غصت قاعة ابراهيم الراضي ببلدية أكادير، بعد زوال يوم السبت 7 ابريل الجاري بجموع من أمازيغ شمال افريقيا وأوربا، وكانت غاية الحضور تأبين أحد مؤسسي الحركة الأمازيغية بالمغرب وأحد أصدقاء أمازيغ العالم محمد منيب في لقاء نظمته عائلته وأصدقاءه.
وقد أجمعت كلمات وشهادات هؤلاء على كون المرحوم منيب، الذي وفاه الآجل يوم الأحد 3 دجنبر من العام الماضي، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، على كونه رجل الاجماع الأمازيغي وحكيم الحركة الأمازيغية، ليس بالمغرب فقط، بل بجل أقطاب شمال الافريقية وأوربا.
وهكذا تناوب على منصة الكلمات والشهادات في حفل تأبين “محمد منيب ابن أكادير وفقيد الوطن والأمازيغية” كما سمته لافتات وملصقات زينت بها القاعة المحتضنة للقاء وبهو بلدية مدينة الانبعاث، ممثلون عن أمازيغ الجزائر وفرنسا وكندا بالإضافة الى أمازيغ المغرب من الريف والأطلس المتوسط والجنوب الشرقي والصحراء، ومن المدن المغربية الكبرى مراكش والدار البيضاء والرباط ومكناس والناظور، كما حضرت كل التشكيلات الجمعوية الأمازيغية الوطنية منها والمحلية، الجامعة الصيفية لأكادير، جمعية البحث والتبادل الثقافي، منظمة تامينوت، أزطا أمازيغ، التجمع العالمي الامازيغي، الكونغرس العلمي الأمازيغي، جمعية صوت المرأة الأمازيغية، فدرالية الجمعيات الأمازيغية بالمغرب، كونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب، التنسيق الوطني الأمازيغي، وجمعية إزوران نوكادير. وتصدر الصفوف الأمامية للقاعة مع هذه الهيئات شخصيات مناضلة ومعروفة في صفوف الحركة الأمازيغية ، حسن أوريد ، أحمد عصيد، أحمد الدغرني، أحمد أرحموش، مريم الدمناتي، حسن ادبلقاسم، محمد بودهان، خالد الزراري، لحسن كحمو، محمد المستاوي، فاطمة تبعمرانت، من المغرب، ومولود لوناوسي ولونيس بلقاسم من الجزائر، ووفد من أوربا مكون من مصطفى السعدي ومصطفى القادري وكريم أكوش. جاؤوا من كل الجهات لتأبين حكيمهم، الذي كان بيته بحي سويسرة بأكادير مقرا لهم ومقرا لمبادراتهم، تعددت الكلمات وتنوعت الشهادات ولكنها اتفقت على كون محمد منيب، رجل الإجماع الذي قدم الكثير للوطن وللأمازيغية، ليس بعمله وانخراطه المبكر في استقلال المغرب واعادة بناء مدينة أكادير بعد أن دمرها زلزال 1960، بل كذلك بكتابه ” الظهير البربري أكبر أكذوبة سياسية في المغرب المعاصر” حين كشف فيه عن العديد من الوثائق التي كادت تفرق المغاربة بسبب هذه الاكذوبة التاريخية التي خلقتها السياسة البربرية للاستعمار الفرنسي، واستغلتها بعض أقطاب الحركة الوطنية لإقصاء أبناء الوطن من المشهد السياسي والثقافي لبلدهم لمدة طويلة بعد الاستقلال.
واختتم اللقاء التأبيني للفقيد محمد منيب بكلمة مؤثرة لنجله تاشفين منيب حين غلبته الدموع هو يقول للحاضرين “والدي يعزكم يشكركم ورغم أنه رحل ولن يعود، فهو يدعوكم وبيته بيتكم كما كان من قبل، وهو من جمعكم وهو حي، ويتمنى أن تبقوا على عهدكم بعد موته، مجتمعين في بيته على كلمة حق من أجل الوطن والأمازيغية.”
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.