في مبادرة جمعوية، استحسنتها ساكنة مناطق كزناية بإقليم تازة، حين انتفض أبناء منطقة كزناية، أو دائرة أكنول، المكونة من 7 جماعات (أجدير، بورد، اڭزناية الجنوبية، اجبارنة، سيدي علي بورقبة، تيزي وسلي، أكنول) ، من داخل المغرب ومن خارجه، لتأسيس جمعية إكزناين للتنمية، تيمنا بأجدادهم الصناديد الذين قدموا البطولات في مقاومة الاستعمار، وكان هدفهم مقاومة الفقر والتهميش والانخراط في مشاريع تنموية.
فبعد نجاح ملتقاهم الأول السنة الماضية، التأم هؤلاء من جديد في لقاء ثاني لهم، يوم الجمعة 10 غشت 2018، في فعاليات الملتقى التواصلي لأبناء قبيلة “إكزناين”، الذي نظم على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار “التواصل بين أبناء إكزناين رهان التنمية ” تابعته “آخر ساعة”، وحضره عدد هام من أبناء المنطقة ومن المهاجرين وعدد من الشخصيات المدنية والسياسية والمنتخبين وجمعيات المجتمع المدني، توزعت أشغاله بين جلسة مفتوحة وندوة علمية حول سبل تنمية المنطقة وحفل تشجيع المتفوقين من التلاميذ وزيارة منتجع العين الحمراء بالإضافة الى عدد من الورشات التكوينية ومعرض للمنتوجات المحلية.
وفي تصريح للجريدة قال عبد العزيز بودرة، رئيس جمعية إكزناين للتنمية: ” لقد أتت فكرة تأسيس جمعية إكزناين للتنمية من إخواننا أبناء المنطقة المهاجرين بدول أوربا الغربية، والهدف هو تجميع طاقات وكفاءات منطقة إكزناين داخل وخارج الوطن للمساهمة في تحريك عجلة التنمية بالمنطقة، واستغلال إيجابيات الماضي واستغلال موارد وفرص الحاضر واستشراف المستقبل.”
“لذلك، يضيف المعني، كان من الضروري تنظيم لقاء تواصلي يجمع أبناء المنطقة من داخل المغرب وخارجه، وعندما عرف الملتقى الأول نجاحا كبيرا، تم التوافق على الاحتفاظ بالملتقى كعرف سنوي مع التناوب على تنظيمه من طرف الجماعات المكونة لدائرة أكنول، وبالنسبة لبرنامج هذه السنة فقد حاولنا ان يكون متنوعا ومفيدا، مثل تنظيم معرض المنتوجات المجالية، وعدة ورشات تكوينية، حول أدوار المجتمع المدني والمشاريع التنموية، وحفل لفائدة التلاميذ المتفوقين بثانويات دائرة أكنول وتنظيم رحلة سياحية ” لثارا ثازكاخث” (عين الحمراء) بهدف التعريف بهذا الموقع السياحي والبحث عن سبل تأهيله، وندوة علمية حول سبل خلق تنمية اجتماعية وثقافية واقتصادية بالمنطقة.”
الكاتب العام للجمعية، مصطفى اشهبار، أبرز من خلال تصريحه للجريدة، الأسباب التي كانت من وراء المبادرة، حيث قال “جاء هذا الحراك الجمعوي الذي عرفته منطقة كزناية نتيجة الألم الناتج عن ما تعانيه المنطقة من تهميش وعزلة وهشاشة، والذي استفز الأطر والطاقات المنتمية لهذه المنطقة والمنتشرة داخل الوطن أو خارجه بالحسرة والشعور بالغبن، فكان تأسيس الجمعية لجمع هذه الطاقات بهدف التفكير في سبل تنمية المنطقة والترافع من أجل نيل بعض الحقوق والاستفادة مما تزخر به المنطقة من ثروات ورد الاعتبار لدورها البطولي في مواجهة الاستعمار.” وأضاف أن “فكرة تأسيس الجمعية جاءت كذلك من أجل تدبير وتوزيع جيد لثروات المنطقة المتجلية في الطاقات المائية والطبيعية وعائدات الجالية من أبناء المنطقة المتواجدين بالخارج، الذين يضطرون للاستثمار في جهات أخرى بسبب غياب بنية تحتية تساعد وتشجع على خلق مشاريع اقتصادية استثمارية تساهم في تنمية هذه الجهة وتوفير العيش الكريم بخلق فرص شغل للشباب العاطل. واللقاء فرصة لخلق التواصل بين هذه الفعاليات من أجل إشراك الكل في خدمة التنمية المجالية.”
وفي تصريح لها قالت خديجة بنكيران، عضو المجلس الاداري للجمعية، ومنشطة الجلسة المفتوحة: ” الملتقى عرف حضورا كبيرا، من كل المدن المغربية ومن البلدان الأوربية حيث حج الى مدينة أكنول أبناء المنطقة ليلبوا نداء أرضهم، وساهم الجميع في إنجاح هذه المرحلة، التي تعد بداية موفقة للجمعية بعد الملتقى الاول الذي كان انطلاقة لهذه المبادرة الجيدة.” وزادت موضحة أن “الملتقى تميز بتنظيم عدة ورشات أطرها خبراء في ميادين الاقتصاد، والاستثمار، والترافع، وتميز بالإقبال الكبير من طرف الساكنة، خصوصا الشباب، الذين أبدوا رغبتهم في الانخراط في الجمعية والمساهمة في تنمية منطقتهم، وتميز كذلك بتحفيز الأطفال بصبحية ناجحة والتلاميذ المتفوقين في قطاع التعليم”.
وأوضح محمد الزعماري، وهو أحد أبناء المنطقة المساهمين في تأسيس الجمعية، وحضر اللقاء قادما من مدينة انزكان، ” لا يسعنا سوى التقدم بالشكر الجزيل لمن كان وراء الفكرة ولكل من تجند ليخرج حلم إكزناين إلى الوجود مجسدا في اللقاء التواصلي الذي نعيش نسخته الثانية. انه لقاء احياء صلة الرحم بين إكزناين الذين حضروا بحنين عارم ورغبة قوية للمساهمة ماديا ومعنويا من أجل تنمية المنطقة لفك العزلة عنها ورفع التهميش والهشاشة التي كانت سببا في غربتهم عنها، اللقاء فرصة لتبادل الآراء والأفكار حول سبل تقوية روابط انسان المنطقة بأرضه واستنهاض غيرته للمساهمة في تنميتها والترافع من أجلها، وما يحز في نفس الكثير من الحاضرين هو عدم قدرتهم الوصول إلى دواوير الاجداد إلا بالمغامرة وركوب عربات والمرور عبر مسالك وعرة وخطيرة. نتمنى أن تعمل الجمعية وطاقات إكزناية على اعداد دراسات وتقديم مشاريع تنموية، يكون على رأسها اصلاح الطرق والمسالك لأنها المدخل الأساس لكل تنمية منشودة. وكم طال انتظار ساكنة المنطقة الجبلية للشروع في تعبيد الطريق الرابطة بين اجدير وقاسيطة المارة بعدد لا يستهان به من دواوير المنطقة مما سيحفز الساكنة على الاستقرار والاستغلال الحسن للأرض وتوفير مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة.”
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.