ابن كيران ..”الصدر الأعظم” المزلوط !!؟
ليس عيبا أن يحصل السيد ابن كيران رئيس الحكومة والأمين العام السابق للعدالة والتنمية على معاش كغيره من الوزراء السابقين. بل ليس مفاجئا أن يحصل على أتعاب نهاية الخدمة، وإن كانت أقل بكثير من المبلغ الذي قد يكون تسلمه إدريس جطو وقبله عبد الرحمان اليوسفي وعباس الفاسي ، لكن كان وفقا لما يدعيه من زهد في الحياة أن يحذو الراحل مربي الأجيال عبد الله ابراهيم، فيرفض تعويضا مماثلا، ودخول تجربة الكفاف والعفاف الحقيقية.
ما الذي يضير ابن كيران أن يعيش ب “الخبز واتاي”، بل يمكنه أن يخالف كثيرا ممن سبقوه من رجال السياسة ليعطي المعنى للمعقول الذي ظل يتغنى به، ويرفض حياة الترف والعيش في دمقس وحرير. نعم يمكنه رفض تقاعد الوزير وتقاعد البرلماني والاكتفاء بتقاعد آخر يقيه ذل السؤال.
أليس ابن كيران موظفا عموميا لسنوات منذ حصوله على الإجازة في العلوم الفيزيائية سنة 1979، وعين أستاذا في المدرسة العليا للمعلمين في الرباط، حيث عمل حتى استقالته في عام 1988 . الم يكن مديرا لمطبعة وفي نفس الوقت مديرا لمدرستين خاصتين وأيضا رحل اعمال متخصص في تجارة جافيل حين كان “روحه” يدر ثروة على مول “الكارو ” قبل محتكر بيعه بالجملة. كل تلك الوظائف يمكنها أن توفر له تقاعد أساسيا وتقاعدا تكميليا.
سيل من الاستفاهامات يطرحها سلوك “نبي الجماعة الإسلامية ” ومرشدها بالأمس واليوم. كذبه ذات يوم مستشار الملك عالي الهمة ، بل وصفه في خرجة غير مسبوقة ب” صاحب الأوهام ” . وليس خفيا على كل متتبعي الشأن السياسي خرجاته وتماسيحه وعفاريته، ويسجل له التاريخ السياسي عددا من غزواته في حق حلفائه وخصومه بدءا من عالي الهمة نفسه وبعده إلياس العماري وأيضا أخنوش والطالب العلمي، إلى درجة أنه لم يسلم منه حتى إخوانه في حزب المصباح نفسه بمن فيهم افتاتي والرميد وآخرين. كل ذلك اعتقادا منه أنه “آية الله” المعصوم من الزلة باعتباره مرشد “الجماعة الاسلامية” التي يحتفظ بها كآخر ورقة سياسية يمكن إخراجها في القادم من الأيام.
ما لا يستقيم في تقاعد ابن كيران الاستثنائي، ليس انه قبل هبة “الشريف”، لكن أن يغالط فئات واسعة من المغاربة بكونه أصبح “معدوما” ، ونسي أن له تقاعدا تلو التقاعد. هو أمر ليس مخولا لغالبية الكادحين من أبناء الشعب المغربي، فكيف له أن يدافع عن رفع سن التقاعد ونسب المشاركة في الصناديق، بل فرض الأجر مقابل العمل لقتل الحركة النقابية وكبح جماح سلاح الاضراب، وكيف له أن يقبل أن تسن حكومته قوانين مجحفة ويطلب من المغاربة بالمقابل تحمل نتائجها بدعوى أنها لصالح فئات اجتماعية تعاني الهشاشة.
كان يمكن أن يعطي ابن كيران المثال، ويقبل أن يعيش حياة الزهد والكفاف والعفاف. ذلك قد يرفعه إلى مصاف رجال الدين الأتقياء، وبرفضه العيش ك “بوفري مزلوط “فإنه يؤكد بما لا يدع للشك انه حقا من “مشعوذي السياسية” الذين تهمهم الدنيا قبل الاخرة، وأنه بعيد عن المعقول و خطاباته لا أثر لها على سلوكاته. فهنيئا له بمعاشه بدخوله التاريخ كأول “صدر اعظم” مزلوط “. و لنا الله يا صاحب “اللحية ” الذي لم ينس المغاربة ويلات أصحاب “الشطابة”
التعليقات مغلقة.