أكادير… تَلامذتنا يُبدعون أيضا

…لو أطل أي واحد من المارين قرب أي مدرسة نهاية الأسبوع الماضي لدفعه ذلك الفضول الايجابي إلى تصحيح وتغيير مجموعة من الكليشيهات والصور السلبية التي تبخس هذا المجهود التربوي الكبير الذي يبنى وفي صمت داخل مؤسساتنا التعليمية بشكل عام ….بل وسينبهر بالكيفية التي تحولت بها الساحة المدرسية إلى قسم كبير ومفتوح ..بل وإلى درس ساهم في إعداده وتنشيطه عناصر جديدة إلى جانب الأستاذ …
نعم …تحولت كل ساحات المدارس بالإقليم ( 415 مؤسسة ) وبمختلف الأسلاك بمدارها الحضري والقروي ..تحولت إلى فضاء للإبداع في كل الأشكال التعبيرية المجسدية للاحتفال باليوم الوطني للسلامة الطرقية وهي تحاكي الواقع الحقيقي وتسليط الضوء على الآثار النفسية الناجمة عن الحوادث المرورية …والأجمل في هذه الحزمة من الفعاليات والأنشطة التوعية هو هذا التنوع والتعدد في الأسلوب الاحتفالي بين مؤسسة وأخرى حد التنافس على الأبدع والأروع وهو مؤشر لما تعرفه مؤسساتنا من استقلالية في اتخاد المبادرة وحرية اختيار ما يناسب ظروفها ومحيطها بل وانعكاسات ذلك على العرض التربوي بشكل عام.
هكذا سنجد المسرح والتمثيل كان حاضرا وبقوة في تشخيص واقعة مرورية قاتلة يستهدف من خلالها خلق هذا الصدمة لدى المتلقي الطفل (سائق المستقبل) وتربيته على أهمية الحياة ومسؤولية الحفاظ عليها …إلى جانب ذلك هناك من وظف أسلوب المسابقة والتنافس بين التلاميذ عبر الرسم التعبيري لوحة كانت أوجدارية …وامتحانات حول قوانين المرور لحيازة رخصة السياقة ..وغيرها من أدوات تعبيرية أخرى كالاناشيد والغناء تتمحور كلها حول التربية على السلوك المدني كنوع من التأسيس لما ينبغي أن تكون عليه بيئتنا المرورية …وبهذا السلوك تتجاوز المدرسة دورها التقليدي لتتحول إلى عنصر للقدوة في ترسيخ ثقافة مرورية تؤمن بروح التسامح الايجابي بين الأفراد والإيمان بحق الآخر في التمتع بالحقوق نفسها في اتجاه بين الحق والواجب كقيمة مركزية في هذا السلوك المدني الذي نريد منه أن يحول طرقنا إلى فضاء مشترك للحياة وليس الموت كما الواقع الحالي .
أن هذا الانخراط التلقائي الجميل لمدارسنا بالاحتفال باليوم الوطني لحوادث السيروالقيمة الجمالية لفعالياتها وعمق رسائلها التربوية في نفسية النشء ليست وليدة الصدفة بل هي جزء من هذه الدينامية ذات النفس التربوي الجديد الذي تعرفه المديرية الإقليمية منذ سنتين تقريبا لما تعرفه من استقرار على مستوى القيادة التربوية من جهة ومن أسلوب تدبيري يعتمد بالأساس على التقاسم والنشارك في بناء القرار المناسب كفلسفة مؤمنة بالقيادة الجماعية والاعتراف بمجهود الآخر نتج عن ذلك هذه الحضور المتميز لمؤسسات التعلمية في كل المسابقات الوطنية وفي مجالات متنوعة سواء تعلق الأمر بما هو إبداعي / إبتكاري. ..أو مجالات مهتمة بالبيئة وغيرها من الأنشطة الموازية التي لا يخلوا الاسبوع التربوي بالإقليم دون أن يصلك أصداء فعالية تثقيفية هنا أوهناك …مما يخلق نوعا من الاطمئنان على السير العام للمشروع التربوي بالإقليم والذي يعود فيه بالأساس إضافة إلى ما سبق إلى كفاءات الأطر التعلمية اساتذة وإداريين وبروح تطوعية عالية صادقة…تلك الروح التي نستعيرها الآن وهنا للقول بأن البهائم لاتبدع .


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading