قال أحد المتدخلين في المجلس الجهوي لسوس ماسة درعة إن الطير الذي يطير خارج السرب يصعب عليه الطيران ؛ لذلك من المفيد القفز على بعض الملاحظات خاصة ماتعلق منها بغيابات دالة تخص فرع الدراركة و إقليم شتوكة ايت بها وبعض الأعضاء من المجلس ؛ وأيضا التوجه العام الذي رسمته التوصيات الذي يسير في إتجاه (السرعة القاتلة) في برمجة هيكلة لأجهزة قد يعيد تجديدها بهذه السرعة نفس الوجوه وبدون عمق تنظيمي ؛
لكن الجوانب المشرقة في اللقاء تمثلت بالأساس في الكلمة الجامعة والشاملة للأخ عضو المكتب السياسي بنعبد القادر الذي إستطاع ببصيرة السياسي و المناضل الذي تخلص من قيود المسؤولية الجهازية والحكومية أن يبدع في رسم صور حقيقية و مستفزة للتفكير الجماعي عن الحزب ومساراته؛ مما فتح النقاش وشهيته عند الحاضرين الذين أجادوا في التعبير عن قلقهم إتجاه وضع الحزب والوطن؛
اللقاء ايضا اعاد الإعتبار للبنية التنظيمية للحزب وهو يعطي الكلمة للقطاعين النسائي و الشبيبي مع ما حملته كلمتهما من إدراك للإنتظار و رغبة في تخطي الجمود و الترهل الحاصل في هاذين القطاعين الحيويين.
من جهتي ساهمت الى جانب الإخوة و الأخوات في هذا النقاش و أشرت أن تربة سوس تربة منتجة وكانت منتجعا انبتت به نباتات وأغراس طيبة و معطاءة ؛لكن السنوات الأخيرة لحقها الجفاف مما ولد نباتات من الشوك و الأغراس الضارة بهذه التربة وأن الخطوة السليمة هي تنقية هذه التربة و فتح المجال لغرس نباتات /نخب جديدة . يبدو أن حزبنا يرجح المراحل الإنتقالية المتتالية ربحا للوقت و تفاديا لإصطدامات تنظيمية !
هو لقاء بطعم جرعة أمل جديد في المستقبل ؛و تفاؤل مشوب بحذر أن لا نكرر دواتنا و نفس آليات إشتغالنا ؛
هو لقاء جريئ في تشخيصه للوضع ؛متردد في صياغة مشاريع أجوبة عن أسئلة حارقة ترتبط بما سمي بالنموذج التنظيمي ؛
الحضور النوعي و المكثف للمناضلين من أقاليم الجهة دليل على عطش الإتحاديين لكل مبادرة تسعى للقطع مع الجمود القاتل ؛قد تبدو في الأفق رغبات شخصية غارقة في الأنانية لتكون في المشهد المقبل ؛لكن هذا يعكس أن العمل التنظيمي لازال يغري و يشكل لدى بعض المناضلين حلما في التموقع و العمل .
هناك خريطة طريق رسمت معالمها و أفق عمل مضني ينتظر الجميع ؛ والأجمل في اللقاء تراجع خطاب جلد الذات؛ و تراجع العمل المقارن مع هيئات أخرى وهذا دليل ان الإتحاديين تكون لديهم بعد كل إنتكاسات السنوات الماضية وعي بحاجة البلاد للحزب و لطاقات الحزب و لتواجد الحزب قويا .
التوجه الجهوي الذي بدأ يرسمه المغرب يجعل على المستوى الحزبي الإشتغال محليا وجهويا بعيدا عن الصورة النمطية عن القيادة المركزية لدى عامة الناس مدخلا مهما للبناء والفعالية وبناء عمل قاعدي بخصوصيات محلية تستمد قيمها من الرصيد التاريخي والشعبي للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية.
سادع ملاحظاتي جانبا و احلق مع السرب وأقول : الأفق باسم في النوايا والتوصيات في إنتظار الإنجاز وطريقة الإنجاز مع التأكيد على موقفي الراسخ أني لن أشارك في أي سباق نحو الأجهزة .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.