8 مارس و ذكرى الهبوط والارتقاء الانساني .

الحسن زهور

تتفق اغلب النصوص الدينية، سواء اليهودية منها و المسيحية و الاسلامية و غيرها ان الله لما خلق آدم اسكنه جنته، فعاش فيها وحيدا كمخلوق بشري و ليس انساني، ليبدأ الارتقاء في أولى درجات إنسانيته بخلق المرأة النصف الاخر للانسانية .
فلو لم تخلق المرأة لما وجدت المجتمعات البشرية، و لما ارتقى الانسان مدارج الانسانية التي وصل اليها اليوم. فبعد ان تم خلق آدم البشري ( كما ورد في الديانات السماوية) عاش في الجنة كملك ( بفتح اللام) و في نفس الوقت كعبد لا يملك حريته ولا ارادته، و ليس له احاسيس و لا أمال يعيش لها و من اجلها، الى ان تم خلق المرأة النصف الاخر الذي أشعلت في ادم جذوة الارادة ليتمرد على عبوديته و ليمتلك حريته التي سرفعه الى مرتبة الانسان.
بوجود المرأة تبدأ اولى بدايات الزمن الانساني، يبدأ هذا الزمن باقتراب آدم من الشجرة المقدسة و بتشجيع من المرأة حواء التي ايقظت فيه حرارة السؤال و البحث و التمرد و الاختيار، أي اختيار مصيره كانسان حر عاقل
فيقرر قطف التفاحة.
و كان الهبوط، و بالهبوط بدأ الكون يتخذ معنى، و بدات الحياة تدب فيها حرارة الوجود بوجود الانسان كانسان .
فلولا المراة لما اشتعلت جذوة السؤال و البحث عن الحقيقة لدى ادم، و لولا السؤال لما كان الهبوط و لولا الهبوط لما كانت الانسانية و لما كان للكون معنى و قيمة.
رجال الدين يهودا او مسيحيين او مسلمين و غيرهم أساءوا الى المراة باسم الدين فقرأوا نصوصه و متونه حسب زمنهم و حاجاتهم الذكورية و ما زال منهم في مجتمعنا من ينظر إلى المراة ككائن ناقص العقل يفتقر الى الارادة و الاستقلالية.
فهل سيكون للحياة معنى لولا المراة؟ و هل ستكون لشروق الشمس و لغروبها قيمة لولا الانسان؟ و للجمال قيمة؟ و للفن سحرا؟
في اسطورة ” حمو ؤنامير” الامازيغية تكرر عملية الهبوط من أجل المراة كما تمت عملية الصعود من أجل الانثى، صعد حمو ؤنامير الي السماء و عاش في الجنة ردحا، لكن حرارة السؤال و البحث دفعته ليقرر الهبوط عن وعي و إرادة مستجيبا لنداء المراة التى هي أمه .. فتحية و اجلال للمراة في عيدها الأممي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد