أفغانستان : الطالبان يمنع النساء من استعمال المراحيض العمومية

رفعت حركة الطالبان من منسوب قمعها إزاء النساء الأفغانيات، و ذلك بتشديد المزيد من الإجراءات المتوحشة التي تستهدف من حلالها إذلالهن و تحويل حياتهن إلى جحيم لتعذيبهن ضدا على إرادة المجتمع الدولي و قوانينه التي تحرم الإساءة للنساء و معاملتهن مثل الحيوانات.

و في هذا السياق و بعد حزمة من الإجراءات التي ركزت فيها على المرأة لكي تجعلها سجينة البيت و خاضعة كلية لإرادة الرجل و محرومة من حقها في العمل، تشرع لإجراء آخر تحرم بموجبه النساء من استعمال المراحيض العمومية و كل دورات المياه العامة المخصصة لهن، تكثيفا لقيود الاستعباد و مصادرة لحقوقهن.

و قد باشرت السلطات الأفغانية، في شمال البلاد بولاية بلخ، تطبيق هذا الإجراء الذي سيحرم المرأة الأفغانية من استعمال الماء للنظافة أوقضاء حاجتها الضرورية بما هي كائن إنساني، وهو ما يعني أن ممارسة القمع في حق المرأة الأفغانية من قبل حركة الطالبان الأصولية المتشددة، بلغ مستوى خطيرا لا يمكن السكوت عنه و القبول به، لأن تعذيب المرأة بهذا الشكل المتوحش يستدعي التحرك من قبل كل الضمائر الحية و خصوصا منظات المجتمع المدني وهيئات حقوق الإنسان و المؤسسات الدولية ذات المصلحة في درء خطر المعاملة المتوحشة التي تستهدف بها هذه الحركة اللقيطة النساء الأفغانيات.

و بخصوص قرار اعتماد إجراء المنع التام للنساء الأفغانيات من استعمال المراحيض العمومية، أوضحت قصاصة لوكالة “إيفي” الإسبانية، أنه اتخذ بالإجماع من قبل “رجال الدين المسلمين ومسؤولي وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي حلت محل حقيبة المرأة بعد استعادة إمارة أفغانستان الإسلامية”، مشيرة إلى أن، ذات الإجراء، يشمل أيضا منع وصول القاصرين إلى الحمامات و دورات المياه العمومية.

و تأتي كل هذه الإجراءات، التي تذكر المجتمع الدولي بما ساد في أزمنة العبودية من ممارسات كانت تسيء للإنسان و تحط من كرامته، في ظل تراجعات خطيرة على بعض المكتسبات التي نالتها المرأة الأفغانية بعد دحر حركة الطالبان عن السلطة.

لكن عودتها مجددا إلى السلطة جعلها تستعيد سياساتها الثيوقراطية و تمارس عداءها وشرورها و مظالمها في حق النساء اللائي لا ذنب لهن في أن يولدن كنساء، حيث قامت بحرمان هؤلاء النساء من حقهن في القيام برحلات طويلة بمفردهن آمرة بوجود رجال لمرافقتهن، كما صادرت حقهن في سماع الموسيقى و عزفها و في امتلاك هاتف نقال والمشاركة في الأعمال اليومية،  فضلا عن طرد العديد من العاملات في وسائل الإعلام، وبالمقابل تواجه سلطات حركة الطالبان كافة المظاهرات النسائية المطالبة باسترجاع حقوقهن المصادرة بالقمع الشرس، ما جعل الكثير منهن يلجأن إلى الاختباء أو الهروب إلى الخارج.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading