حفل تأبين فقيد العمل الجمعوي ” حسن صوابني ” يوم السبت 6 يناير بأكادير

الحسن باكريم: مدينة أكادير تودع المناضل اليساري حسن الصوابني

في موكب جنائزي مهيب ودع العشرات من الفاعلين الجمعويين والسياسيين يمثلون الأحزاب السياسية والنقابات العمالية وجمعيات المجتمع المدني، في مقدمتهم وجوه من المسؤولين السابقين والمعتقلين السياسيين، طارق القبج ، عز الدين بونيت، عمر حلي، ادكروم حسن وغيرهم، الكل كان في وداع المناضل اليساري والفاعل الجمعوي حسن الصوابني الذي وفاه الاجل صبيحة يوم السبت 29 يوليوز 2017 بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج.
ويعد الراحل حسن الصوابني، من موالد 1948 ، احد مؤسسي اليسار الجديد بمراكش وسوس، واعتقل وسجن، بسبب مواقفه وانتمائه لمنظمة 23 مارس السرية، بداية السبعينات بمعتقل بولمهارز بمراكش، وساهم بعدها في تأسيس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي وبعدها الحزب الاشتراكي الديمقراطي والتحق بعد حله بالاتحاد الاشتراكي وانضم الى مجموعة البديل الديمقراطي، وتعرض خلال نضاله السياسي الى العديد من المضايقات ومنها تهديده من طرف جماعة اسلامية بالقتل بعد اتهامه بنشر الالحاد في صفوف التلاميذ.
ويعد حسن الصوابني كذلك أحد مؤسسي الحركة الجمعوية بمدينة انزكان وأكادير، من جمعية الشعلة الثقافية سنة 1979 الى جمعية الأمل للمتبرعين بالدم، التي شغل رئيسا لها الى أن وفاه الأجل، وهومن وضع اللبنات الاساسية لإنشاء أول دار الشباب بإنزكان وتأسيس مجلس التواصل بها، وكدا تأسيس اتحاد المسرح وظل رئيسا له لمدة.
الراحل حسن الصوابني أستاذ اللغة العربية بإعدادية المنصور الذهبي بإنزكان تخرج على يديه عدد هام من الاطر والمناضلين، ظل طوال فترة عمله، قبل تقاعده سنة 2008 ، متشبثا بالعمل داخل القسم رغم العديد من المناصب التي عرضت عليها ومفضلا علاقته بالتلاميذ من كراسي هذه المناصب، ويشكل هو وشريكة حياته السعدية الباهي، المناضلة في الاتحاد العمل النسائي والبرلمانية السابقة ضمن فريق الاتحاد الاشتراكي، ثنائيا بمدينة أكادير في النضال السياسي وفي التطوع في المجتمع المدني وشكل بيتهما مقرا مفتوحا لاجتماعات محلية وجهوية ووطنية، لعدد من المنظمات السياسية والجمعوية والنقابية والحقوقية لعقود من الزمان.


وهذه شهادات في حق الراحل حسن الصوابني:

مصطفى المتوكل :رجل مبادئ ومواقف ومبادرات ووفاء
الاخ صوابني حسن عرفته عن طريق صديقه العزيز اخي محمد المتوكل، الذي كان يثني على سي حسن خيرا وانه رجل مبادئ ومواقف ومبادرات ووفاء، وذلك ما عرفته عنه فعليا في كل المحطات النضالية والتعبوية والتقدمية، لا يصنع الاعداء بل يفرض على من كان يعتبره عدوا الاحترام بأخلاقه ورقيه وانسانيته وابتسامته الدائمة، انه رجل ملحاح لا يكل ولا يتعب من اجل تحقيق اهداف سطرها خدمة للصالح العام، له بصمات مهمة في السياسة والتضحية ايام سنوات الجمر والرصاص، وله تواجد فعال في الحقل الثقافي والمسرحي، وهو رجل مع الجماعة العاملة، انسانيته وسعيه لخدمة المرضى وغيرهم جعلته يقدم خدمات يشهد لها الجميع بالسمو في اطار التعبئة والتوعية لحث الناس على التبرع بالدم. سي صوابني تجده حاضرا ومساهما ومشتغلا في كل الانشطة التي يجد مبادئه فيها، مع اليسار مع القضية العمالية والشعب مع المثقفين مع الجمعويين الملتزمين مع الفنانين الجادين، الاخ حسن صوابني وهو ممن يلهم ويزيدك حماسا …الاخ حسن بقدر ما هو قوي هو عاطفي لا أنسى له تأثره لوفاة والدي عمر الساحلي كما بكى لوفاة أخي سي محمد.

الدكتور الحسين بويعقوبي ( استاذ جامعي – تلميذ الراحل الصوابني)
مسار الاستاذ حسن الصوابني حافل بالنضال على واجهات مختلفة تربويا وسياسيا وثقافيا وجمعويا وبعد أن أفنى حياته في خدمة الآخرين أولا كرجل تعليم ومربي الأجيال وثانيا كجمعوي بصم بتطوعه تاريخ مدينتنا انزكان،. لازلت أتذكر كلمته ونحن نلتقي صدفة في احدى مكتبات أكادير حيث قال “أحس بالسعادة حين ألتقي أحد تلامذتي داخل مكتبة”.
رحمه الله وجعل كل حرف علمتنا اياه وكل عمل ثقافي أطرته وكل موقف سياسي تبنيته وكل قطرة دم جمعتها للمحتاجين في ميزان حسناتك، نم قرير العين فأعمالك الخيرية ستجعل اسمك منقوشا في ذاكرتنا وستبقى ابتسامتك حية ترافق كل من عاشرك.

زهرة بيبو :  المناضل المتعفف و الزجال المبدع والمسرحي المرح

عزاؤنا واحد، بحرقة و ألم كبيرين ودعنا نساء  و رجالا ، أسرة و أصدقاء ، رفاقا و زملاء ، رجل قل نظيره …رجل يطبق مايقول ، يوفي بوعده إن وعد ، يعمل لأنه يؤمن بمبدأ و ينسحب في صمت كي لا يجرح…يبتسم   ليستمر من حوله..إنه الأستاذ المرحوم حسن الصوابني الرجل الذى رحل عنا رحيلا اضطراريا ..رحلت ايهاالصديق الصادق …المناضل المتعفف و الزجال المبدع والمسرحي المرح …رحلت إنسانا خادم الإنسان..لروحك السلام….لرفيقة دربك الصبر و ﻷبناءك القوة و اﻹستمرار.

عبد السلام الرجواني : هكذا عرفت حسن الصوابني ..طوبى لروحك ضيفا دائما بيننا 

وداعا رفيقي حسن…كم كانت صدمتي قوية وعتابي للذات عاصفة لما وقفت على عتبة منزلك لزيارتك المتاخرة بعد ان علمت بحالك فحاصرني طيفك ينبؤني برحيلك. عانقت جثتك الطاهرة وبللت دموعي الدافئة خصلات شعرك الرمادي قبل ان اعانق رفيقة دربك وسراج بهائك ومن حولها نضال وياسر وغسان اللذين لم تختارا، انت والسعدية، اسماؤهم صدفة،وانما عنوانا لانتماء فكري ووجودي اصيل وعميق.
رفيقي… ما زلت اذكر اول لقاء بيننا… سبتمبر 1979 عدت الى انزكان، وتحديدا الى ثانوية عبد الله بن ياسين استاذا للفلسفة بعد مغادرتي لها سنة 1974… معرفتي بالمدينة وبالمؤسسة لم تكن كافية للتخفيف من عزلتي السياسية … لم اكن اعلم بوجود اي مناضل او مناضلة يقاسمني الانتماء لمنظمة 23 مارس المجيدة بالمدينة سوى زوجتي فاطمة… لم تطل غربتي هاته اذ سرعان ما بلغني عبر الرفيق محسن ان بالمدينة رفيق اسمه الصوابني، وهو معتقل سابق ويمكنني البحث عنه … سالت بعض رجال التعليم عن الرجل فدلوني عليه حيث كان قوي الحضور في اعدادية المنصور الذهبي وفي دار الشباب… منذ اللقاء الاول وضعنا يدا في يدا وتعاهدنا على العمل لمواصلة النضال ولتوسيع اشعاع المنظمة بالمدينة التي كانت تعيش آنذاك مخاض الانتقال من تجربة العمل السري والخط الثوري الى تجربة النضال الديمقراطي الشرعي ، وهو ما عبرنا عنه بوضعية “طوليري” (مسموح به). اشتغلنا ضمن هذا الوضع الملتبس من الناحية السياسبة والجامد من الناحية التنظيمية،فكانت جريدة انوال الغراء الوسيط اللامادي الاول مع المنظمة وكانت جمعية الشعلة للمسرح والموسيقى، التي كان حسن مؤسسها ورئيسها وقلبها النابض جسرنا الوحيد نحو جمهور المثقفين وشباب المدينة، وكان منزل السعدية المحاذي لفندق اسافن وغير بعيد عن سينما كوليزي بمثابة المقر الفاخر للجمعية وللخلية الاولى للمنظمة، بيت مفتوح لكل عاطف(ة)وكل فاعل جمعوي، وكل برعم او زهرة نحلم بان تتفتح ثورة… في ذلك البيت كنا نغذي الروح والفكر والبطن… نقاش مستفيض فكري وسياسي ونقابي… اعداد لانشطة الجمعية …. شهيوات لذيذة من اعداد السعدية الحكيمة،الصبورة، البهية… عبر حسن والسعدية تعرفت على اصدقاء صاروا رفاقا وعلى اطفال صاروا ابناء وبنات حشد… 
غادرت انزكان قبل ان تعبر المنظمة الى ضفة الشرعية عائدا الى الرباط لاستكمال الدراسات العليا، ولم اعد الى انزكان ذاتها الا بعد ثلاث سنوات جرت فيها مياه كثيرة بالمجرى الثابت للمنظمة التي حصلت على الشرعية القانونية تحت اسم منظمة العمل الديمقراطي الشعبي التي جعلت دمقرطة الدولة والمجتمع نبراس عملها وعنوان وجودها. عدت لانزكان في غمرة معركة الانتخابات التشريعية لسنة 1984بعدما كلفت من طرف المنظمة بالترشح بدائرة ايت ملول/الدشيرة/بنسركاو… كان علينا ان نواجه احزابا قوية في مقدمتها الاتحاد الاشتراكي ذو العمق الجماهيري الكبير وحزب الاحرار الذي كان يسير الجماعة ويحضى بدعم الادارة. لم نكن في الحقيقة مهيئين لمقارعة الكبار، فعدد الرفاق والرفيقات لم يكن يتعدى العشرة الا قليلا ( الصوابني،العلوي،حندور، نجيب، بنخار، زينابي، بارودي، ايت يوسف، بيزكارن، محمد)، انضم الينا بعض الشباب اذكر منهم رجواني علمي، بنسيكسيل عبد الرحمان، الزوركي، حسني. ولم نكن نملك الا وسائل محدودة لا تتجاوز سيارة شخصية لاحد الرفاق ودراجة نارية قديمة من نوع بوجو وسطل وشطابة ورزمات قليلة من ملصقات ومنشورات في اللون الازرق المخطط بالاسود. لعب حسن دورا محو ريا في الاعداد للمعركة وفي خوض غمارها، اذ جعل من بيته مقرا دائما وورشة مفتوحة واسهم بقوة في شحذ الهمم وزرع الامل. طبعا لم يكن سقف طموحنا يتجاوز التعريف بالمنظمة الناشئة والتواصل مع المواطنين والحصول على نتائج في مستوى صيت المنظمة وتضحياتها من اجل عزة الوطن وكرامة المواطن. اسنطعنا بتضحيان مناضلين بسطاء الانتصار على فقرنا فحضينا بدعم شعبي واسع وحصلنا على الرتبة الثالثة… ببعض المكاتب كالمزار وقصبة الطاهر وبمكتب ببنسركاو احتلت المنظمة المرتية الاولى… هي نتائج فتحت امامنا آفاقا تنظيمية وسياسية جديدة: الؤتمر المحلي الاول للمنظمة وتكوين اول لجنة للمنطقة التي تحملت مسؤولية الاشراف الى حدود الاقاليم الصحراوية، فرع حشد، الانخراط في العمل النقابي ضمن ك.د.ش، وفي العمل الجمعوي خاصة عبر جمعية الشعلة للمسرح والموسيقى بانزكان وفرعي جمعيات الجمعية المغربية للشبيبة وفرع.الشعلة وجمعية الامل والاتحاد المحلي لمسرح الهواة. كان حضور الصوابني لافتا ومؤثرا على الواجهة الثقافية خاصة،ومما ميز نشاطه على هذا المستوى المثابرة وروح المسؤولية والحوار والمودة..وحرصه على تدوين كل الاحتماعات والانشطة وحفظها في مذكرة اخالها ذاكرة ثقافية وسياسية ثرية واخاف ان يكون حسن قد حملها معه الى قبره، وان كانت لم تدفن الى جوار صاحبها رحمه الله،اوصي نضال باعتبارها اهم ما في تركة الفقيد الى جانب تلك المكتبة الهائلة والانيقة التي انشأها المرحوم الذي لم ينل منه التقشف ابدا حين وقوع بصره الحاذق على كتاب…. عشنا تجربة بناء المنظمة سويا الى ان انفصلت عن المنظمة تنظيميا وسياسيا سنة 1989، دون ان انفصل عنها فكريا، ودون ان انفصل وجدانيا عن رفاقي سوى من غاضهم موقفي وقراوها قراءة سلبية واختاروا الجفاء. كان حسن والسعدية ممن ضلوا على ما كانوا عليه اتجاهي واتجاه فاطمة وكل اسرتي الصغيرة، ود ومحبة وتسامح وعتاب…. لم تستمر العلاقة على نفس الوتيرة لكنها لم تنقطع ابدا ولم تذبل ولم تفقد عنفوانها… وشاء التاريخ السياسي لبلدنا الى جانب الروح الوحدوية لجزء من اطر المنظمة ان تتوطد علاقتي السياسية والتنظيمية بالصوابني الذي قاد وهندس عملية اندماج الحزب الاشتراكي بالاتحاد الاشتراكي بسوس، ويعود له الفضل في تنسيق العملية قبل ان يصبح عضوا باول كتابة جهوية للاتحاد الاشتراكي بجهة سوس ماسة درعة. ضمن هذا الجهاز اشتغلت مع حسن لما يناهز عقدا من الزمن، اتفقنا احيانا كثيرة دون مجاملة ولا نفاقا واختلفنا احيانا في احترام وتقدير متبادل… في خضم الصراع الداخلي لم يتوان حسن ابدا في الدعوة الى الحوار والاعتدال والتنبيه الى سوء عواقب الشقاق….
كذلك ترافقنا ثم تآخينا الى ان سرت لزيارته فكانت الواقعة التي زلزلت كياني وعادت بذاكرتي الى ايام جميلة، بهية، صفية…. طوبى لروحك ضيفا دائما بيننا الى تمشي ررحك في موكب تشبيعنا حيث رقدت، حيث سنرقد… فكن في انتظاري واستقبلني كما اسنقبلتني ذات سبتمبر بانزكان.

أحمد أوبيهي : نم قرير العين سي حسن فنحن بعدك على العهد سائرون

على امتداد اسبوع وبعد فاجعة وفاة زميلي وصديقي حسن الصوابني، كلما فكرت في كتابة شهادة في حقه وتابينه، أجدني لا أصدق غيابه ،وكان الكتابة عن وفاته هي تزكية للحدث ، الكتابات بيني وبينه كانت دوما تتمحور حول برامجنا الفنية ،والثقافية ،والتربوية، والنقابية، والسياسية، والجمعوية،والإنسانية، مند سبعينيات القرن الماضي بإنزكان، واكادير ،وكل ربوع الوطن ،في إطار جمعية الشعلة الثقافية للمسرح والموسيقى ، والاتحاد الإقليمي لمسرح الهواة ، والنقابية الوطنية للتعليم، ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي ،والاشتراكي الديقراطي.وجمعية الأمل للتبرع بالدم ، والرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم ، الفيدرالية المغربية للتبرع بالدم ،حتى هنا كنت أجدني مستعدا للكتابةلسي حسن، والكتابة عنه ،ومعه،ولكم ان تسألوا مذكراتي ومذكراته اليومية على امتداد 42 سنة من الصداقةالمستمرة واليومية عما تتضمنه من خطابات وتخطيط في همومنا اليومية المهنية والهواياتيةوالاسرية والوطنية ،اسلت الكثير من المداد في الكتابة مع سي حسن واليوم ا اسلت الكثير من الدموع حزنا لفراق سي حسن ، وحين اردت التعبير عن حزني الشديد هذا ، تنطع قلمي ورفض الانصياع والكتابة وكأني به هو الآخر، لم يصدق ان سي حسن ودعنا الوداع الأخير. لكني أكدت لقلمي أنني انحني  على جثة رفيقي سي حسن في غرفته، وقبلت رأسه وجبينه وناظره، وخللت دموعي خصلات شعره الرمادي ،وتلك كانت آخر لمسةبيننا .لمسة الوداع الأخير، بعدهاتيقن قلمي ان سي حسن ودعنا وان لا مفر من كتابة هذا التأبين ، اهداء لروحه الطاهرة ولرفيقة عمره الأستاذة الفاضلة السعدية الباهي ،وأبنائه الفضلاء: نضال، ياسر، وبسام، ولاحفاده: زياد، زكريا ء، احمد، واياد،  فاللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عنه ووسع مدخله ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى التوب الابيض من الدنس وارحمنا يا ربنا ادا صرنا إلى ما صار اليه .نم قرير العين سي حسن فنحن بعدك على العهد سائرون .

فاطمة أكناو : سعدية “حسن” يشغل حيّز المكان فيك والزمان.

 زاجلا غردت-مرة- أيها الحسن فكان مطلع الزجلية : (سعد السعود يا سعدية يا بهية…). بداخلي الآن صدى لهذه القصيدة. هي البدايات تردد خطو سنوات عمركما الزوجي الذي عايشتكم بعضا من حصصه، (حسن وسعاد) حيث كان تكامل الحب الأبدي ونادر الوفاء، حيث صدقية البذل وصولة العطاء، إنه نوع من البهاء معانيه لا تنضب، نبع منه نهل الأبناء والأهل كما الأصدقاء….. ذاكرتي مشرعة على المحطات التي قطعنا معا عبورها الزمني، فإحياؤها لم يبل تجدده. كل الصور والمواقف، الأبهج فيها والذي منه نلنا الوجع، لا تزال متوهجة لاهجة بالذي كان، حيث الأصدقاء الأوفياء، وما أكثرهم، وحيث أنت يا سعدية والمرحوم حسن بيننا تجمعكما وشائج نادرة قل نظيرها، كنتما معا تجسدان نموذجا تكامليا استثنائيا لعلاقة رائعة تكاد تذوب بين ثناياها إشكالية الفوارق الثنائية. ولكم أحببت فيكما، يا سعدية، مضمون هذا الإطار الرائع…. لهذا حبيبتي الغالية، وأيضا للكثير من سماته ..(نضال طريق وأوجاعه، وتفان مبدئي وتبعاته وإشعاع متميز.٠٠٠)، لهذا كله ولغيره يا سعدية يا بهية الحبيبة فوقع النعي وغياب الوديع (حسن) محطة حزن قاهر وعلى مسافة من كل المحطات حيث يكابر فيها الدمع نشيج البكاء ويعسر إنسال ما يناسب مفردات العزاء. فأنى لي من الجسارة مواساة الكلوم الغائرة و(حسن) يشغل حيّز المكان فيك والزمان. تمسكي أيتها العزيزة بالصبر لك وللأبناء الأعزاء تعزية التياع وحرقة حزن ملتهبة لفراق عزيز تعجله الأوان، وإني لأعلم أنك اليوم تتوسلين مرثية الخنساء إذ تقول: يذكرني طلوع الشمس صخرا وأذكره لكل غروب شمس …. و ما يبكون مثل أخي و لكني أعزي النفس عنه بالتأسي وإني لأعزيك في توأم الروح حسن أعزيك في الأخ و الصديق حسن أعزيك في فقدك الحضن الدافئ و المرفأ أعزيك في (حسن) و أي حسن. لك من الله السند، وللمرحوم كل المغفرة والرضوان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد