احذروه… إنّه يعضّ
أزول بريس - يوسف الغريب
لا أحسّ بأيّ إحراج أخلاقي وأنا أضع صورتك بقمامة أزبال؛ وسيشاطرني الرأي والموقف كل ما اطّلع على حوارك الأخير بمجلة ( لوبوان الفرنسية) ويقف عند هذه اللغة الوقحة ومنسوب الإساءة إلى بلدي المغرب ورموزه السيادية وحدوده الاقليمية… سيعرف أن لا فرق بين فم ولسان هذا الشخص برتبة رئيس دولة وبين قمامة أزبال..
( وبالمناسبة تصرفت في الصورة بخدف العلم الجزائري احتراما لشهداء هذا الوطن وتقديرا لشرفائه وكل مناضلي الحراك المبارك..)
وبالعودة إلى الحوار – المهزلة.. (وانطلاقً من تجربة متواضعة في جنس الحوارات مع الشخصيات..) سنجد أنّ يوم الاحتفال بالجريدة أو المجلة هو الحصول على حوار أولقاء مع شخصية عمومية نافذة ومؤثرة في سياق لحظة وطنية أوإقليمية.. وقمّة الاحتفال أن يكون رئيس دولة.. فطاقم الجريدة ورئيس التحرير جميعهم يتصارعون لإنجاز اللقاء.. وبإخراج خاص ومتميّز دون الحديث عن الغلاف والصفحات الأولى والألوان والعناوين البارزة… وووووو
لما في ذلك من امتياز حصري المجلة والجريدة..
كل هذا لم يحصل مع سيادة رئيس القوة الإقليمية كما يدّعون..
فأول الإهانات إنجاز الحوار مع متعاونين مغمورين في الساحة الإعلامية الدولية وصحفيين معروفين وسط الحراك كأبواق النظام..
وأبلغ الإهانات الغياب الكلي لصورة الرئيس على واجهة الغلاف.. فقط إخبار صغيرة أعلى المجلة مع جملة بليغة ( حوار حصري مع تبون كما نقله متعاونون)
وهي بليغة حتّى تبرئ المجلة نفسها من كل ما صدر من هديان وسعار من طرف هذا الحقود..
وقلّة الإحترام لرئيس دولة هو نشر حواره في الصفحة 50 من المجلة وبعناوين وإخراج باهت من بينها الصورة ورمزية الدولة..
قد يفهم من هذا الإخراج أنّ المجلة غير متحمسة وخاصًة أن هذا المنبر الإعلامي قد نشر قبل أشهر مقالاً أعتبر فيها مدينة تندوف غير جزائرية..وإذا كان حراك اليوم الذي ازداد زخما قد أجاب على الشق الداخلي لحوارك.. فإنّ ما يهمنا هو هذا التّشكي المرضى من الإعتداء اليومي للمغرب عليكم..
وأنا اشاطرك الرأي.. فبلدى والحمد لله تمارس إعتداءً يوميا ومنذ سنوات وبنية مسبّقة وعن سبق إصرار وأدوات حربية قاتلة.. اسمها.. الصمت.. الصمت
وبالداجة المغربية ( النّخال..)
وبالتعبير المناسب لمعجمكم ( احذروه.. إنّه يعضّ)
هذا هو مربط الفرس..
الصمت واللامبالاة أمام كل الاستفزازات المباشرة كما في عين العرجة الفيگيگية او غيرها من المناورات والدسائس على المستوى الإقليمي والدولي..
فمنذ ولادة الجزائر وأنتم في حرب معنا.. ومقولة حگرونا المرووك ما زالت تتردد على ألسنة ما تبقّى من العسكر هناك..
لعلّ نسيت حرب الرمال.. امغالا 1-2. وآخرها تنقية حدودنا من قاعدة بنگرير ومول البندير وشلّته.. وقبله بقليل تحرير معبر الگرگرات في أقل من نصف ساعة.. علماً أنّ تاريخنا ومنذ القديم لم يسجل على أجدادنا أن هاجموا بلدا اوشعبا..
أبدا.. كنا دائما في مقدمة الدفاع عن الوطن.. أونصرة أخ..
مقارنة مع كبرانات فرنسا قبعد الهجوم على فگيگ.. هناك هجوم على تونس.. تعدٍّ على حدود مالي…دون التمويل الهائل للحركة الانفصالية في مناطق من إفريقيا أثناء الطفرة الغازية والنفطية..
عودوا إلى تاريخكم القريب وما زال إلى الآن يحتل العسكر الشاشة يوميا.. بنقل مناورات شبه أسبوعية.. وخطابات بوّال الجنيرالات..
و المضحك أكثر أن تتحدّث عن ميزان القوى من رئيس تخرج المظاهرات يوميا للطالبة برحيله..
لدولة فاشلة انهزمت في كل الحروب الدبلوماسية معنا.. وفي جميع المجالات وعلى حدودها المباشر كأن تمرّ طائرة الوفد الليبي فوق أجواء الجزائر وتحط الرحال بمدينة الأنوار الرباط…
وعلى الجوار الآخر دولة مالي الشقيقة والدبلوماسية الناعمة لدور المغرب وبعثر المستجد العسكري والسياسي هناك أوراق الطغمة العسكرية الجزائرية لأن العقيد المالي أسيمي غويتا، الواقف وراء التصحيح الذي عينته المحكمة الدستورية رئيسا جديدا للبلاد قد زار المغرب الرباط أوائل العام الجاري، تماما مزيارة وزير الخارجية الموريتانية للمغرب في عزّ الأزمة مع اسبانيا المحتلّة..
لم تعد الحرب بالدبابات والجنود.. إلا عند الرؤساء الباحثين عن ذريعة لتبرير فلشهم في تنمية بلدانهم كالجزائر التي حوّلتموها للأسف إلى دولة الطوابير.. والازدحام والتسابق على المواد والحرمان من أخرى..
نعم نحن في حرب داخلية ضد الوباء.. والهشاشة والفوارق الاجتماعية.. وتحسين مستوى العيش والرقي بالإنسان المغربي..
هذه هي اهتماماتنا ونضالات شعبنا عبر قواه الحيّة..
غير ذلك فعيوننا على أمن حدودنا منجهة والعمل على استكمال ما تبقّى من ثغورنا المحتلة في الشمال..
أمّا الحرب كما في مخيالك المريض.. فأحليكم إلى ماقاله المقبور هواري بومدين.. حين خاطبه المرحوم الحسن الثاني بعد كثرة استفزازته قبل بناء الحزام الأمني..
يا بوخروبة.. هل تريد إعلان حرب..
فأجاب وهل الحرب مقابلة كرة القدم..
هذا الجواب في عزّ قائدكم..
فكيف بجزائر الآن وهي منبوذة عالميّاً.. وفقيرة اقتصاديا وغير مستقرة اجتماعيا.. ومغتصبة سياسيا..
مثل هذه الدولة لا يفترض فقط غلق الحدود عليها بل غلق كل حواسّك عن هذيان مسؤوليها..
كهذا الرئيس الطرطور الذي جيئ به على دبابة لسبب واحد ووحيد:
هو أنّ قمامة الأزبال أزكى من رائحة فمه..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.