أكادير : هل صحيح أن المجلس الجماعي سيرمي عدد من الصم والبكم إلى الشارع ؟

أزول بريس – نجيب الخريشي* //

مررت صبحية اليوم عن طريق الصدفة من أمام مقر جمعية رعاية و حماية الصم باكادير .
لم اتردد في زيارة مقر الجمعية التي ما ان اقتربت من بابها الرئيسي حتى صادفت احد منخرطيها العاملين و الذي فاتحته برغبتي في التعرف على الجمعية و مجالات اشتغالها و أعمالها و الفءات المستهدفة رحب بدون تردد.
فبدون مجاملة أول ملاحظة اسجلها هي نظافة و هدوء المكان لم أخفي الامر على مرافقي الذي ابتسم بكل تواضع و فتح لي أحد الأقسام الدراسية التي يتبع تلامذتها نفس نظام وزارة التربية و التعليم لكنه بلغة الإشارة، لقد صادفتهم في ورشة تدريب لمهنة الحلاقة شباب و شابات لغتهم الوحيد اشاراتهم و ما يقومون به من أشغال باياديهم البريئة، بعدها دخلت قسم الأطفال الصغار حيث وجتهم منشغلين في حصتهم الدراسية بهدوء و نظام.
بالمناسبة استغربت من منجزات جمعية حماية و رعاية الصم باكادير التي لا يتوقف مجال اشتغالها في رعاية هذه الفئة من أطفال مجتمعنا في تلقين لغة الاشارة فقط بل تقوم بتكوينهم تكوينا مهنيا متنوعا يشمل عدة تخصصات: النجارة و الصناعات الجلدية التقليدية و الحلي و الخياطة و صناعة الحلويات و صناعة المربى إضافة لمهارات أخرى كل هذه الحرف يشرف عليها قدماء خريجي الجمعية تطوعيا.
لكن فرحتي بالأعمال العظيمة للجمعية افسدها سماعي خبر مراسلة المجلس البلدي لمدينة أكادير الذي يأمر الجمعية باخلاء المكان المقر و نقل رواده للشارع العام بدون ان يكلف المجلس نفسه عناء الوقوف على مجالات تدخل الجمعية و منجزاتها او ان يقوم بتوفير بديلا لها حتى تستمر في احتظان هذه الفئة التي اصبح الاعتناء باوضاعها من الأولويات الوطنية، و الخطير ان رئيس المجلس و أعضاءه يجهلون بالمرة ما تقوم به هذه الجمعية من أعمال انسانية و اجتماعية و تربوية لفائدة ما يفوق 50 طفلا و طفلة اغلبهم من احواز مدينة اكادير و ينحدرون من أسر معوزة او لا دخل قار لأربابها.
عار على مجلس مدينتنا ان يضع مستقبل هذا العدد الكبير من الأطفال عرضة للشارع كأنهم لا ينتمون لهذه المدينة و هذا البلد.
في الواقع ما قام به المجلس إتجاه أطفال الجمعية من دوي الاحتياجات الصم و البكم لا يمت للأخلاق الإسلامية و لا للوطنية في شيء. بل هو تشجيع على الضياع و الانحراف مع سبق الاصرار.
ودعت اطار الجمعية و اطفالها بقلب مكلوم وألم كبيرين كانوا سببا في كتابة هذه السطور و على طول الطريق كنت اردد اللهم ان هذا الا منكر اللهم إنا هذا الا منكر.
أملي كبير في ساكنة المدينة
*نجيب الخريشي مواطن من أكادير


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading