أكادير على ايقاع “شخبط شخابيط !”
عندما هممت لكتابة الحلقة السابعة ضمن سلسلة مقالات رمضانية حدرني جالسي من حساسية الموضوع وان الخوض فيه قد يوقعني في مطبات شبيهة بالتصريحات التي أسيئ فهمها وتم تاويلها في الأيام الأخيرة بشكل يندرج في إطار الحراك (البوليميكي) الذي يعرفه المشهد السياسي ببلادنا
لكن ثقتي في نباهة القارئ جعلتني أخوض في هذا الموضوع مع الإستعداد النفسي لكل ردود الأفعال التي يمكن ان تنتج عنه.
إن جولة سريعة في الأحياء الجديدة لمدينة أكادير سواء تلك التي تشيدها مؤسسة العمران او المؤسسات الخاصة بالإسكان و إعادة إسكان سكان دور الصفيح يقف عند معطا هيكلي جدير بالدراسة و هو حرص كل هذه الشركات على تخصيص فضاء ضمن التجزئات لإنشاء وبناء مساجد لاداء الصلوات الخمس ؛و بطبيعة الحال لا تقوم هذه الشركات ببناء تلك المساجد بل تتركها لجمعيات تنهج نهج الإحسان العومي و يتم بالفعل تشييد هذه المساجد في وقت قياسي و بزخرفات مكلفة و غاية في الجمال.
لكن في المقابل تغييب البقع المخصصة للمناطق الخضراء و تلك المخصصة للمرافق العمومية من مستوصفات و مؤسسات تعليمية ؛بحيث تتحول هذه الأحياء الى تجمعات إسمنتية بلا روح.
بل اتبثت المعطيات الميدانية ان حتى البقع المخصصة للمؤسسات التعليمية قد تم التلاعب فيها خاصة بعد توقف البرنامج الإستعجالي بعد وقف حكومة بنكيران لميزانية الإستثمار العومي في 2013 .
وهكذا بدات أكادير تتوسع عمرانيا في غياب مرافق تلبي حاجيات السكان من ضروريات التمدرس و الامن و الصحة و الترفيه.
وضع حاول مجلس 2003 الى 2015 تداركه عبر خوض حرب مع هذه المؤسسات لإقتطاع فضاءات وتخصيصها لملاعب القرب و ما يشبه حدائق كمتنفس للساكنة.
ويبدو ان توجه المجلس الحالي يسير في إتجاه العناية بالبنية التحتية من الطرقات التي كان المجلس السابق يصر على ان تنجز من طرف الشركات المشيدة للتجزئات وليس ان تثقل كاهل ميزانية الجماعة ؛وعموما تبقى تلك إختيارات سيكون لها ما بعدها.
وفي موضوع دي صلة ابانت السنوات التي عقبت توقيع إتفاقية مع شركة خاصة للنقل الحضري بعد إقبار وكالة النقل الحضري ratag و عقب توقيع التدبير المفوض للنفايات مع شركة خاصة ان شركة النقل لم تواكب التوسع العمراني وبقيت احياء بكاملها تعيش عزلة عن وسط المدينة مع تسجيل المبادرات الخلاقة لسيارات الاجرة لتغطية هذا الخصاص.
و إذا كانت شركة النفايات غير معنية بعملية تجميع نفايات المنازل فإن مجهودات جماعة اكادير كانت ملموسة لكنها مكلفة لصعوبة توفير القدر الكافي من العتاد من الشاحنات و اليد العاملة التي تعتمد على موظفي الإنعاش الذين يكلفون ميزانية الجماعة قرابة مليار سنتيم سنويا ناهيك عن الوضعية المزرية لهذه الفئة التي تعيش باجرة يومية لا تصل حتى الى (السميك).
اما الإنارة العمومية فالكل لاحظ الإختلالات التي يعرفها تدبير هذا القطاع مما يغرق المدينة في اجزاء منها في ظلام دامس و لأيام بلا تدخل عاجل.
جماعة اكادير يبدو انها اتخدت الحل السهل بالإلتجاء الى شركات التنمية الحضرية وهو خيار وطني جاءت به وزارة الداخلية بعد انتخابات 2015 لكنه بدا يبرز كخيار فاشل .
إننا امام وضع يكرس مفهوم البداوة في المجال الحضري خاصة ان كثيرا من الإختيارات في التدبير تاخد منحى المعالجة الضرفية في غياب تصور إستراتيجي فاعل.
نأخد كمثال المركب التجاري سوق الاحد هذه المعلمة التي استنزفت عبر ولايتين ما يفوق 70 مليار سنتيم بهدف تاهيله ولكن في المقابل يتم بشكل غير مفهوم تقنين الباعة المتجولين عبر اسواق محدثة بمرابد للسيارات بدات هي نفسها تبين فشلها لانها بدل ان تفرز عن إحتواء للباعة المتجولين شجعتهم على الزيادة و الإنتشار ؛مما عرض المدينة لهجرة قروية لإمتهان بيع الخضر شبيهة بالهجرة التي عرفتها المدينة في التمانينات ؛بل بدا ينظر لهذه المبادرة على انها ترجمة لمساعي تغيير الهيئة الناخبة في افق 2021!!
وعلى المستوى الرياضي عمدت عصبة سوس الى التجاوب مع طلبات تأسيس فرق كبرى بالمدينة اوشكت ان تصل الى فريق لكل حي بالقسم الوطني الرابع ولكن في المقابل يتم تحويل ملاعب لكرة القدم (11لاعب) بعديد من الاحياء حيث كانت البداية بتحويل ملعب عبد الله ديدي الى مربد لسوق الاحد و تبعه ملعب بيجوان وملعب اولهاو فيما ملعبي الحي المحمدي و امسرنات يعرف تعثرا في الاشغال قد يطول لسنوات.
اما فرق كرة القدم داخل القاعة فلم تعد القاعات المغطاة قادرة على استيعابها.
امثلة كثيرة عن سوء تدبير المجال و تعثر المشروع التنموي تبرز للعيان وتحتاج وقفة للمكاشفة بعيدا عن اية مزايدات سياسوية لان الامر يتعلق بمستقبل مدينة الكل يجمع على تراجعها على مختلف المستويات.
نعم ايها السادة المسؤولون لا تعطونا الإنطباع ان المدينة اكبر من تطلعاتكم ومبادراتكم التي لا ينكرها أحد.
راجعوا سياساتكم قبل ان نصبح بالفعل قرية صغيرة .
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.