حسنية أكادير٠٠بَايْ٠٠بايْ٠٠الأزمة المالية  

يوسف غريب

 كل شروط الاحتفال متوفرة هنا بقاعة الولاية حتى أن اليوم برمزيته الدينية انعكس بشكل إيجابي على وجوه الحاضرين من عالم الرياضة وخاصة كرة القدم …ومن منابر إعلامية متنوعة ؛إضافة إلى السيد الوالي الذي يعود إليه الفضل حسب تصريحات في الموضوع…وبجانبه عمدة المدينة …هو حضور رسمي قوي يضفي على الحفل مشروعية استثنائية ويرسل إشارات الاطمئنان على مستقبل غزالة سوس،  والتي من أجلها جئنا جميعا  لتأثيث مشهد  طاولة تتوسط القاعة نتابع وبحماس تبادل التوقيعات بين إحدى الشركات العقارية الكبرى بالمدينة وبين رئيس نادي حسنية أكادير الذي تسلم شيكا …وطبعا تحت أضواء كاميرات التصوير وحرارة تصفيقات الحضور وبكل الصرامة البروتوكولية المرافقة لمثل هذه الأحداث الكبرى…

كل شيء كان حاضرا في نظري إلا الجدية في التعامل مع الأزمة الهيكلية التي يعرفها نادي الحسنية وهي قناعة حصلت لدي مباشرة بعد أن عرفت قيمة الشيك التي لم تصل حتى إلى تأدية مصاريف الأجر الشهري للاعبي النادي … مما يعطي الانطباع على انعدام القناعة والرضى أصلا في العملية ككل …ومما يجعل من الحفل أيضا مشهدا سورياليا من المسرح العبثي

بصدق ومع كل الاحترام للسيد الوالي التي تصل أصداء إيجابية عنه بإيجاد حل للأزمة المالية الخانقة للنادي والمبادرات التي يقوم بها في هذا الجانب …فإن ما وقع اليوم من بهرجة  مقابل تلك القيمة المالية التي أعتبرها إهانة في حق ناد عريق يسعى هذه السنة إلى الفوز بالبطولة الوطنية لما في ذلك من إشعاع للمدينة والجهة وطنيا وقاريا …ذلك التتويج الذي أراه اليوم بعيدا مادام أغنياء هذه المنطقة الناهبين للحجر والبشر في البر والبحر لم يقتنعوا بعد بأهمية الانخراط في دعم الرياضة والثقافة والفن كسلوك مدني يعزز حس المواطنة ويساهم بالرفع من قيمة الوطن .ومواطنيه…

نعم أستطيع أن أؤكد لكم على أن ما  يعرفه النادي من إفلاس حقيقي يجعل من التتويج هذه السنة أمرا مستحيلا ..إذ كيف يمكن لفريق إلى حدود البارحة لا يملك في حسابه مصاريف المقابلة المقبلة ..لولم يتدخل رئيس النادي من جديد لتوفير سيولة بقيمة 80 مليون ..(.وليس 50 ) إلى متى سيستمر هذا الوضع وهو الذي خرج بتصريح لإحدى الجرائد الوطنية مفاده انه سيكون مضطرا الى الترخيص بانتقالات ألمع الاعبين الصيف المقبل كمخرج وحيد للديون المتراكمة على النادي …هو تصريح لرئيس فريق يتصدر البطولة  وعضو الحديث عن الامكانيات المادية والتقنية والحوافز المالية للفوز بالبطولة يتحدث عن كيفية تدبير الأزمة وما لذلك من انعكاس على نفسية الاعبين وغيرهم من الأطر المرافقة ….هذا ما يدفع إلى اعتبار حقل اليوم نوع من العبث بالرغم من النوايا الطيبة والجادة لبعض المسؤولين لذلك سنغلق القوس على هذا البؤس الروحي والمعنوي لهؤلاء الأعيان ونبحث عن وسائل دعم أخرى تخفف من حدة الأزمة  وهي ممكنة ولا تحتاج إلى حفل توقيع ….منها انخراط أصحاب الفنادق بالمدينة باستقبال الفريق وبأطره التقنية مجانا وبالتناوب ليلة اللعب بالمدينة  فلا يعقل بالمرة أن يؤدي النادي ذلك وبالتسعيرة الكاملة وبالفورية الأزمة ولا يستفيد من أي امتياز …ويعرف أن إحدى الفرق بالبيضاء تستفيد من تخفيض يصل إلى 30% كلما حلت بالمدينة …والأحق أكثر حين نعرف بأن هناك من الأعيان بالمنطقة من يتكفل بكل  بمصاريف الإيواء والمطعمة لفريق آخر بالبيضاء كلما حل بأكادير…وغزالة  سوس لم تتشرف يوما ولو بزيارة مسؤول ومن ذوي القرار أثناء التربص لما ذلك من أثر معنوي على نفسية الاعبين ….وأعتقد أن هذا الأمر لا يتطلب حفل توقيع ..

لقد تبين بالملموس اليوم أن لا مفر من عودة الجمهور إلى الملعب كسند حقيقي ووفي للفريق والمطلوب منه أن يرتقي بأسلوبه إلى مستوى شعار أكادير الحضارة بما يعني تنظيمه ضمن إطارات جمعوية تتفاوض باسمه مع شركة الحافلات بضمان التنقل وضمان سلامة الحافلة أيضا …وأيضا مساعدة رجال الأمن في توفير كل شروط الفرجة …وأمن المتفرج وممتلكاته. …

إن عودة الحماس إلى منصات ملعب أدرار وبنفس الكثافة كما في السابق….يعتبر الحاضن الحقيقي لجوهر الجنوب ….وأكيد إذا تحقق ذلك سيضاعف قيمة الشيك مرتين ومن خلال مقابلتين.. ما لم يتحقق ذلك….لا حق لأحد اليوم وغدا أن يحاسب مكتبا يدبر أزمته في منتصف الطريق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد