لقد حان الوقت للتفكير بجدية، من الآن فصاعدا، في إنتاج فواكه وخضروات ذات جودة صحية وقيمة غذائية عالية، وذلك بطريقة أكثر كفاءة، وأفضل تثمينا، وأنجع فعالية، وأقوى تنافسية، مع مراعاة أكبر ما يمكن من شروط الحماية للمحيط البيئي… موازاة مع استخدام أقل لمياه الري والموارد الطاقية، واستعمال أخف لمواد حماية النباتات والمواد المغذية، بل وحتى استغلال أقل مساحة زراعية.
ففي هذه الظروف المتميزة بتغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي، ما يزال النشاط الزراعي ، سواء في المغرب أو على الصعيد العالمي، يواجه تحديات كبيرة، حيث اصبح التحدي المطروح في الظرف الراهن هو تنزيل نموذج إنتاج أكثر مرونة، وأن يكون في الوقت نفسه مندمجا وشموليا.
واعتبارا لذلك، فقد أصبح من اللازم بذل جهود كبيرة لسد الفجوة الحاصلة في المعارف والمعطيات والبيانات، إلى جانب تطوير البحوث والتقنيات الملائمة المطلوبة، وتقديم الحوافز لضمان اعتماد ممارسات زراعية مبتكرة، تتناغم مع الأهداف الواردة في استراتيجية تطوير النشاط الزراعي المغربي المعروفة باسم: “الجيل الأخضر”.
وانسجاما مع هذه الرؤية، ينظم مركب البستنة بأكادير، تحت الرئاسة الفعلية لمعالي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تظاهرة تدشين مركز التميز للبستنة إلى جانب حاضنة للمشاريع والمبادرات المبتكرة، وذلك تحت شعار:
“مركب أكادير للبستنة: مركز للبحث والتطوير والابتكار في قلب جهة سوس ماسة، من أجل زراعة أكثر كفاءة ومرونة”.
وذلك يوم السبت 10 دجنبر 2022، على الساعة التاسعة صباحا ب، بمركب البستنة بأكاديرـ أيت ملول.
وسيسعى مركب البستنة من خلال هذه المبادرة إلى تشبيك العلاقات بين نخبة من الفاعلين الأكاديميين المتميزين، والمهنيين المنتسبين لقطاع البستنة، والباحثين، والهيئات والمقاولات المغربية، والخبراء، ورجال الأعمال والأطر العليا المنتمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (منطقة مينا) وأوروبا، والذين يمثلون الفاعلين الرئيسيين في المنظومة الاقتصادية للبحث والتطوير التقني الزراعي.
وسيشكل هذا اللقاء فرصة لمناقشة ملامح نموذج التنمية الزراعية البديلة في منطقة سوس ماسة من خلال مركز التميز والحاضنة والمحطة التجريبية.
كما سيتم التطرق بالمناسبة نفسها لموضوعات رئيسية ذات صلة بالتعاون ونقل التكنولوجيا في المجال الزراعي، إضافة إلى تناول الجوانب التنظيمية للهياكل الداعمة للمهن في مركب البستنة بأكادير، فضلا عن توقيع اتفاقيات للتفاهم، واتفاقيات أخرى بين الشركاء المغاربة والأجانب.
إلى جانب ذلك، ومن أجل تكييف البحث والتطوير والابتكار بطريقة مهيكلة مع احتياجات الجهات الفاعلة في القطاع الزراعي، كان من الضروري تشكيل “مجموعة التأثير”. وتمثل هذه الخطوة مبادرة فعالة لتجاوز العراقيل التي تواجه المقاولات الزراعية المغربية، وتحفيز عمليات تطوير القطاع الخاص من خلال التعاون مع الخبرة الهولندية في مجال البستنة.
وتجدر الإشارة إلى أن العنصر البشري يبقى ذا أولوية في قلب هذه الديناميكية، وذلك من خلال إشراك المهنيين، ومواكبة المقاولين الشباب المبتكرين، وإطلاق برنامج لأبحاث الدكتوراه، وتعزيز المهارات والقدرات التشغيلية لدى الكفاءات والمواهب المغربية المتميزة من خلال التكوين، وذلك حتى يمكن مواجهة المواقف المعقدة، إلى جانب كسب رهانات التحسين والتكيف والتوقع وحسن التصرف واتخاذ القرارات الملائمة إزاء الحالات المتسمة بالمخاطر وعدم اليقين.
مدير مركب البستنة بأكادير
البروفيسور: فريد لقجع
التعليقات مغلقة.