اختبروا قوة الروح البشرية: العرض الأول في إيرلندا للفيلم الوثائقي “حياة مجاورة للموت” تحية لصمود ضحايا الصحراويين المغاربة
قصة مؤثرة وعميقة في إنسانيتها تصل إلى إيرلندا من خلال العرض الأول للفيلم الوثائقي “حياة مجاورة للموت” من إنتاج شركة رحاب برود بدعم من المركز السينمائي المغربي.
يسلط هذا الفيلم المؤثر الضوء على معاناة ستة من ضحايا الصحراويين المغاربة—خمسة رجال وامرأة—الذين تغيرت حياتهم إلى الأبد بسبب الفظائع التي ارتكبت بحقهم في السبعينيات والثمانينيات على يد ميليشيات البوليساريو.
من خلال مشاهد بصرية قوية وشهادات شخصية مؤلمة، يكشف الفيلم عن بشاعة الاختطاف والاحتجاز غير القانوني والتعذيب الذي تعرض له مدنيون أبرياء.
البعض منهم نجا بأعجوبة، فاراً من الظروف القاسية في مخيمات تندوف، متحدين العطش والجوع والألغام الأرضية في صحراء الموت واليأس. بينما لم ينجُ البعض الآخر، لتُروى قصصهم على لسان من بقوا على قيد الحياة.
لكنها ليست فقط قصصاً عن المعاناة، بل هي قصص عن المقاومة، والشجاعة، والبقاء. يُعيد فيلم “حياة مجاورة للموت” الاعتبار لهوية الصحراويين المغاربة، ويُسمع أصواتاً طالما تم إسكاتها.
وإلى جانب الشهادات الفردية، يغوص الفيلم في السياق التاريخي والجيوسياسي الأوسع. وبالاعتماد على وثائق أرشيفية نادرة لم تُعرض من قبل، يكشف الفيلم عن جذور هذه الأزمة التي تعود إلى مشروع استعماري أطلقته فرنسا واستمرت الجزائر في تبنيه خلال الستينيات، بهدف إنشاء كيان صحراوي مصطنع في تندوف.
يقدم هذا العرض الأول في إيرلندا فرصة فريدة للتأمل في فصل غير معروف من التاريخ—فصل يتردد صداه مع النضالات العالمية من أجل الحقيقة، والحرية، والعدالة. وبالنظر إلى إرث إيرلندا الغني في مقاومة الاستعمار والنضال من أجل البقاء، فإن هذا الفيلم الوثائقي يدعو إلى تواصل وحوار عميقين.
ومن بين أبرز لحظات الأمسية، ستتضمن الفعالية مداخلة خاصة لشاهد مغربي صحراوي مقيم في إيرلندا، فقد والده على يد ميليشيات البوليساريو، وسيقدم شهادته الشخصية بعد عرض الفيلم، مما يمنح الحضور فرصة للاستماع إلى تجربة حية ومباشرة تعبّر عن عمق المعاناة وأهمية التوثيق والاعتراف.
ومن المتوقع أن يستقطب هذا الحدث جمهوراً مميزاً يتراوح بين 50 إلى 60 شخصاً من صحفيين، وأكاديميين، وساسة، وكتّاب، ومدافعين عن حقوق الإنسان، وأساتذة جامعيين، بالإضافة إلى أفراد من الجاليتين المغربية والإيرلندية.
- تاريخ العرض: الاثنين 12 ماي 2025
الساعة: 14:15 بعد الزوال
المكان: قاعة السينما – جامعة University College Dublin، جمهورية إيرلندا
تنظيم: جمعية الصداقة المغربية الإيرلندية
وسيُختتم الحدث بتجربة ثقافية يتذوق فيها الحاضرون مجموعة مختارة من المأكولات المغربية التقليدية، للاحتفاء بكرم الضيافة المغربي وأصالته الثقافية.
“حياة مجاورة للموت” ليس مجرد فيلم وثائقي. إنه نداء للشهادة، ونداء للتذكر، ونداء لتكريم صمود الضحايا الصحراويين المغاربة، والتفكير في النضال المستمر من أجل الكرامة والحقيقة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.