أكادير : تلبرجت …تتمسك بأوتار الحياة

هو حي بحجم مدينة ….لا ينافسه في الشهرة غير اوفلا….لكنه يتميز بكونه البوابة الأولى والوحيدة لكل الوافدين الى المدينة ومنذ تأسيسها ….حي بهذه الفرادة وزع ايقاعه الزمني ليلا إذ يودع ضيوفه/عشاقه إلى منتصف الليل …لتبدأ عملية استقبال الوافدين الجدد …دينامية جعلت من تلبرجت أصل الحياة بالمدينة ذات زمان …ويترك لقسوة الزمن الذي حول كل مناحي الحياة فيه إلى الركود والجمود والإهمال بعد أن أسس لنفسه هوية ثقافية اجتماعية مغربية بافق عالمي خصوصا إذا استحضر نا حجم الفنانين والمثقفين العالمين الذين احتضنتهم فنادق ومطاعم الحي …ويكفي ذكر اسم يوسف إسلام وغيره لنقر بأن حي تلبرجت متحف ثقافي مفتوح بايقاع مغربي أمازيغي ….حتى أن ألاكاديريين يفرقون بين المدينة والحي في تواصلهم بالقول ( ننزلوا المدينة ) … (ونطلعوا لتلبرجت )
نعم هذه المرة …سنصعد جميعا إلى حيينا ..إلى تلبرجت التي ما زالت متمسكة بأوتار الحياة وترفض كل الإقصاء والتهميش وعبر بوابة الثقافة والفن هذه المرة من خلال مهرجان دولي للقيثارة
أكاد أجزم ما أن أعلن عن التظاهرة بهذا الأفق الثقافي الفتي العالمي وما أن بدأت معالمه تتأسس ..حتى اصبح
مشروعاجماعيا التف حوله كل الفعاليات المدنية وأطر وجمعيات… مما جعل من تلكيتارت مهرجان المدينة والاجيال القادمة…
هذا الاجماع وبهذه الكثافة وسرعة التفاعل مع فعالياته الفنية يجعل من تلكيتارت بالفعل مهرجانا للقرب….
نعم مؤسس من أبناء الحي واحتضنه تجار ه وأرباب المطاعم والفنادق …وساكنة الحي عبرجمعياته ….لذلك لا نستغرب اذا عرفنا كل الفنانين وبشهرتهم العالمية سيكونون ضيوفا في فنادق الحي ومطاعهم ….خدمة للأهداف الحقيقة للمهرجان كافق يدفع بإعادة الحياة إلى هذا الحي وتسويقه ومن خلالها المدينة عبر الثقافة والفن
تلبرجت التي كانت تستقبل المسافرين هاهي اليوم تسافر إليهم هذه المرة عبر الفيثارة.. وكم كان الأمر مدهشا وانت تشاهد ملصقات اشهاريا للمهرجان بإحدى شوارع دولة الشيلي وباللغة الاسبانية …وغيره من دول الفنانين المشاركين …
هو مهرجان للذاكرة ولثقافة العرفان من خلال فعالية التكريم للفنان المرحوم العمري مبارك….أو من خلال توقيع كتاب صراخ الاحجار للفنان الدكتور باباهادي..لذلك اعتبر تلكيتارت مهرجاننا وعلينا العمل جميعا على انجاحه على الأقل كرد الدين لحي احتضن شغبنا الشبيبي الجميل ذات زمان…. هذه هي تيميتار /العلامات الحقيقية للمهرجان حين يكون صادرا عن وعي وصدق وحب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد