مباشرة بعد صلاة مغرب يوم الاربعاء 20 مارس 2019 التحق أغلبية المصلين ببهو مسجد لبنان ليشكلوا مع القادمين من ممرات أخرى حلقة كبيرة بحجم ما تحمل قلوبهم من إدانة مطلقة لذلك الهجوم الإرهابي الذي تعرض له المسجدين وما خلف من شهداء… بموازاة مع الدعاء لهم… وأنت تتابع هرولة الجميع لإشعال شمعته تقرأ في حركات حمايتها من الإطفاء… تقرأ في ذلك هذه الرسالة الناطقة حد البوح بأن مقاومة الظلام والفكر الظلامي بكل مصادره ومنابعه لا يمكن أن يقاوم الا بإشاعة النور في أرجاء المعمور….
من كلا الجنسين تشكلت الحلقة مزينة بهذه اللافتات ذات الشعار الواحد.. إدانة الإرهاب… في كل أرجاء العالم… هنا اكادير… المدينة التي لا يمكن إلا أن تنسجم مع تاريخها البعيد كملتقى للتعايش والتسامح مع الأجناس باختلاف مللهم ونحلهم… ناهيك على نسيجها المجتمعي المكون من أبناء إبراهيم الحنيف… لذلك كان التجاوب تلقائيا ولأقل من اسبوع مع هذه الدعوة التي أطلقتها فعاليات المجتمع المدني… تفاعل معها إطارات جمعوية عبرت من خلال لافتاتها البارزة في التظاهرة عن الإدانة المطلقة لذلك السلوك الوحشي الفاقد للحد الأدني المعيار الإنساني… كانت الجامعة الصيفية حاضرة إلى جانب المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف إضافة إلى منتدى جمعية ايزوران نو كادير… مع تغطية قوية للمنابر الإعلامية المحلية والجهوية… جئنا جميعا إلى هناك من قراءة الفاتحة على أرواح شهداء المسجدين والدعاء لهم… جئنا كما هو الشأن في كل مناطق العالم…كمسلمين مؤمنين بالله الأوحد الرافض لقتل الإنسان أيا كان عرقه وعقيدته… جئنا للتضامن مع إخواننا في الدين كما خرجنا ذات مرات للتضامن مع غيرنا المختلف عقيدة وملة.. لأننا نؤمن بأنهم إخوة في الإنسانية… جئنا للانتصار لإسلامنا الإنساني /الحضاري المؤمن بالقيم المشتركة بعمقها الكوني… كما تربينا في البلد الأمين بأكادير التقينا… وليس ذلك عسيرا لأننا في مدينة تنفرد عالميا بهذه المقبرة الواحدة التي تتجاور فيها جثامين ثلاث ديانات
شكرا لكم.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.