لم نكن نحتاج إلى الساخنات الكهربائية لمقاومة البرد الذي اختزنته جدران القاعة الكبرى بمنتدى التعاون المدرسي بأكادير…لان حرارة اللقاء وبهذا الحضور الوازن بكل دفئه الإنساني أن حضرنا مباشرة بعد نهاية العمل زوال اليوم… أفرادا وجماعات من أجل صديق لنا كان يتقاسم معنا تدبير الشأن التربوي بالمديرية الإقليمية بأكادير.
جئنا جميعا من أجله الآن بل يمكن القول بأن روحه الزكية التي غادرتنا ذات صيف استطاعت أن تجمعنا كأطر المديرية ولأول مرة…لأن الفقيذ لحسن أگريزم الذي لم يكن يضبط كل المعاملات الواردة على المديرية.. بل كان يضبط معه قلبه على إيقاع إنساني باذخ…إلى درجة أن كل واحد منا لا يتذكر اسمه الا و تبادر إلى ذهنه تلك الابتسامة التي لا تفارقه في كل الظروف والأحوال… وقذ يتذكره الآخر بهذا الاستعداد التلقائي لتقديم خدمات القريب كما الغريب… وقد يستغرب البعض منا إذا عرفنا أن الفقيذ متعدد المواهب خصوصا الجانب التقني حيث كان منقذا لكل الأعطاب التي تطال تلفزيونات موظفي المديرية… و هواتفهم الذكية… لكن ما يسجل للفقيذ إضافة إلى عشقه للبستنة والغرس تعبيرا منه على أن الحياة الخالدة هي ما نتركه للأجيال القادمة من بصمات كتلك التي تركها بقضاء مدرسة المختار السوسي بأنزا منذ ثمانينات القرن الماضي وإلى الآن ما زالت تلك الأشجار التي يستظل بها كانت من غرس الفقيذ…
تلك هي أغلب الشهادات في حق الفقيذ في هذا الحفل التأبيني بمبادرة من زملائه بمكتب الضبط وباحتضان الجميع… والذي تم افتتاح فعاليته مم طرف السيد المدير الإقليمي باعتباره موظفا بالوزارة جاء إلى الحفل للترحم على زميل له في العمل..بما تحمل اللحظة من صدق المشاعر اتجاه فقيذ ترك بصمته في قلبنا كما في عمله بكل تفان وإخلاص.. يشهد بذلك تسليم الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى إلى زوجته وأبنائه الذين تأثروا بهذا الالتفاف الإنسانية العميقة إلى جانب دعم مادي مرافق
يمكن القول بأن اللحظة بالفعل كانت بعمق إنساني تجعلك تتساءل أحيانا لماذا حين يأتي الموت ليختار واحدا منا لا يختار الا الناس الطيبين..فهنيئا لك أيتها الروح الزكية.. لقد بصمت حياتنا بكل ما هو جميل فيك… لذلك جئنا جميعا للترحم عليك اليوم.. وإلى الأبد.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.