أثار الخبر الذي تناولته بعض وسائل الإعلام الإلكترونية بالمنطقة عن مصرع ستيني ليلة الجمعة – السبت بعد سقوطه من أعلى درج حانة ‘تشافريناس’ بميناء الحسيمة، الكثير من ردود الأفعال، حيث عزت ضمن قصاصتها التي نقلتها عن مصادرها الأمنية الخاصة أسباب وفاة هذا الستيني إلى تأثره بكميات الكحول التي تناولها داخل الحانة المذكورة في ساعة متأخرة من الليلة ما أدى به إلى فقدان توزانه خلال نزوله من درج الحانة، وهي تقريبا نفس المعطيات التي تضمنتها محاضر الشرطة القضائية بمدينة الحسيمة.
غير أن الأمور لم تتوقف هنا، فآخر المعطيات تتحدث عن اعتداء بالضرب والجرح المفضي إلى الموت ليلتها وتم تكيف الحادثة إلى جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد وتم تحريك مسطرة المتابعة والاستماع إلى المتهمين الرئيسيين بعد أن كشفت عملية التشريح التي أجريت للضحية بالمستشفى الحسني بمدينة الناظور تحت إشراف النيابة العامة بالمدينة نفسها عن أثار للضرب والجرح في أنحاء مختلفة من جثة الضحية حيث تم العثور فيها على جرح غائر في الجهة اليمنى للرأس يبلغ طوله ست مليمترات و قطره 31 مليمترا وعمقه ثلاثة سنتمترات ما تسبب له في نزيف دموي داخلي.
وأقر التشريح الطبي وفحص السكانير الذي أجري للمعني بالأمر بمستشفى الناظور زوال يوم السبت بعد أن تم نقله من مستشفى الحسيمة، أن الآثار التي ظهرت على جثة الضحية ليست إصابات نتيجة سقوط من الدرج فقط وإنما هناك ما يشير إلى تعرضه للضرب المبرح.
و وفقا لنص الشكاية التي تقدم بها ابن الضحية لدى الوكيل العام للملك بالمحكمة الإستنئافية للحسيمة والتي تتهم مدير الحانة نفسها وحارسها الشخصي بالاعتداء على أبيه بالضرب المفضي إلى الموت.
وبالعودة إلى ليلة وقوع الحادثة كما نقلتها محاضر الشرطة والإعلام، فإن عائلة الضحية لم تتلقى أي إخبار بشأن الموضوع بالرغم من توفر الضحية على بطاقته الوطنية التي تحدد هويته ومقر سكناه إلى أن تم إخبارهم من طرف مواطن مدني، و يروي ابن الضحية على أنه وأثناء توجهه حوالي الساعة 12.00 زوالا إلى المستشفى وجد المتهمين يقومان مقامه في مواكبة حالة أبيه، وبعد الإستماع إليهم أنكروا تواجدهم بجانب الضحية بالمستشفى على الرغم من تواجد الشهود وفقا لتصريح الإبن، أما من جانب التوقيت الزمني للجريمة فإن الحادثة وقعت حوالي الساعة 1.30 ليلا وهي الساعة التي انطلقت فيها صفارات الوقاية المدنية فور توصلهم بالخبر من شرطة الميناء و التي توجهت إلى عين المكان حيث تم نقل الهالك وهو فاقد للوعي إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الحسيمة، فالتوقيت الزمني الحقيقي للواقعة يبعد في محاضر الشرطة كثيرا عن الواقع الحقيقي لتوقيت حدوث الجريمة ما يفسر أن الوقت القانوني المسموح به بالنسبة للحانات متجاوز وهذا ما يؤكد بأنه ليس حادثا عابرا وفقط بل جريمة في حد ذاتها ستجر عدة أطراف خاصة الأمنيين الذين أشرفوا على إعداد المحضر.
و قد تم الاستماع لمدير الحانة من طرف الضابطة القضائية بالحسيمة صباح أمس الثلاثاء حيث أنكر المنسوب إليه بما في ذلك تواجده بمعية الضحية عندما تم نقله على عجل من ميناء الحسيمة في اتجاه المستشفى، وهو الشيء الذي ينفيه الإبن وعدد من الشهود الذي يستدل بهم في قضيته، فيما تم تعميق البحث في الموضوع من طرف الضابطة القضائية بالحسيمة لإستدعاء باقي الشهود والمتهمين ومن كان بمعية الضحية ليلة وقوع الجريمة.
إمضاء ابن الضحية علي الجداوي
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.