الدار البيضاء تستعد لتأبين حكيم الحركة الامازيغية الراحل ابراهيم أخياط

ابراهيم أخياط

تستعد جمعيات وفعاليات أمازيغية بالدار البيضاء  لتنظيم حفل تأبين الراحل ابراهيم اخياط مؤسس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي.

وقد انعقد بتاريخ: 10 مارس 2018 بمدينة الدارالبيضاء لقاء جمع ممثلي جمعيات مدنية وفعاليات أمازيغية للتحضير لحفل تأبين المرحوم الأستاذ إبراهيم أخياط الرئيس المؤسس للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي .
اللقاء الذي حضره بعض ابرز رموز العمل الجمعوي بالدار البيضاء وسلا وأيضا نشطاء في مجال الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية ، واتفقوا على الشروع في الإعداد لهذا الحفل التأبيني تقديرا للمجهودات الجبارة التي بذلها المرحوم على امتداد تاريخ عريض في سبيل إنصاف الهوية والثقافة الأمازيغيتين، إذ يعتبر من القلائل والأوائل الذين ضحّوا ودافعوا عن اللغة والثقافة الأمازيغيتين منذ أكثر من خمسة عقود.
واتفق الحاضرون على إحياء الحفل بالدار البيضاء في الأيام المقبلة باعتبارها مركزا لكثير من الفعاليات الأمازيغية، ورائدة في مجال الشأن الأمازيغي بمختلف تشكيلاته .
وفي هذا الإطار بدأت أولى التحضيرات لتوفير الإمكانيات الضرورية لإنجاح الحفل التابيني ، وتقرر في هذا الإطار التنسيق مع كل الفعاليات والجمعيات بجهة الدار البيضاء واشراكها في التحضير والتنظيم و المساهمة في إعداد برنامج متميز للحفل يعيد الاعتبار للراحل.
للإشارة ، يعد الراحل من مؤسسي الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي سنة 1967، كما ساهم في انطلاق جمعيةالجامعة الصيفية في أكادير سنة 1979 وكان رئيس اللجنة التنظيمية لدوراتها الأربع 1980 – 1982 – 1988 – 1991.

كما ساهم الراحل في تأسيس مجموعة “أوسمان” سنة 1974. وأشرف على إدارة “أمود” (بذور)، أول مجلة أمازيغية مغربية صدر عددها الأول بتاريخ أبريل 1990، وعمل مدير جريدة “تامونت” (الاتحاد)، التي صدر عددها الأول بتاريخ فبراير 1994، وانتخب كأول منسق وطني للجمعيات الأمازيغية بالمغرب 1993 – 1996، وكان رئيس أشغال الكونغريس العالمي الأمازيغي المنعقد بمدينة ليون الفرنسية صيف 1999.

ومن اعماله الفكرية والثقافية نذكر ديوان “تابرات” (الرسالة) بالأمازيغية سنة 1992، وكتاب “لماذا الأمازيغية؟” سنة 1994، وكتاب “رجالات العمل الأمازيغي: الراحلون منهم” سنة 2004، وكتاب “الأمازيغية هويتنا الوطنية” سنة 2007 و”النهضة الأمازيغية كما عشت ميلادها وتطورها” سنة 2012، وهي عبارة عن سيرة ذاتية للراحل؛ إضافة الى مشاركته في تشخيص – رفقة كل من الصافي علي؛أحمد الغزالي و ابراهيم مدران- أول فيلم أمازيغي أنتجته “أمريك” سنة 1972 والذي تم تصويره بورزازات حيث تناول آنذاك موضوع ضياع الثرات والثقافة الأمازيغية تحت عنوان “تامكتيت ن دو واكال” :ذاكرة تحت التراب.
وتجدر الإشارة الى أن المرحوم تميز بالتخطيط المحكم لاستراتيجية عمل الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي؛ لجعلها رائدة في الأعمال التأسيسية للعمل الأمازيغي حيث أشرفت الجمعية على انطلاق المسرح الأمازيغي بمسرحية “أوسان صميضنين” ؛الأيام الباردة؛ سنة 1990،ثم انطلاق أول مهرجان للسينما الأماريغية سنة 2000 وكذا انطلاق أول مخيم صيفي للطفولة الأمازيغية سنة 2005؛ حيث كان الرحوم يأمل؛ من خلال هذه الأعمال التأسيسية؛ أن تقتدي بها الجمعيات والفعاليات الأمازيغية الأخرى.
لقد جعل الفقيد ابراهيم أخياط من مقر الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي مركز إشعاع يحج إليه الطلبة من كل الجهات إما للانصات له؛حيث يسرد بفخر واعتزاز النضالات الأولى التي خاضها المناضلون من أجل القضية الأمازيغية لغة وثقافة وحضارة
السي ابراهيم كان يتواجد باستمرار في المقر صباح مساء ، لا يغادره إلا مضطرا ، حيث تعقد الاجتماعات واللقاءات التنسيقية مع تعبيرات الحركة الأمازيغية والهيئات السياسية والمنظمات الحقوقية وضيوف الجمعية ، إضافة إلى إنشطة مختلفة يحتضنها المقر باستمرار.
وكان كذلك رحمه الله حريصا على الحضور شخصيا في الأنشطة التي تنظمها الفروع، وأغلب الأنشطة كان يتولى اقتراح المشاركين والمؤطرين لها وكذا العناوين ومواضيع الندوات والعروض.
وساهم الراحل على مدى أزيد من نصف قرن من الزمن، في النهوض بالأمازيغية باعتبارها رصيدا لجميع المغاربة وهو ما أهله ليكون أحد الرواد الأوائل الذين بصموا مسلسل رد الاعتبار للأمازيغية لغة وثقافة وهوية. وقد عينه جلالة الملك محمد السادس عضوا في المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

وحظي الراحل بتقدير واحترام الفاعلين في حقول السياسة والثقافة والمجتمع المدني، حتى الذين يخالفونه الرأي، وذلك بفضل الخصال التي يتحلى بها علاوة على تملكه لأساليب التواصل والإقناع والانفتاح على الجميع.

*عن لجنة الاعلام والتواصل للتنسيقية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد