بقلم: حسن هرماس(و م ع).
أكادير/ 4 مارس 2020/ ومع/ هي واحدة من النساء المجدات اللواتي تركن بصمة بارزة في تدبير الشأن المحلي والاقتصادي والثقافي والجمعوي في مدينة أكادير خصوصا، وجهة سوس ماسة عموما، خلال العشرية الأخيرة، فكان بذلك اسمها يتردد باستمرار في مجالس المثقفين والإعلاميين والمنتخبين ورجال الأعمال، خاصة المنتسبين منهم للقطاع السياحي.
بحيويتها المتجددة، وابتسامتها التلقائية تباشر السيدة أسماء أوبو عملها كمديرة للمجلس الجهوي للسياحة لأكادير ـ سوس ماسة، في المقر الإداري للمجلس، بشارع الحسن الثاني في أكادير، حيث تشرف في جو أخوي، قل نظيره ، على تنسيق وتوجيه عمل ثلة من الكفاءات، جلها من العنصر النسوي، يشتغلن كخلية نحل ، في تفاهم وانسجام تامين مع رئيس المجلس، السيد رشيد دهماز، وأعضاء المجلس الإداري لهذه الهيئة المهنية الجهوية.
هذا الانسجام والتفاهم، إلى جانب الكفاءة المهنية العالية، جعلت السيدة أسماء أوبو تحظى بثقة كبيرة من طرف الساهرين على تدبير الشأن السياحي في مدينة الإنبعاث ، وبحكم تقديرها لثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها، والمتمثلة في السهر على سلامة وصحة النشاط السياحي في ثاني وجهة سياحية على الصعيد الوطني، باتت مضيفات شركات الطيران التي تنطلق من مطار أكادير نحو مختلف العواصم الأوربية متعودة على استقبالها على امتداد فصول السنة.
هذه المهمة، التي تعتبرها أسماء أوبو تكليفا وتشريفا في الوقت ذاته، أهلتها لتكون سفيرة متجولة معتمدة من طرف مهنيي السياحة بأكادير لدى أشهر وأكبر المعارض السياحية على الصعيد العالمي، حيث دأبت منذ سنين على تمثيل أول وجهة للسياحية الشاطئية على الصعيد الوطني أحسن تمثيل، كما تعكس ذلك الإنجازات المحققة في هذه الوجهة خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي شهدت ارتفاعا متواصلا سواء من ناحية عدد السياح الوافدين ، أو بالنسبة لليالي المبيت.
فمن معرض “طوب ريزا” الباريسي الذي اعتادت على حضوره في شهر شتنبر، إلى معرض لندن ( وورد ترافل ماركت) في شهر نونبر، ثم معرض “فيستيفيتاس” في مدينة ميلوز ، إلى معرض برلين العالمي في شهر مارس، ثم معرض “ميت موسكو”… دون الحديث عن الحضور في المعارض والملتقيات السياحية ( وورك شوب) ذات الطابع الإقليمي ، والتي تهم مناطق جغرافية محددة في القارة الأوربية ، مثل البلدان الاسكندنافية ، أو بعض بلدا وسط وشرق أوربا.
هذا النجاح المتميز في تسويق المنتوج السياحي لمدينة الانبعاث لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لجهود متواصلة وإقدام منقطع النظير على العمل، والاحتكاك مع ذوي الخبرة والتجارب الناجحة . فالسيدة أسماء أوبو هي أولا سليلة أسرة سوسية لها باع طويل في علوم الشريعة والقضاء، وتابعت دراستها الجامعية حتى حصلت على شهادة عليا في “التسويق والتدبير التجاري” ، كما أنها تتقن أربع لغات وهي الإنجليزية والفرنسية والعربية والأمازيغية، ولها مؤهلات لا محدودة في فن التواصل.
وليس من الغريب أن تحظى كفاءة مغربية من هذا العيار بالانتباه من طرف بعض الهيئات ذات الصيت العالمي، وهذا ما يسري على السيدة أسماء أوبو التي سبق لها أن شغلت مجموعة من المهام لدى فرع الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي (أوسايدي) في المغرب، من ضمنها الاشراف على تنفيذ برامج تتوخى توظيف ودعم استخدام تكنولوجيا المعلوميات في التدبير العصري لبعض الهيئات المهنية والمراكز الجهوية للاستثمار، وكذا لدى بعض المحاكم المغربية، حيث كان النجاح ، كما العادة ، حليفا لها في تنزيل هذه البرامج.
كان بود السيدة أسماء أوبو ، كما صرحت في لقاء لها مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن ترسم لنفسها مسارا آخر من النجاح، ربما خارج التراب الوطني. لكنها فضلت، بالرغم من التحفيزات المادية المغرية، الرجوع إلى خدمة الجهة التي تنحدر منها ، والعودة إلى التمتع بالدفء الأسري، لاسيما بعدما قررت الدخول إلى القفص الذهبي.
وتعتقد سفيرة أكادير المتجولة المعتمدة لدى العواصم السياحية الأوربية جازمة، أنها لم تخطأ الاختيار حين قررت القطع مع مسيرة موفقة من النجاح المهني، مقابل توجيه خبرتها وكفاءتها لخدمة الجهة التي تنحدر منها، إلى جانب بناء أسرة رفقة شريك حياتها، الدكتور إبراهيم التلمساني، الذي تعتبره رفقة ابنيهما مروان ورضى، خير سند لها في مواصلتها لمسيرة التألق والعطاء، سواء على الصعيد المهني، أو على مستوى الانخراط في تدبير الشأن المحلي ، والعمل التطوعي والنشاط الجمعوي.
ومع: حسن هرماس.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.