم الذين يتابعون بكل اعتزاز انتصارات بلدهم على الأقل منذ بداية الأزمة الوبائية..
وكيف انبعث مغرب آخر من رحم هذه الأزمة بدءا بتصدير الكمامات إلى أوروبا وإسبانيا على الخصوص في الوقت الذي كان العالم قد دخل قرصنة الكمامات..
كيف دبّر الأزمة والعالم يتحدّث عن معادلة المغرب الذي انتصر لشعبه على حساب اقتصاده..
هي الجالية هناك وهي تنتعش بهذا الحضور النوعي والمتميز للمغرب في كل القنوات الإعلامية لحظة تحرير معبر الكركرات..
يفتخر بالاسلوب الدبلوماسي العالي الذي خاطب به المغرب إسبانيا وحشرها في زاوية البلد الأوروبي الفاشل وكيف خاطب ألمانيا..
هم هناك وداخل أوروبا ومناطق أخرى في العالم.. مرفوعي الرأس معتزين بمغربيتهم.. أكثر من أيّ وقت مضى.. وهي مصدر قلق وتوتر هذا العنصري الذي لم يجد غير المسدس كاى مافيوزي لإخماذ غليان حقده وهزيمة بلده.
نعم.. فروح الشهيد لم تكن إلاّ تعبيراً مجسّداً لنوايا الجوار شرقا وشمالاً باستعمال كل الوسائل لإسكان صوت بلدنا والبقاء في آخر القائمة.. متجاهلين بالمرة صفحات التاريخ التى وثّقت بأن هذا البلد الآمن والأمين هو من يصنع القوائم.. ويطرد منها كل المزوّرين والمنافقين..
لذلك لن ترضى عليك ياوطني عصابات أنظمة بعض الدول هناك / والآن..
وللغد لغة أخرى..
التعليقات مغلقة.